رسوم جمركية أميركية مرتقبة تثير مخاوف الشركات الأوروبية الكبرى
عربي
منذ 11 ساعة
مشاركة

تتصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ظل موجة جديدة من السياسات الحمائية التي تهدد بإعادة رسم ملامح الاقتصاد العالمي. وبينما تسعى الدول الصناعية الكبرى إلى التعافي من أزمات متلاحقة بدءاً بجائحة كورونا مروراً بالحرب في أوكرانيا ووصولاً إلى التضخم وأزمات الطاقة، تُطرح الرسوم الجمركية من جديد سلاحا سياسيا واقتصاديا يهدد الاستقرار التجاري العالمي. 

وتثير التهديدات المتكررة بفرض قيود جمركية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة، قلقاً واسعاً في أوساط الشركات الأوروبية التي باتت تتعامل مع بيئة اقتصادية تتسم بعدم اليقين والتقلب، ما يُنذر بتداعيات واسعة على حركة الاستثمارات والتجارة الدولية. وأعرب كريستيان كولمان، الرئيس التنفيذي لشركة "إيفونيك"، ثاني أكبر منتج للمواد الكيميائية في ألمانيا، عن اعتقاده بأن حالة عدم اليقين التي تواجه الشركات الصناعية العالمية ستستمر، حتى في حال التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي القائم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية"، قال كولمان: "التهديد الدائم بفرض رسوم جمركية جديدة يدفعنا إلى حافة أزمة اقتصادية عالمية"، في إشارة إلى السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقاً لما ذكرته وكالة أسوشييتد برس. وأضاف كولمان: "يسود شعور عام في مختلف أنحاء العالم بعدم اليقين، والخوف مما قد تُقدِم عليه هذه الحكومة لاحقًا". وأوضح أن أي اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد لا يصمد طويلاً، قائلاً: "أنا على قناعة راسخة بأن السياسة الأميركية ستظل متقلبة، وأن حالة عدم اليقين بالنسبة للقطاع الاقتصادي ستتفاقم أكثر".

وكان ترامب قد أعلن أخيراً، عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات المنتجات الأوروبية بدءًا من 1 أغسطس/ آب المقبل، الأمر الذي أثار قلق الأسواق والمستثمرين. ولا تزال المحادثات جارية على مستوى رفيع بين الطرفين لمحاولة تجنّب تصعيد النزاع التجاري، الذي قد تكون له انعكاسات واسعة على الاقتصاد العالمي.

ودعا كولمان الشركات الأوروبية والسياسيين في بروكسل وبرلين إلى "إظهار الحزم واتخاذ قرارات استراتيجية تدعم الاستقرار الاقتصادي"، معرباً عن تفاؤله بأن الحكومة الفيدرالية الجديدة في ألمانيا، بقيادة المستشار فريدريش ميرز، والمفوضية الأوروبية، ستقدمان الدعم اللازم للقطاع الصناعي في مواجهة التحديات.

ومن المقرر أن يعقد المستشار ميرز الاثنين اجتماعاً مع ممثلي نحو 30 شركة ألمانية ضمن ما يُعرف بـ"قمة الاستثمار" في ديوان المستشارية. وتهدف القمة إلى بحث سبل تشجيع الشركات على ضخ استثمارات جديدة في ألمانيا، في ظل تباطؤ اقتصادي استمر على مدى 3 سنوات متتالية. ووفقاً لمصادر مطّلعة، تضم قائمة المشاركين في القمة أكثر من 12 شركة كبرى مدرجة على مؤشر داكس الرئيسي لبورصة فرانكفورت، فيما لن تشارك "إيفونيك" في القمة، بحسب تقارير صحافية.

وتشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توتراً متزايداً منذ العام 2018، حين فرضت إدارة ترامب الأولى رسوماً جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، رداً على ما اعتبره اختلالاً في الميزان التجاري. كما تعاني الأسواق الأوروبية من ضغوط إضافية ناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، وتباطؤ الاقتصاد الصيني، مما يزيد من هشاشة المشهد الاقتصادي العالمي.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية