
قررت إسرائيل، أمس الأحد، عدم تمديد تأشيرة رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة "أوتشا"، جوناثان ويتال، بعد تنديد الأخير بقتل تل أبيب للمجوعين في قطاع غزة. وجاء في بيان صدر عن مكتب وزير الخارجية جدعون ساعر: "في أعقاب سلوك منحاز وعدائي ضد إسرائيل، حرّف الواقع، وقدم تقارير كاذبة، وشهّر بإسرائيل، بل وانتهك قواعد الأمم المتحدة نفسها المتعلقة بالحياد، وبناءً على التوصية المهنية المقدّمة، أصدرت تعليماتي بعدم تمديد تصريح الإقامة لرئيس مكتب أوتشا في إسرائيل، جوناثان ويتال". وادعى بيان مكتب ساعر أنّ "من يروّج الأكاذيب ضد إسرائيل لن تتعامل معه الأخيرة".
وفي وقت سابق الأحد، ندد ويتال، بقتل إسرائيل المُجَوَّعين بقطاع غزة، واصفاً ما يحدث هناك بأنه "مذبحة" تشكل عملية "لمحو حياة الفلسطينيين". وقال ويتال: "ما نشهده مذبحة، إنه جوع يُستخدم كما لو كان سلاحاً، إنه تهجير قسري، إنه حكم بالإعدام بحق أناس يسعون للبقاء على قيد الحياة فحسب". وتابع المسؤول الأممي: "يبدو أن هذه العوامل تشكّل عملية لمحو حياة الفلسطينيين من قطاع غزة".
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، ارتفاع عدد الضحايا من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للغذاء بمراكز "المساعدات الأميركية الإسرائيلية" إلى "995 شهيداً و6 آلاف و11 مصاباً و45 مفقوداً" منذ 27 مايو / أيار الماضي. والأحدلوحده، استشهد 93 من المجوعين، بحسب الدفاع المدني في غزة، وأصيب عشرات في هجمات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة في القطاع، ضمن الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهراً.
وفي 27 مايو/ أيار الفائت، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل إنذارات الإخلاء لمناطق مختلفة من قطاع غزة خاصة في محافظة الشمال ومدينة خانيونس جنوباً، في إطار مخطط تقول منظمات حقوقية وجهات حكومية فلسطينية إنه يهدف للتهجير القسري. وفي وقت سابق الثلاثاء، حث وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي على تعزيز تهجير الفلسطينيين من القطاع، وهو إجراء دائماً ما يروج مسؤولون إسرائيليون، فيما وضعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضمن أهداف الحرب.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
