علي محمد عمر لـ"العربي الجديد": نحلّ مشاكلنا بالصومال داخلياً
عربي
منذ 12 ساعة
مشاركة

نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي علي محمد عمر المعلومات التي تحدثت عن وجود حوار أميركي مع حركة الشباب المصنفة حركة إرهابية. وقال عمر في حوار مع "العربي الجديد"، خلال زيارة قام بها إلى قطر إن "هذه المعلومات غير صحيحة بتاتاً وننفيها تماماً، والولايات المتحدة كما هو معروف تصنف حركة الشباب حركة إرهابية، وموقفها من ذلك لم يتغيّر". وبشأن وجود وساطة قطرية بين مقديشو وإقليم أرض الصومال، شدّد على أن الإقليم أحد الأقاليم الصومالية، واستراتيجيتنا بوصفنا حكومة صومالية أن نحلّ مشاكلنا فيما بيننا داخلياً، ولكن إذا كانت هناك جهة أخرى ترغب بمساعدتنا في هذا الاتجاه فمرحباً بها. وأكد الوزير الصومالي انتهاء الخلاف بين بلاده وإثيوبيا بشأن توقيعها اتفاقاً مع إقليم أرض الصومال لمنحها ميناءً بحرياً، أثمرت الوساطة التركية عن اتفاق بين البلدين، اعترفت إثيوبيا بموجبه بسيادة الصومال واحترامها وحدة أراضيه، واتفقتا على التعاون فيما بينهما كوننا دولتين جارتين عضوتين في الاتحاد الأفريقي.

* أنهيتم زيارة إلى الدوحة استمرت يومين، ما هو الهدف منها وأهم نتائجها؟
علاقتنا مع قطر علاقة استراتيجية، ومثل هذه الزيارات متكررة وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

* هل الزيارة مرتبطة بنتائج الزيارة التي قام بها رئيس إقليم أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله عيرو، لأول مرة إلى الدوحة نهاية الشهر الماضي؟
كل مرة نزور فيها الدوحة نبحث مع المسؤولين في قطر مختلف القضايا وآخر المستجدات في الصومال، لا علاقة لهذه الزيارة بصورة خاصة مع زيارة رئيس إقليم الصومال إلى الدوحة.

* هل هناك توجّه لبدء مفاوضات بوساطة قطرية بين الحكومة الصومالية وإقليم أرض الصومال؟
أرض الصومال إقليم من أقاليم الصومال، واستراتيجيتنا بوصفنا حكومة صومالية أن نحلّ مشاكلنا فيما بيننا داخلياً، ولكن إذا كانت هناك جهة أخرى ترغب بمساعدتنا في هذا الاتجاه فمرحباً بها.

* من المفترض أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في الصومال العام المقبل، لكن الخلافات مستمرة بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والمعارضة حول هذه الانتخابات وقانونها والتعديلات الدستورية التي يُفترض أن يُقرّها البرلمان.
لا أرى أن هناك مشكلة أو خلافاً قائماً بين الرئيس والمعارضة، في كل مرة يجري فيها الإعداد للانتخابات، تحدث نقاشات وحوارات حول آلية الانتخابات وطريقة إدارتها، ونجحنا سابقاً في إجراء الانتخابات مرّات عدّة، وسننجح هذه المرة أيضاً. ما هو جارٍ في الصومال حوار هادئ حول الانتخابات بين مختلف النخب السياسية الصومالية، وسنصل في النهاية إلى نتيجة مرضية. ستُجرى الانتخابات في موعدها.

* لكن هناك تبايناً أو مشكلة تتعلق بقانون الانتخاب المفترض أن تُجرى بموجبه الانتخابات الرئاسية؟
أؤكد أنه ليس هناك مشكلة، بل حوار جارٍ حول قانون الانتخابات، الذي تغيّرت فيه طريقة انتخاب الرئيس بطريقة غير مباشرة، لأن قلّة من الناس تنتخب أعضاء البرلمان الذين بدورهم ينتخبون الرئيس، إلى طريقة مباشرة لانتخاب الرئيس من الشعب، والنقاش لا يزال جارياً حول القانون.

* هل تلمسون في الشارع تأييداً للقانون الجديد؟
الشارع لا يعارض... لكن القضية عند النخب السياسية التي لم تتعوّد على الانتخاب المباشر، فالقانون الجديد يثير بعض المخاوف لديها خشية ذهاب مكتسباتها. لكن المسألة مطروحة للنقاش والحوار في نهاية المطاف، والشارع بلا شكّ يريد أن يدلي بصوته في الانتخابات ويختار من يمثّله.

* تأخر البرلمان في إقرار التعديلات الدستورية، هل سينجح في إقرارها قبل الانتخابات المقبلة؟
الصومال في طريقه للتعافي، والدولة حتى تتعافى تأخذ فترة طويلة ووقتاً لتعزيز تماسكها الداخلي والحفاظ على مكتسباتها وتعزيز الحكم الديمقراطي فيها. والدستور الصومالي الحالي أُجيز دستورا انتقاليا عام 2012، وما يناقشه البرلمان ليس تغييراً كلياً للدستور، وإنما تغيير بعض بنوده وفصوله. والصومال نظام فيدرالي، ويجب أخذ آراء الأقاليم المكوّنة للحكومة الفيدرالية في التعديلات الدستورية قبل وصولها للبرلمان، وهو ما تم بالفعل. وقد أقرّ البرلمان أربعة فصول من الدستور، وبقي 11 فصلاً، والنقاشات جارية لتعديل بنود ومواد في هذه الفصول، ونتوقّع الانتهاء من إقرار الدستور الدائم مع نهاية العام الحالي.

* لا يزال تحقيق الأمن والاستقرار يشكّل تحدّياً كبيراً في الصومال، ولا تزال حركة الشباب تقوم بعمليات تفجيرية في مدن الصومال المختلفة. كيف يمكن التعامل مع هذا التحدي؟
حركة الشباب بما هي ظاهرة بدأت تنتهي وتضعف، والحكومة الصومالية بدأت في السيطرة على كامل التراب الوطني. نحن دولة نشتغل في بناء المؤسسات الأمنية والاقتصادية والخدمية، وهو عمل كبير يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي، والذي لم يأتِ بالشكل المطلوب. وعلى كلٍّ، شركاؤنا يقفون معنا ويدعموننا لتحقيق الأمن والاستقرار، ونحن نتمنى أن يتحقّق ذلك في فترة قريبة.

* هناك معلومات تتحدث عن وجود حوار أميركي مع حركة الشباب، في حال حدث ذلك ما هو موقفكم من هذا الحوار؟
هذه المعلومات غير صحيحة بتاتاً وننفيها تماماً، والولايات المتحدة كما هو معروف تصنّف حركة الشباب حركة إرهابية، وموقفها من ذلك لم يتغيّر.

* بالنسبة للحكومة الصومالية، هل انتهى الخلاف الصومالي - الإثيوبي بعد الوساطة التركية، وهو الخلاف الذي اندلع بعد الاتفاق الإثيوبي مع إقليم أرض الصومال غير المعترف به دولياً، تحصل إثيوبيا بموجبه على بوابة بحرية تمكّنها من بناء ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة؟
هذا الخلاف انتهى، ونشكر الحكومة التركية على وساطتها، فالمفاوضات أثمرت ونجحت، وتم الاتفاق بين البلدين على أن تعترف إثيوبيا بسيادة الصومال وتحترم وحدة الأراضي الصومالية، وتتعاونان بوصفهما دولتين جارتين منتسبتين إلى الاتحاد الأفريقي. ويتيح الاتفاق لإثيوبيا استخدام الموانئ الصومالية على البحر الأحمر لأغراض تجارية إذا أرادت، ويحكم ذلك وينظمه القانون الدولي، وأؤكد أن الخلاف بشأن ذلك بين البلدين انتهى.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية