شهدت سوريا تصعيداً في محافظة السويداء جنوب البلاد، إثر اشتباكات بين مسلحين دروز وقوات الأمن العام الحكومية في تموز/يوليو 2025.

بالتزامن، شنّت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية في السويداء، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام رسمية سورية وإسرائيلية، وأسفرت الغارة عن إصابة مدنيين. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق على ذلك بالقول إن إسرائيل متمسكة بدعم الدروز في سوريا وذلك لضمان أمنها الحدودي.

في هذا السياق، انتشر بتاريخ 16 تموز/يوليو 2025 مقطع فيديو عبر منصات مختلفة وبعدد من اللغات، زُعم فيه أن مواطنين في مدينة حماة يطالبون بـ”الجهاد” والدخول إلى السويداء.

بعد التحقق، لم يتم العثور على أي تقارير موثوقة تفيد بحدوث مظاهرات في حماة خلال النهار أثناء تلك الأحداث، بل في ساعات متأخرة من الليل، بحسب منشورات لأشخاص غطّوا تظاهرات مؤيدة للحكومة السورية. كما أظهرت مراجعة المقاطع المتوفرة أن أياً منها لم يتضمن دعوات للجهاد، ويُرجّح أن الصوت المرافق للفيديو المتداول مركّب، إذ لا يتماشى مع أصوات الحشود والسيارات الظاهرة في المشهد.

رغم عدم التمكن تحديد مصدر الفيديو الأصلي بدقة، تبيّن أنه يعود لتجمّع احتفالي قرب ساعة حماة وساحة العاصي عقب سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وذلك بعد مطابقة مع مقاطع موثقة من الحدث. ومن الدلائل التي تؤكد ذلك: الملابس الشتوية التي يرتديها المشاركون، وتطابق السيارات الظاهرة في المقطع.

بالتالي، فإن الفيديو المتداول قديم ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة خلال شهر تموز/يوليو 2025 في السويداء أو حماة.

ظهرت المقالة هذا المقطع لا يعود لمظاهرات حماة الأخيرة أو إعلان الجهاد في السويداء أولاً على إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).