
أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صباح اليوم الأحد، نتائج الثانوية العامة "التوجيهي"، طلبة غزة مواليد 2005، والضفة بما فيها القدس، والطلبة الفلسطينيين الذين تقدموا للامتحان خارج فلسطين، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، والعدوان على الضفة الغربية.
وقال وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم، في بيان صحافي، "عقدنا الامتحان هذا العام بعد أن عقدنا العزم، ورغم البوابات والحواجز، والأحداث التي واكبت الأسبوع الأول من الامتحان، والظرف الصعب في قطاع غزة، وإذا جرت العادة أن تكون هناك عبارة (دموع الفرح)، فنحن هذا العام أمام دموع الجوع، وأنين المرضى، والنزوح والحرمان".
وشكر برهم، الدول المضيفة، وكل من تعاون مع الوزارة من مؤسسات عربية ودولية لإنجاح الامتحان لطلبة غزة، معتبراً أن عقد الامتحان في غزة "رسالة لكل الدنيا بأن قوة المنطق تنتصر على منطق القوة". وقال برهم: "اليوم، نتوّج جهداً وننجز استحقاقاً وطنياً بحمد الله وبفضل معلمينا ومعلماتنا الذين أنجزوا المهمة في زمن قياسي، ففي فلسطين الراتب منقوص لكن الانتماء مكتمل".
وتابع "نلتقي اليوم لنكون مع موسم جديد من مواسم الحصاد، في ظل استهداف غير مسبوق من الاحتلال للمنظومة التعليمية بعناصرها كافة، والأرقام التي نتابعها يومياً عن حجم الاستهداف للطلبة والمعلمين، والأبنية المدرسية في غزة. أرقام صادمة، فنحن نتحدث عن 27 مدرسة أزيلت بالكامل بطواقمها ومعلميها من السجل التعليمي باستشهاد أكثر من 16 ألف طالب وقرابة 750 معلماً".
وواصل برهم، "شهد هذا العام، ومع استمرار العدوان على غزة، الاجتياح المتواصل لمحافظتي جنين وطولكرم، حيث تقدّم الطلبة للامتحانات وسط وجود الدبابات، والنزوح، ورغم ذلك واصل هؤلاء الطلبة التشبث بالحق في التعليم، وقالوا لكل الدنيا: قد ننزح، لكننا عازمون على أن نفرح". وتطرق إلى طلبة غزة، قائلاً: "لا ننسى غزة ومأساتها المتواصلة، لكن هناك أمل في الطريق حيث تقدم للامتحان 1500 طالب وطالبة من طلبة توجيهي 2005، على طريق تأكيد أن توجيهي 2006، و2007 سيتقدمون للامتحان قريباً بعون الله، وملتزمون بذلك". وأكد أنّ من يستكمل امتحاناته في الثانوية العامة فهناك دورة ثانية بعد أيام، معلّقاً "آمل منكم ومن ذويكم عدم المبالغة في مظاهر الفرح تقديراً لمشاعر أهلنا في قطاع غزة، افرحوا لكن بصمت، وعلينا جميعاً اجتياز اختبار التعاطف ووحدة المشاعر".
وبلغ عدد الطلبة الذين تقدّموا لامتحان الثانوية العامة 52 ألف طالب، منهم ألفان خارج فلسطين، تقدّموا للامتحان في 37 دولة حول العالم، في حين كانت هناك 3 قاعات في المستشفيات، وعُقد اختبار خاص لـ6 طلبة من دير إستيا في محافظة سلفيت شمالي الضفة اعتقلتهم قوات الاحتلال في أحد أيام الامتحان. وقال برهم: "اليوم، نتوقف مع لحظة تاريخية، فرغم الحصار المالي والبوابات والحواجز واستهداف المدارس كتب طلبتنا ومعلّمونا صفحة ناصعة على جبين الأيام، وسيبقى التعليم أداة تحرر ووسيلة بناء، وسنحرص على بقاء التعليم في طليعة الأولويات".
وشدد "نحن نعلن النتائج، تمتزج مشاعر الفرح بالحزن، والفخر بالتقدير، وأعلن أننا بدأنا فعلياً في تطوير نظام امتحان الثانوية العامة ليكون على مدار عامين دراسيين، كما أن نجاح اختبار طلبة غزة الكترونياً سيعزز توجهاتنا لتغيير آلية عقد الاختبارات وتوظيف بنك الأسئلة".
وأكد برهم أنّ "اليقين بعدالة قضيتنا وبأهمية التعليم بالنسبة لنا في فلسطين كان وسيبقى قوة دافعة، وسبباً في مواصلة العمل من أجل أطفال وطلبة فلسطين، فهم الحقيقة الباقية، وهم الثابت رغم كل التحولات، لنكون خير سند لقيادتنا وهي تواصل السعي لإنجاز مشروعنا الوطني"، داعياً إلى أن يختار الطلبة تخصصات تتناسب مع ميولهم وقدراتهم وحاجات سوق العمل، "فالميول وحدها لم تعد تكفي لتحديد المسار".

أخبار ذات صلة.

