مسعد بولس يلتقي حفتر في بنغازي: رغبة أميركية بتوسيع آفاق التعاون
عربي
منذ أسبوع
مشاركة

التقى مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا مسعد بولس في بنغازي، اليوم الخميس، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بـ"القيادة العامة"، ضمن زيارته التي تستمر يومين إلى ليبيا آتياً من العاصمة طرابلس. ويأتي اللقاء في إطار سلسلة مباحثات مكثفة يجريها بولس مع الأطراف الليبية سعياً لتوسيع التعاون الليبي الأميركي، ولتعزيز الاستقرار في البلاد.

ونقل بيان صادر عن قيادة حفتر أنه بحث مع بولس "آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية"، وناقشا "آفاق التعاون الثنائي بين ليبيا والولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والصناعية، بما يعزز الاستقرار ويدعم مسارات التنمية المستدامة"، وأكد بولس رغبة الجانب الأميركي "في توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ويدعم مستقبل التنمية والسلام". كما نقل بيان مكتب حفتر الإعلامي عن بولس إشادته "بجهود القيادة العامة في تحقيق الأمن والاستقرار داخل ليبيا"، وأن "هذا الاستقرار يشكل ركيزة أساسية تسهم في حفظ أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها".

من جهته، كتب بولس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس قائلاً: "ناقشت اليوم مع القائد العام لقوات القيادة العامة دعم الولايات المتحدة الجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات، وتعزيز السيادة، وتمهيد الطريق نحو الاستقرار والازدهار من خلال الحوار السياسي". وكان بولس قد وصل إلى طرابلس أمس الأربعاء، حيث بدأ زيارة رسمية أولى من نوعها لمسؤول أميركي رفيع من إدارة ترامب إلى ليبيا منذ استلام هذه الإدارة مهامها. وافتتح بولس زيارته بلقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في مقر المجلس، حيث ناقشا مستقبل العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين ليبيا والولايات المتحدة.

ونقل بيان المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي عن المنفي تأكيده "الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية"، وأن "أي شراكة حقيقية يجب أن تقوم على الشفافية وتعزيز النزاهة في إدارة الموارد، لا سيما في قطاعي النفط والطاقة البديلة". كما تطرق اللقاء إلى ملفات إقليمية ودولية، مع التركيز على دعوة الشركات الأميركية للمساهمة الجادة في مشاريع إعادة الإعمار وتوطين التكنولوجيا.

كما التقى بولس رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في اجتماع موسع استعرضا خلاله أوجه التعاون الثنائي وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة بأن الاجتماع تناول فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة والمعادن والبنية التحتية والصحة والاتصالات.

وفيما ذكر مكتب الحكومة الإعلامي أن الدبيبة قدّم خلال اللقاء مقترح شراكة استراتيجية بقيمة تصل إلى 70 مليار دولار، تشمل مشاريع جاهزة للاستثمار الأميركي المباشر، أوضح أن الطرفين ناقشا مستجدات قطاع النفط، مع التركيز على فرص القطع الجديدة البحرية والبرية، مؤكدين أهمية الشفافية وتحقيق عوائد مستدامة تعكس استقرار قطاع الطاقة. وفي الملف الإقليمي، أدان الدبيبة "بشدة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من جرائم وتجويع وعدوان مستمر" داعياً إلى "الوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار وتجنيب المدنيين ويلات الحرب".

بدوره، أكد بولس للدبيبة التزام الإدارة الأميركية بدعم جهود الاستقرار في ليبيا، وأعرب عن حرص بلاده على توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع طرابلس، وتطلعها إلى "تعزيز الصفقات التجارية بين البلدين". وتأتي زيارة مسعد بولس في سياق سياسي وأمني واقتصادي مزدحم في ليبيا، إذ تدفع واشنطن نحو إحياء العملية السياسية في ليبيا في إطار جهود الأمم المتحدة الرامية إلى حلحلة العقبات أمام إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تنهي أزمة البلاد. كما يرى مراقبون أن زيارة بولس تعكس قلقاً أميركياً متزايداً من تنامي العلاقات العسكرية بين حفتر وروسيا، وزيادة الاتصالات بين حكومة طرابلس وبعض العواصم الأوروبية، ما يدفع واشنطن لإعادة تموضعها في الملف الليبي بفاعلية أكثر.

كما تأتي زيارة بولس ضمن جولة إقليمية أوسع، تعكس اهتماماً خاصاً بهذا الملف منذ توليه مهامه، في إطار سعي إدارة ترامب لتشكيل مشروع سياسي وأمني متكامل في ليبيا، يعزز من دور الولايات المتحدة لاعباً رئيساً في مستقبل البلاد، وسط مخاوف داخلية ليبية من تقارير تتحدث عن توجهات أميركية محتملة تتعلق بترحيل مهاجرين من ذوي السجلات الجنائية، أو أهل غزة، إلى دول من بينها ليبيا.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية