
بقلم / صفوان المرادي
نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى كافة قيادات وقواعد حزب الرشاد في محافظة مأرب خاصة، وفي عموم ربوع الوطن الحبيب عامة، بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس الحزب، هذه الذكرى الوطنية التي تحل علينا في الخامس عشر من يوليو، حاملةً عبق النضال الوطني الصادق، وروح المشروع الوطني الأصيل، الذي سطر الرشاد من خلاله فصولًا ناصعة من العمل السياسي النزيه والمبادئ القويمة، منذ انطلاقه في 15 يوليو 2012م.
لقد جاء تأسيس حزب الرشاد كضرورة وطنية واستجابة لحاجة ملحّة في الساحة اليمنية، التي كانت تئن تحت وطأة الفساد والاستبداد والانقسام، فاختار الرشاد أن يولد جمهوريًا في هويته، ووطنيًا في انتمائه، مؤمنًا أن بناء الدولة اليمنية الحديثة يبدأ من تعزيز قيم العدل، وترسيخ مبدأ المساواة، وغرس حب الوطن، والولاء الصادق لترابه الطاهر، لا ولاءً لأشخاص أو سلالات او كهنوت أو أجندات عابرة للحدود.
منذ لحظة ميلاده السياسي، صاغ حزب الرشاد أولوياته وفق رؤية واضحة ، ترتكز على استعادة الدولة وبناء مؤسساتها على قاعدة النظام والقانون، وترسيخ التعددية السياسية، وتبني النهج الديمقراطي الذي يضمن مشاركة حقيقية لجميع فئات الشعب.
لم يكن الرشاد مجرد حزب سياسي ، بل كان مشروعًا وطنيًا جامعًا، تصدى لكل محاولات تمزيق الهوية اليمنية، ووقف بشجاعة في وجه العصبية، والعنصرية، والطبقية، والمناطقية، مؤمنًا بحرية الإنسان، ورافضًا لكل أشكال العبودية والاستلاب، حريصًا على الدفاع عن الحقوق الأساسية التي منحها الله للإنسان، تكريمًا لآدميته وكرامته.
وفي محافظة مأرب، كان للرشاد حضوره البارز، ودوره العظيم في معركة الدفاع عن الجمهورية، جنبًا إلى جنب مع كافة القوى الوطنية المخلصة، في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني الطائفي الذي استهدف الوطن أرضًا وإنسانًا وهوية. ولا تزال مأرب، بما تمثله من رمزية وطنية، تقدم التضحيات الجسام، صامدة برجالها، شامخة بمواقفها، قوية بصمودها، ويظل لحزب الرشاد فيها بصمة لا تُنسى، وصفحة مشرفة في سجل النضال الجمهوري.
لقد كان الحضور الجماهيري والسياسي الواسع لحزب الرشاد في مأرب، وفي مختلف مناطق اليمن، مصدر قوة حقيقية، ليس للحزب فحسب، بل للجمهورية والثورة، وللحياة السياسية اليمنية بمجملها. إذ لم يكن ذلك الانتشار الجماهيري الواسع نابعًا من شعارات جوفاء أو وعود مزيفة، بل كان نتيجة حتمية لمواقف وطنية راسخة، وعمل سياسي نزيه، وفكر وسطي معتدل، ولغة خطاب مسؤولة تعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته، بعيدًا عن المهاترات، أو الشحن، أو التوظيف السياسي لمآسي الناس.
ولم تكن جماهيرية الرشاد ولا حضوره الفاعل إلا عاملاً حاسمًا في ترسيخ دعائم الدولة، ومواجهة كل ما يستهدف إسقاط الوطن، والنيل من مشروع الثورة، والدفع باليمن نحو المجهول. فمواقفه التاريخية المشهودة في المحطات الحرجة، تشهد على وعيه السياسي، وصدقه الوطني، وثباته في خندق الدفاع عن الحق، مهما كانت التضحيات.
وعلى الرغم من حداثة عمر الحزب مقارنة بعراقة القضايا التي نذر نفسه لها، إلا أن مسيرته النضالية في مأرب وغيرها من المحافظات، شكلت نموذجًا فريدًا في العمل الحزبي المسؤول، المرتكز إلى ثوابت الوطن، لا إلى مصالح الأفراد. فثباته على المبادئ، ووسطيته المتزنة، وصدقه في المواقف، ونزاهته في القول والعمل، جعلت منه عنوانًا يُحتذى في الوطنية، ومثالاً يُشار إليه في العطاء السياسي.
وفي هذه الذكرى العزيزة، نُجدد التهنئة لكل القيادات والقواعد الحزبية في حزب الرشاد، ونحيي فيهم روح الانتماء الصادق، والعطاء المتفاني، والإخلاص الثابت، سائلين الله أن يبارك مسيرتهم، ويعلي رايتهم، ويجعل من جهودهم المباركة لبنة قوية في صرح اليمن الجمهوري الديمقراطي الحر، الذي يسع جميع أبنائه، ويصون كرامتهم، ويحمي حقوقهم، ويحقق لهم الأمن، والاستقرار، والعدالة، والتنمية.
إن مسيرة الرشاد، وإنجازاته، ومواقفه، أكبر من أن تختزل في كلمات، لكنها تظل نبراسًا يهدي الأحرار، وراية تظل خفاقة في سماء الوطن، ما بقيت في القلوب جذوة ثورة، وفي الأرواح وهج حرية.