
أربكت عقوبة النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، فريقه، الذي تكبّد خسائر تسويقية ورياضية فادحة لم يكن يتوقعها، وذلك بعد غيابه عن مباراة نجوم الدوري الأميركي ضد نظرائهم من الدوري المكسيكي، إذ اضطُر للغياب عن مواجهة سينسيناتي في الدوري الأميركي بقرار رابطة كرة القدم، وهي مباراة كانت مخصصة للترويج للقميص الجديد، وسط حضور جماهيري كان يترقب مشاركة ميسي للاستمتاع بالعروض القوية، التي يقدمها منذ أسابيع.
وكشفت صحيفة آس الإسبانية، اليوم الأحد، أن غياب ليونيل ميسي عن مواجهة سينسيناتي سيترك آثاراً سلبية مزدوجة على نادي إنتر ميامي، سواء من الناحية الرياضية أو التجارية، وهو ما حدث بالفعل. فعلى المستوى الأول، اكتفى الفريق بالتعادل واكتساب نقطة وحيدة، بعدما انتهت المباراة دون فائز. أما على الصعيد التجاري، فقد تلقّى النادي ضربة موجعة، إذ تزامن اللقاء مع الموعد المقرر لإطلاق القميص الثالث للفريق، بالتعاون مع مؤسسة أديداس الألمانية، الراعي الرسمي للنادي، وكان من المفترض أن يتولى ميسي دور الوجه الترويجي للحملة، وفقاً للترتيبات السابقة.
ولا تزال أرقام ليونيل ميسي تؤكّد أنه ليس مجرد لاعب في الدوري الأميركي، بل ظاهرة رياضية وتسويقية استثنائية قلبت موازين كرة القدم في الولايات المتحدة. فمنذ ظهوره الأول بقميص إنتر ميامي، ساهم "البرغوث" في جذب أكثر من 11.4 مليون مشجع إلى ملاعب الدوري، خلال موسم 2023–2024، في رقم قياسي غير مسبوق. كما أدّى انضمامه إلى استقطاب 300 ألف مشترك جديد في خدمة البث المدفوع الخاصة برابطة الدوري الأميركي، ما يعكس بوضوح التأثير المباشر لميسي على العوائد الجماهيرية والنقل التلفزيوني، ويُبرز مكانته كنجم أول بلا منازع في كرة القدم الأميركية.
وأثار قرار رابطة الدوري الأميركي لكرة القدم بإيقاف ليونيل ميسي موجة غضب وانتقادات، بسبب تجاهلها الحالة البدنية للاعب، الذي خاض تسع مباريات كاملة خلال أقل من شهر، بعد مشاركته في كأس العالم للأندية، وفضّل الجهاز الفني لإنتر ميامي منحه الراحة لتجنّب الإرهاق، لكن الرابطة قابلت ذلك بعقوبة، ما اعتبر تعاملاً غير لائق مع نجم بحجم ميسي. ورأى كثيرون أن الدوري يفتقر لثقافة إدارة النجوم، ويغلب عليه منطق التسويق على حساب صحة اللاعبين واعتباراتهم الإنسانية.
وفي ضوء كل هذه المعطيات، بدا واضحاً أن العقوبة المسلطة على ليونيل ميسي لم تكن مجرّد إجراء تأديبي بسيط، بل كانت قراراً خلّف تداعيات واسعة أثّرت على صورة الدوري الأميركي نفسه، الذي وجد نفسه في مرمى الانتقادات، بسبب سوء تعامله مع أبرز نجومه. وبين تراجع العائدات، واحتقان الجماهير، وتجاهل الإرهاق البدني لنجم بحجم ميسي، تطرح هذه الحادثة تساؤلات جدّية حول قدرة الرابطة على إدارة التوازن بين مصالحها التسويقية وواجبها في حماية اللاعبين، خصوصاً أولئك الذين صنعوا شهرتها.
