بعد تدميرها موارد المياه.. إسرائيل تتحدث عن خط ماء من مصر إلى غزة
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن الجيش وافق على مبادرة إماراتية لمدّ خط مياه جديد من مصر إلى داخل قطاع غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة للشهر الثاني والعشرين، بعد أن دمّرت معظم محطات المياه وخطوطها في القطاع. ونقلت الهيئة الرسمية عن بيان للجيش أنه وافق، بتوجيه من المستوى السياسي (الحكومة)، على مبادرة الإمارات لربط خط مياه من مصر إلى داخل قطاع غزة.

ووفق البيان، فإن الخط سيصل إلى منطقة المواصي الساحلية، التي تمتد من وسط القطاع إلى جنوبه، ومن المتوقع أن يخدم نحو 600 ألف فلسطيني من سكان المنطقة. وأشار البيان إلى أن الخط سيعمل بشكل مستقل عن خطوط المياه القادمة من إسرائيل. وأضاف أن مندوبين إماراتيين بدأوا اليوم إدخال المعدات الخاصة بالمشروع، بطريقة خاضعة للرقابة وبعد فحص أمني دقيق، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع). وأوضح أن أعمال إنشاء الخط من المقرر أن تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، وتستمر عدة أسابيع.

وحتى الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، لم تصدر أي تعليقات عن مصر أو الإمارات بشأن ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن بيان الجيش. وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) قد أعلنت في 15 يوليو/تموز الجاري، عبر عملية "الفارس الشهم 3"، بدء تنفيذ مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من الجانب المصري إلى جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن المشروع يتم عبر خط ناقل جديد يُعد الأكبر من نوعه، في إطار التدخلات العاجلة لمعالجة الكارثة المائية التي تضرب القطاع المحاصر. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر "مصلحة مياه بلديات الساحل" (غير حكومية) بمدينة دير البلح وسط القطاع.

وأعلن شريف النيرب، المسؤول الإعلامي لعملية "الفارس الشهم 3" في غزة، خلال المؤتمر، عن إنشاء خط ناقل بقطر 315 ملم وطول 6.7 كيلومترات، يربط بين محطة تحلية المياه التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خان يونس ورفح. وأوضح أن المشروع يهدف إلى توفير 15 لتراً من المياه المحلاة لكل فرد يوميًا (لـ600 ألف فلسطيني)، في ظل تدمير أكثر من 80% من مرافق المياه بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف آبار المياه والبنى التحتية المرتبطة بها، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات التي كانت تصل إلى القطاع عبر خطوط المياه الإسرائيلية. وكانت غزة تعتمد بشكل رئيسي على المياه التي تزودها بها إسرائيل عبر شركة "ميكوروت"، والتي كانت تشكل نحو 70% من إجمالي الإمدادات، فيما كانت النسبة المتبقية تعتمد على المياه الجوفية التي توفرها بلديات القطاع. وتشنّ إسرائيل منذ ذلك التاريخ حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان.

وقد أسفرت هذه الحرب، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة أودت بحياة العديد، بينهم عشرات الأطفال. وفي ظل استمرار الحرب وتدمير البنى التحتية، لا تقتصر معاناة سكان غزة على العطش فقط، بل تتجاوزها إلى الجوع والمجاعة التي باتت تهدد حياة مئات الآلاف، خاصة الأطفال.

فمع الحصار الخانق وغياب المساعدات الكافية، أصبحت أبسط مقومات الحياة – من ماء وغذاء ودواء – حلمًا بعيد المنال. وبينما تتحرك بعض المبادرات لتوفير المياه، تبقى أزمة الغذاء تتفاقم يومًا بعد يوم، في وقت يحذّر فيه خبراء ومنظمات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يُوضع حد فوري لهذا الحصار وللحرب المدمّرة على غزة.

(الأناضول، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية