مساعدات غزة: إسرائيل تواصل إرجاع الشاحنات وعرقلة دخول القطاع
عربي
منذ 6 ساعات
مشاركة

واصلت إسرائيل لليوم الثاني على التوالي إرجاع عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من مصر، رغم مرورها من معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي المخصص لإجراء عمليات الفحص والتفتيش قبل دخولها إلى القطاع المحاصر. وكشف مصدر مصري مطلع في معبر رفح البري لـ"العربي الجديد" أن عشرات الشاحنات انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الاثنين، من مستودعات الإمداد المصرية متجهة إلى معبر كرم أبو سالم، محملة بمواد غذائية وطبية ومساعدات إنسانية، ضمن جهود مستمرة لإغاثة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعاً كارثية مع تصاعد المجاعة وانهيار النظام الصحي.

وأكد المصدر أن جزءاً من هذه الشاحنات أُعيد مجدداً إلى الجانب المصري من دون أي توضيح رسمي من سلطات الاحتلال حول أسباب الرفض، مشيراً إلى أن الشحنات التي جرى منع دخولها تضمنت مساعدات أساسية مثل الدقيق، والمواد الطبية، ومستلزمات طبية عاجلة. ولفت إلى أن "الرفض الإسرائيلي لا يستند إلى أي مبرر واضح، ويعرقل الجهود الإنسانية التي تقودها مصر وعدة أطراف دولية". وأوضح المصدر أن المساعدات تعود في جزء منها إلى مؤسسات دولية، فضلاً عن تبرعات من دول عربية، بينما يشكّل الهلال الأحمر المصري الجهة الأكبر مساهمة في تنسيق وجمع وتوزيع هذه الشحنات.

ولليوم الثاني على التوالي، واصلت مصر، اليوم الاثنين، عبر الهلال الأحمر المصري إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي انطلقت من الأراضي المصرية في اتجاه جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في ظل تفاقم غير مسبوق لأزمة الجوع التي تضرب سكان القطاع المحاصر. وقال الهلال الأحمر المصري إن قافلة اليوم تضم 135 شاحنة، محملة بنحو 1500 طن من المساعدات المتنوعة، بينها 965 طنًا من السلال الغذائية، وقرابة 350 طنًا من الدقيق، إلى جانب 200 طن من مستلزمات العناية الشخصية. وكانت القافلة قد حملت في يومها الأول أكثر من 100 شاحنة، حملت ما يزيد عن 1200 طن من المواد الغذائية، بينها 840 طنًا من الدقيق و450 طنًا من السلال الغذائية، جميعها مقدمة من الهلال الأحمر المصري.

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه إسرائيل السماح بدخول المساعدات "بشكل تدريجي"، وهو ما فسره مراقبون بأنه إجراء يهدف إلى ضبط إيقاع الإمدادات وتقييد الكميات المتدفقة إلى القطاع، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة واستمرار العمليات العسكرية في أجزاء من جنوب ووسط غزة. من جانبها، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي بيان رسمي يوضح أسباب إرجاع الشاحنات، في حين تتزايد الانتقادات الحقوقية والدولية لـ"سياسة التجويع الممنهجة"، وإعاقة إدخال المساعدات، رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من نقص شديد في الغذاء والدواء والماء.

وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أن استمرار إغلاق معابر المساعدات أو عرقلتها من شأنه أن يدفع الأوضاع إلى مزيد من الانهيار، في وقت تُبذل فيه جهود مصرية ودولية مكثفة لإقرار هدنة إنسانية تسمح بتدفق آمن ومستمر للإغاثة، لا سيما في ظل ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وتفشي الأمراض ونقص الخدمات الأساسية. وبالتوازي مع ذلك قال مصدر في اللجنة المصرية العاملة في قطاع غزة لـ"العربي الجديد" إن "جزءًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية المصرية التي دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، لم يصل إلى مستودعات التوزيع، وتمت سرقته وبيعه في الأسواق".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية