اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي ينتظر حسم ترامب
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

بعد أشهر من المحادثات المكثفة والدبلوماسية المستمرة، بات الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معلقاً بشكل كبير على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن المقرر أن تسافر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى اسكتلندا للقاء ترامب، يوم الأحد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي، يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع أن تُفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في حال تعثّر الاتفاق.

وقالت المتحدثة باسم فون ديرلاين، باولا بينيو، إن "المفاوضات التقنية والسياسية المكثفة مستمرة"، مضيفة أن "القادة سيقومون بمراجعة الوضع والنظر في إمكانية تحقيق نتيجة متوازنة توفر الاستقرار والتوقعات الواضحة للشركات والمستهلكين على جانبي الأطلسي"، وفقاً لما أوردت "بلومبيرغ". وحذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي مراراً من أن الاتفاق النهائي يعتمد على موقف ترامب، ما يجعل النتيجة النهائية صعبة التوقع. وكان الرئيس الأميركي قد تفاوض أخيراً مع اليابان، وأجرى تعديلات على بعض البنود النهائية قبل التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي.

وتركز المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اتفاق يسمح بفرض تعرفات بنسبة 15% على معظم التجارة بين الجانبين. ومن المتوقع أن تشمل الاستثناءات المحدودة بعض القطاعات مثل الطيران، الأجهزة الطبية وبعض الأدوية الجنسية، عدة أنواع من المشروبات الروحية، ومجموعة محددة من المعدات الصناعية التي تحتاجها الولايات المتحدة. كذلك ستستفيد واردات الحديد والصلب من حصة كمية بموجب الاتفاق الجاري بحثه، لكن أي كميات تتجاوز الحصة ستخضع لتعرفات مرتفعة بنسبة 50%.

وقد فرض ترامب سابقاً رسوماً بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار، و50% على الحديد والصلب، كذلك هدد بفرض تعرفات جديدة على الأدوية وأشباه الموصلات الشهر المقبل، وأعلن أخيراً فرض رسوم بنسبة 50% على النحاس. ويتوقع الاتحاد الأوروبي سقفاً للتعرفات بنسبة 15% على بعض القطاعات التي قد تستهدفها الرسوم مستقبلاً، بما في ذلك الأدوية، لكن موقف ترامب سيكون حاسماً في هذا الجانب لإتمام الاتفاق.

وقال ترامب عند وصوله إلى اسكتلندا: "سنرى ما إذا كنا سنبرم الاتفاق. أورسولا هنا، وهي امرأة محترمة للغاية. نحن نتطلع إلى ذلك". وأضاف أن فرص التوصل إلى اتفاق تبلغ "50-50"، مشيراً إلى وجود عوائق في "ربما 20 نقطة مختلفة"، لكنه لم يرغب في الكشف عن تفاصيلها. ووصف ترامب الاتفاق بأنه قد يكون "الأكبر على الإطلاق" إذا جرى التوصل إليه. وكان قد أعطى فرصاً مماثلة للاتفاق قبل مغادرته واشنطن، لكنه قال أيضاً إن الاتحاد الأوروبي لديه "فرصة جيدة" لإبرام الاتفاق.

وفي إبريل/نيسان الماضي، أعلن ترامب فرض تعرفات جمركية على معظم شركاء التجارة الأميركيين، معلناً نيته إعادة الصناعات إلى الداخل، وتمويل تمديد تخفيضات ضريبية ضخمة، ووقف ما وصفه بـ"استغلال" الولايات المتحدة من قبل باقي العالم. وإضافة إلى الرسوم، سيشمل الاتفاق أيضاً معالجة الحواجز غير الجمركية، التعاون في مسائل الأمن الاقتصادي، والشراء الاستراتيجي من قبل الاتحاد الأوروبي في قطاعات مثل الطاقة ورقائق الذكاء الاصطناعي. كذلك عرض الاتحاد الأوروبي إزالة الرسوم على العديد من السلع الصناعية والواردات الزراعية غير الحساسة.

يأتي ذلك فيما يثير خبراء مباعث قلق حيال تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين منذ فترة، مع أنه حتى الآن، ظل محصوراً في نطاق القضايا التجارية. فقد فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على السلع الصينية وقيوداً على تصدير التكنولوجيا. وفي المقابل، ردّت الصين بفرض رسوم جمركية مضادة، كما قيّدت تصدير بعض الموارد الحيوية، مثل المعادن النادرة. لكن نظراً إلى التاريخ، تشير "بلومبيرغ" إلى أن العديد من الحروب الساخنة اندلعت في الأصل نتيجة توترات تجارية بين الدول، مما يثير مخاوف من أن تتصاعد الحرب التجارية الحالية بين واشنطن وبكين إلى مواجهة عسكرية فعلية في المستقبل. ويبقى السؤال: كيف يمكن أن يحدث ذلك وهل يمكن تجنّب هذا السيناريو؟

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية