الضفة الغربية | شهيدان في جنين وحصار مستشفيين بنابلس
عربي
منذ أسبوعين
مشاركة

استشهد فتيان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما اقتحمت تلك القوات مدينة نابلس وفرضت حصاراً على مستشفيين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس الثلاثاء، استشهاد الفتى إبراهيم ماجد علي نصر (16 عاماً)، متأثراً بإصابته في بلدة قباطية، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تسلمت شهيداً يبلغ من العمر 14 عاماً بالقرب من مدخل بلدة عرابة.

ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قباطية مساء الثلاثاء، ودهمت عدة منازل وفتشتها، وسط انتشار مكثف في شوارعها، قبل أن تطلق الرصاص الحي باتجاه الشبان والفتية الذين حاولوا التصدي لها، ما أوقع إصاباتٍ وشهيداً. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال انسحبت لاحقاً من البلدة بعد تنفيذ حملة التفتيش والاعتقالات.

وشيّع الفلسطينيون ظهر اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد نصر في مسقط رأسه ببلدة قباطية. وبعد أن ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه في منزلها، نُقل جثمانه إلى مسجد النور في البلدة، حيث أُديت صلاة الجنازة عليه، ثم حمله المشيعون وجابوا به شوارع البلدة، وصولاً إلى المقبرة الغربية في قباطية. من جانب آخر، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهراً من البلدة بعد وقت قصير من اقتحامها للمرة الثانية خلال 24 ساعة، والانتشار في شوارعها.

اقتحام نابلس وحصار مستشفيين

وفي نابلس، قالت مصادر محلية في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال فرضت خلال الاقتحام طوقاً أمنياً على مستشفيين في المدينة وحاصرتهما لعدة ساعات، هما المستشفى العربي التخصصي ومستشفى رفيديا، حيث فتشت مركبات الإسعاف والمارّة، ثم انسحبت من المكان دون الإبلاغ عن اعتقالات هناك.

وجاء الاقتحام بعد نحو ساعة من انفجار وقع في أحد المنازل بحيّ رأس العين في نابلس، ما تسبب بدمار في المنزل، فيما اقتحمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الموقع قبل أن تنسحب منه لاحقاً بعد دخول قوات الاحتلال، وسط غموض يكتنف ظروف الانفجار، وما إذا كان قد أوقع إصابات، وفق المصادر. وأكدت المصادر أنه خلال عملية الاقتحام اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من منازلهم، هم: مصعب نافعة، ومحمود غزال، وشاب ثالث لم تُعرف هويته بعد، قبل أن تنسحب من المدينة.

من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت خلال مواجهات اندلعت في شارع رفيديا بمدينة نابلس مع إصابة شاب يبلغ من العمر 26 عاماً برصاص حيّ في القدم، ونُقل إلى المستشفى. من جهة ثانية، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنه بعد ذلك بوقت قصير، عاودت قوات الاحتلال اقتحام حيّ المعاجين في مدينة نابلس، وسط تفتيش لعدة منازل، بينما لا يزال الاقتحام مستمراً مع حشود عسكرية كبيرة على مداخل المدينة.

وبعد الظهر، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت خلال مواجهات منطقة المعاجين، خلال الاقتحام المتواصل للمنطقة، مع إصابة فتيين نتيجة اعتداء بالضرب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهما، ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي وقت لاحق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً برصاص حيّ في الفخذ، أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم العين بمدينة نابلس. ويأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة نابلس وعدة أحياء فيها، منذ نحو 20 ساعة متواصلة. 

على صعيد آخر، قال الناشط كاظم الحج محمد لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت، صباح اليوم الأربعاء، أربع خيام وثلاثة بركسات في منطقة الخلايل بقرية المغير، شمال شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية، بحجة وقوعها في مناطق (ج) وفق اتفاقية أوسلو". بدورها، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بوقف العمل في منشآت سكنية وزراعية في الأغوار الشمالية في الضفة الغربية.

على صعيد منفصل، نفذت مجموعات من المستوطنين صباح اليوم اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجروا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية. إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ونفذت مداهمات واعتقالات طاولت عدداً من الفلسطينيين.

إلى ذلك، هاجم مستوطنون، اليوم، المواطن أيسر شملاوي من بلدة حارس شمال غربي سلفيت، شمالي الضفة الغربية، واعتدوا عليه بالضرب، وسرقوا أدواته الزراعية وكمية من ثمار الصبر، في منطقة وادي قانا، ما أدى إلى إصابته برضوض في يده. على صعيد آخر، هدمت قوات الاحتلال، اليوم، مغسلة وكراجاً لتصليح المركبات في قرية الجبعة جنوب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بحجة عدم الترخيص.

مسيرة في رام الله دعماً لغزة

في سياق آخر، خرج العشرات في رام الله، وسط الضفة، بمسيرة مسائية غاضبة، أمس الثلاثاء، لليوم الرابع على التوالي، دعماً لغزة وأهلها الذين يتعرضون للتجويع. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالصمت العربي والدولي تجاه جريمة التجويع التي تُمارس بحق الفلسطينيين، وهتفوا ضد جرائم الاحتلال والإبادة، ورددوا شعارات داعمة لفصائل المقاومة وأذرعها العسكرية وقادتها.

وأكدت شخصيات مشاركة أهمية استمرار هذا الحراك في ظل المجاعة. وقال عمر عساف، منسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، لـ"العربي الجديد": "هناك إصرار لدى عدد غير قليل من الفلسطينيين على أن يظل الصوت مرفوعًا دفاعًا عن أهالي غزة الذين يجوعون ويُقتلون وتُمارس بحقهم الإبادة". وأضاف: "نعمل، ومعنا آخرون وكل المعنيين، على توسيع هذه المشاركة لتتصاعد من جانب، وأن تكون هناك أشكال أخرى للاحتجاج، وليس فقط المسيرة اليومية، من جانب آخر".

من جهتها، قالت الناشطة جميلة عابد إن الفعاليات المتواصلة تمثل نداءً لصانعي القرار في القيادات العربية والأوروبية والأمم المتحدة لوقف الإبادة، مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية بالوقوف إلى جانب غزة والقيام بدورهما.

وكانت مسيرات قد انطلقت منذ يوم السبت الماضي، استجابة لدعوات من جهات عديدة، بينها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، والمؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، والهيئة الوطنية للسلم الأهلي، والحراكات الشعبية، للخروج ضد التجويع، والمطالبة بإدخال المساعدات، ووقف الإبادة، وإنهاء العدوان. وتحولت هذه التحركات إلى مسيرة يومية ضد التجويع والإبادة.

دعوة إلى الإضراب عن الطعام الأحد القادم إسناداً لغزة

وأعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، تبنيها مبادرة انطلقت من أهالي الأراضي المحتلة عام 48 لبدء الإضراب عن الطعام يوم الأحد، القادم إسناداً لغزة ورفضاً لحرب الإبادة والتجويع. ودعت الشبكة، خلال مؤتمر صحافي، في مقرها في رام الله، باسم المجتمع المدني الفلسطيني كل أطياف الشعب الفلسطيني في كل مكان وكل الشعوب العربية وكل شعوب العالم المشاركة في الإضراب، معلنة أيضاً تنظيم يوم للتبرع بالدم غداً الخميس، في رام الله، حيث تقيم شبكة المنظمات الأهلية يوم تبرع بالدم لأهالي غزة وجميع مرضى الثلاسيميا.

وحذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من ارتفاع عدد الأطفال الذين يستشهدون بفعل الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة. وقد استشهد وفقاً للشبكة، مائة وواحد من الأشخاص نتيجة الجوع، بينهم 80 طفلاً، بينما استشهد 15 شخصاً أمس الثلاثاء، من الجوع بينهم 4 أطفال.

وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية ورئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، خلال المؤتمر، "إن عدد الشهداء الحقيقي قد يصل إلى 100 ألف في حال احتساب 10 آلاف تقريباً تحت الأنقاض، واحتساب من ماتوا بالأمراض والتجويع، بينما الموثق والمسجل حتى الآن قرابة أكثر من 59 ألفاً". وأكد البرغوثي أن الذي يجري ليس فقط قتلاً بالقتل، وليس فقط قتلاً بالتجويع، بل أيضاً قتل بالأمراض، حيث تشن إسرائيل حرباً بيولوجية على قطاع غزة بحرمان الناس الماء النقي والغذاء فتهبط المناعة وتنتشر الأمراض.

وشدد البرغوثي على أن ما يجري خطة خطيرة، لم يتخل نتنياهو عنها للتهجير من خلال دفع الناس نحو معسكر اعتقال رهيب في جنوب قطاع غزة، ثم محاولة ترحيلهم، لكنه أكد أيضاً أن الأمر لا يقتصر على قطاع غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية من خلال الهجمات المتواصلة للمستوطنين، فكل الضفة الغربية الآن معرضة لهجمات المستوطنين، والأخطر ما أعلنه بأن تصويتاً سيجري اليوم الأربعاء، في الكنيست الإسرائيلي لتمرير قانون فرض السيادة على الضفة الغربية.

بدوره، أكد عضو اللجنة التنسيقية للشبكة ومدير مركز بيسان للبحوث، أبي العابودي، ضرورة التركيز على مسؤوليات الدول في القانون الدولي، قائلاً: "إنها واضحة جداً، فإيقاف الإبادة بأي شكل مطلوب بأي طريقة بما يشمل حتى التدخل العسكري". وتابع العابودي: "نحن نتحدث عن أن هناك مفاوضات ومحاولة حديث ومحاولة إقناع قادة الاحتلال بإدخال المساعدات، ووقف الإبادة والجرائم، هذه المفاوضات وهذه الأحاديث نتيجتها واضحة، فعندما خرج مسؤولون أوروبيون منهم مسؤولة الخارجية الأوروبية قبل بضعة أيام وتحدثوا عن أن هناك إشارات إيجابية، كانت نتيجة ذلك استفحال الإبادة واستفحال التجويع واستكمال احتلال قطاع غزة". وبحسب العابودي، يخضع اليوم لأوامر إخلاء أو لوجود قوات الاحتلال ما يساوي 88% من مساحة قطاع غزة، أي إن حوالى مليوني إنسان يعيشون على مساحة 12% فقط من القطاع.

وطالب العابودي الدول بالتدخل وفقاً لمسؤولياتها في القانون الدولي بإنهاء الإبادة، بما في ذلك فتح جميع المعابر بالقوة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب، ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وفرض وقف إطلاق النار، وحماية طواقم العمل الإنساني، والتأكد من توفير كميات كافية من المساعدات الإنسانية، وفرض حظر شامل على توريد السلاح ومرور السلاح وشراء السلاح من دولة الاحتلال، والتأكد أن مواطني هذه الدول والشركات العاملة لديها أو المسجلة عندهما غير متورطة بجرائم حرب، بما يشمل توفير أي خدمات تساهم في جرائم الاحتلال أو في استدامة الاحتلال الإسرائيل، سواء على قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

وقال العابودي: "نحن نتحدث عن مسؤوليات واضحة، فشل الدول في هذه المسؤوليات هو رسالة للعالم أن القانون الدولي الإنساني قد انتهى، وأن النظام العالمي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية قد انهار وأن ما يحصل في فلسطين اليوم هو نموذج للصراعات القادمة، وأنه في أي صراع قادم، التجويع والإبادة الجماعية أصبحا أدوات مشروعة، إن لم يتم إيقافها". 

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية