
وطبقاً لما كشفه الموقع، اليوم الاثنين، فإن مشاعر الغضب والاحتقان تعالت في صفوف الجنود الذين طالبهم قادتهم بالعودة للتدريبات في المكان الذي انتحر فيه الجندي، وفي يوم الحادثة ذاته.
وكان الجندي قد وضع حداً لحياته خلال نوبة الحراسة الليلة في معسكر في الجولان داخل منشأة تدريبات. وقد عثر مقاتلان من فريق آخر على جثته في الصباح الباكر، وطُلب منهما العودة إلى التدريب، وكذلك زملاؤه. وشهد المقاتلان قائلين: "حضر قائد الدورية في ذلك اليوم لإجراء محادثة معنا لمدة 5-10 دقائق، وتولى أحد الضباط، البالغ من العمر حوالي 25 عاماً، إدارة الحادث في الأيام التي تلت الكارثة". وأضافا: "في ذلك المساء، عُدنا إلى جدول التدريب المعتاد وكأن شيئاً لم يحدث. كما حرص بعض الضباط على تهديدنا بأنه إذا لم نعد إلى التدريب فوراً، فسيتم حل الفريق وفصل المقاتلين. كان الجنود في حالة صدمة وواجهوا صعوبة في تأدية المهام".
ولم يشارك الجنود في جنازة صديقهم المنتحر بسبب حساسية الموضوع من جانب عائلته، ولذلك طالبوا مراراً وتكراراً بالحصول على موافقة للمشاركة في تقديم التعازي والرثاء. وبحسب مقاتلين في الفريق، فإن قادتهم وافقوا على أن يغادروا هضبة الجولان إلى منزل العائلة الواقع في وسط إسرائيل، ولكن بشرط أن يشاركوا في ليلة تدريب شاقة ومضنية سيخضعون لها أولاً، كما هو منصوص عليه في جدول التدريب الأصلي. وبحسب ما نقله الموقع عن الجنود، فإنه "بدلاً من الراحة قليلاً والتعافي واستيعاب ما حدث، أجبرونا على إجراء تدريبات بالذخيرة الحية خلال النهار، مع فرض عقوبات في حال عدم تنفيذها". وشهد بعض المقاتلين بأن ضابطاً من الوحدة طالبهم بصراحة بالعودة فوراً إلى التدريب، قائلاً: "لقد انتشلتُ جثث جنود في غزة، وحادثتكم ليست بهذه الفظاعة. أنتم فقط تتذمرون".
في المقابل، نفى الجيش أن يكون الضابط قد قال ما سبق، وادّعى أن قرار إعادة الجنود فوراً إلى روتين التدريب كان مُسبقاً، ويستند إلى تصوّر سائد في الجيش منذ بداية الحرب بوجوب عودة المقاتلين إلى روتينهم فور مقتل رفاقهم. وأوضح الجيش أن "هذا ما يحدث في قطاع غزة خلال القتال، بما في ذلك في الفرقة التي تنتمي إليها دورية ناحال. ففي الشهر الماضي، حيث سقط مقاتل من سلاح الهندسة في المعركة، واصل قائده المباشر القتال". وأضاف: "هذه طريقة فعّالة للتعامل مع الألم والحدث من الناحية النفسية". يُضاف انتحار الجندي إلى ثلاث حالات انتحار خلال الأسبوعين الماضيين طاولت جنوداً من الجيش الإسرائيلي، ومع أن الجيش ينفي وجود أي صلة بين هذه الحالات، فإن الفرقة التي تتبع لها دورية ناحال، صدرت تعليمات لقادتها بزيادة اليقظة تجاه تغير سلوك واحتياجات الجنود، الذين يقاتل العديد منهم حالياً في غزة.
إلى ذلك، أفادت "كان 11" في نهاية الأسبوع بأنه في لواء "كفير"، الذي يقاتل حالياً في خانيونس، تقرر حل فصيلة كاملة بعدما حذر مقاتلو الفصيلة قادتهم مراراً من أن أحد جنود الفصيلة قد يُنهي حياته بسبب ضائقة نفسية شديدة. من جانبه، أكد الجيش أن قائد الكتيبة تعامل مع الحادثة بمسؤولية شخصية.

أخبار ذات صلة.
