من غزة إلى لبنان: صندوق غسان أبو ستة يستقبل عائلات جريحة
عربي
منذ 6 ساعات
مشاركة

في مساء الأحد 27 يوليو/ تموز 2025، وصلت إلى بيروت ثلاث عائلات فلسطينية آتيةً من قطاع غزة، تضمّ أطفالاً مصابين بجروح بليغة، لتلقّي العلاج في إطار استجابة إنسانية متواصلة يقودها صندوق غسان أبو ستة للأطفال في لبنان، في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمرّ على غزة منذ أكثر من 21 شهراً.

هذه الدفعة الجديدة ليست الأولى التي يستقبلها الصندوق، علماً أنّها تتألّف من خمسة أطفال وثلاثة بالغين. فقد سبقتها سبع عائلات منذ بداية المبادرة، ما زالت خمس منها في لبنان، فيما أنهت عائلتان العلاج وغادرتاه. وتتوقّع العضو المؤسس والمديرة التنفيذية لدى صندوق غسان أبو ستة للأطفال دانيا دندنشلي وصول عائلة إضافية من قطاع غزة غداً الثلاثاء، لتُستقبَل عائلتان جديدتان في مطلع شهر أغسطس/ آب المقبل، في خطة علاجية وإيوائية متواصلة.

اختيار دقيق وحماية شاملة

وتخضع عملية اختيار الحالات لآلية دقيقة يشرف عليها الدكتور غسان أبو ستة وفريق طبي متخصّص يعمل من ضمن الصندوق. فيُصار إلى تقييم الحالات الصحية للأطفال الفلسطينيين، وإلى تنظيم أولويات الاستجابة وفقاً للحاجة الطبية. وتشرح دندشلي لـ"العربي الجديد" أنّ "الأولوية تُعطى للأطفال المصابين بجروح حرجة أو الذين يحتاجون إلى عمليات ترميمية دقيقة، لكنّنا لا نفصل بين الطفل وأهله؛ فإذا كانت الأم أو الأب مصابَين كذلك يجري شملهما بالعلاج والرعاية". وتؤكد أنّ "حين نطلق الرعاية للأطفال، فإنّنا نقصد كذلك الاهتمام بالذين يعتنون بهم، ليتمكّنوا بدورهم من مواصلة رعايتهم".

والمبادرة لا تقتصر على الطبابة فحسب، بل تشمل رعاية شاملة تبدأ من العمليات الجراحية مروراً بالدعم النفسي والاجتماعي وصولاً إلى الإقامة والتعليم، ويُصار إلى تغطية كامل نفقات العائلة في خلال فترة العلاج التي تمثّل في الوقت نفسه مدّة الإقامة.

وتدخل العائلات الفلسطينية إلى لبنان عبر مصر، في تنسيق مع السلطات في القاهرة. وتوضح عضو مجلس إدارة صندوق غسان أبو ستة للأطفال أنّ "العائلات تكون في مصر، ونحن نجلبها إلى لبنان بالتنسيق مع الجهات المعنية، وبحسب الوضع الصحي، ويُستكمَل علاجها في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، فيما تقيم بمحيط منطقة الحمراء (رأس بيروت)". وتبيّن دندشلي أنّ "الصندوق يتحمّل كلّ تكاليف النقل والعلاج والإقامة بالكامل، حتى موعد عودة العائلات إلى مصر بعد انتهاء فترة العلاج".

نموذج جديد من المسؤولية الطبية

ويأتي هذا الجهد الإنساني في سياق معقّد، إذ يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، متسبّباً في سقوط أعداد كبيرة من الجرحى، ولا سيّما بين الأطفال، فأكثر من 18 ألف طفل استشهدوا حتى اليوم بحسب البيانات المتوفّرة، علماً أنّ ثمّة آلافاً من المفقودين كذلك. ومع انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة المستهدفة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، واستشهاد أكثر من 1.411 من أفراد الطواقم الطبية، تتصاعد الحاجة إلى مبادرات طبية من خارج الإطار الرسمي أو ذلك التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

وسط هذا المشهد القاتم، يقدّم صندوق غسان أبو ستة للأطفال نموذجاً مختلفاً في التعامل مع ضحايا الحروب، يقوم على الاستمرارية والمتابعة الدقيقة والتكفّل الشامل. فالرعاية لا تنتهي عند باب المستشفى، بل تمتدّ لتشمل السكن والمرافقة النفسية والتعليم واحتياجات الحياة اليومية للعائلة التي تكون في الغالب مفكّكةً ومعذّبةً بفعل الحرب.

وتلفت دندشلي، في سياق حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "كلّ طفل ننجح في علاجه هو انتصار صغير على آلة القتل". تضيف أنّ "كلّ عائلة نرافقها تمثّل قصة مقاومة إنسانية"، وتتابع "نعيد الأطفال إلى حياة شبه طبيعية، حتى عودتهم إلى قطاع غزة".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية