
سقط شهيدان اليوم الخميس في إطار الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية، وخاصة جنوباً، وذلك في خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، أن شهيداً سقط بغارة شنتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت خلالها شاحنة في بلدة الناقورة، فيما سقط شهيد ثان وأصيب شخصان بجروح في استهداف سيارة على طريق عام تول- الكفور في قضاء النبطية.
كذلك، قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله، إن مسيّرة إسرائيلية سقطت مقابل بلدية الناقورة بعد رميها قنبلة على المكان، في حين فجّر جيش الاحتلال مبنى فجر اليوم في الحي الشرقي لبلدة حولا جنوبي البلاد. ويُسجَّل منذ صباح اليوم الخميس تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي على علو منخفض فوق الأجواء اللبنانية وضمنها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. وفي مقابل الميدان الذي يشهد تصعيداً إسرائيلياً في الأيام الماضية كان أعنفه يوم الثلاثاء على منطقة البقاع وبعلبك الهرمل، لا يزال الحراك الدبلوماسي السياسي مستمراً من أجل وقف الاعتداءات من دون أن يتمكّن لبنان من الحصول على أي ضمانات بهذا الشأن، بانتظار مسار المشاورات اللبنانية الأميركية حيال المقترحات التي حملها الموفد الأميركي توماس برّاك.
برّاك يزور لبنان الأسبوع المقبل
وفي الإطار، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "لبنان لا يزال يدرس ردّ واشنطن على الجواب اللبناني بشأن مقترحات برّاك، وأن الأجواء إيجابية حتى الآن، وهناك التقاء حول العديد من النقاط"، مشيرة إلى "زيارة مرتقبة لبرّاك إلى بيروت الأسبوع المقبل وسيستلم خلالها الملاحظات أو الردّ اللبناني". ولفتت المصادر إلى أن "الورقة الأميركية الأخيرة أتت أكثر تفصيلاً، وفيها نقاط عدّة، بينها ضرورة وضع جدول زمني وآلية واضحة لسحب سلاح حزب الله، ويمكن إتمام ذلك على مراحل، بدءاً بالليطاني، جنوبه وشماله، فبيروت وضواحيها ومن ثم البقاع، مع أولوية سحب السلاح الثقيل والطائرات المسيّرة وتفكيك المخازن، أي ما يُعدّ تهديداً لإسرائيل، على أن لا يتخطى ذلك نهاية العام الجاري، إلى جانب الإشارة لدور الجيش في تنفيذ هذه المهمة، ووضع خطة لكيفية تسلم السلاح، كما تحدثت الورقة عن السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، على أن يُسحب بدوره على مراحل".
وأشارت المصادر إلى أن "لبنان يؤيد غالبية البنود الموجودة، خصوصاً أن موقفه الرسمي واضح بحصر السلاح بيد الدولة، سواء العائد لحزب الله أو من الطرف الفلسطيني، وقد بدأ بذلك فعلاً، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 (..) إنجازات الجيش اللبناني واضحة في هذا الإطار، علماً أن ما يعوق استكمال انتشاره في الجنوب هو بقاء جيش الاحتلال في النقاط الخمس، وهو ما يدفع لبنان إلى التمسك المستمر بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب من النقاط الخمس، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل"، لافتة إلى أن "المشاورات والاجتماعات ستبقى مفتوحة لحين التوصل إلى موقف لبناني رسمي موحّد".
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، أمس الأربعاء، بعد تجديد البرلمان الثقة بحكومته إن "ما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري ليس مجرد إعلان نوايا إنما التزام وقرار لا لبس فيه ولا رجعة عنه، وإن بسط سيادة الدولة على أراضيها كافة وبقواها الذاتية، وحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيدها، واحترام القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701، وترتيبات وقف العمليات العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني، مسؤوليات متلازمة تحقق الصالح اللبناني العام، وتستعيد السيادة وثقة اللبنانيين والأشقاء والأصدقاء في العالم".
وأكد أن "الحكومة مصرّة على احترام وقف العمليات العدائية الإسرائيلية، والانسحاب من الأراضي التي تحتلها، ومصرّة بالتلازم مع هذه المسؤولية الوطنية على مواصلة العمل من أجل بسط سيادة الدولة على المناطق اللبنانية شمال الليطاني كما في جنوبه، وهي تعي أن من شأن هذا السعي أن يتم على مراحل، وهي تتطلع إلى تحقيق أهدافه في مدى زمني غير بعيد".

أخبار ذات صلة.

