
بإجماع مجلس إدارة الشركة المنتجة، استقرّ الجميع على أن إخراج المسلسل لرمضان المقبل سيكون للمخرجة الشابّة ساندرا نشأت، مع الاستعانة بمخرج إشعال حرائق من كاليفورنيا درس السينما في الستينيّات، ومخرج إطفاء من أبو النمرس، يهوى إعداد الشاي على الكانون في مكان عمله دائماً. لاحظ أن فكرة المسلسل من بنات أفكار دكتور ثروت الخرباوي، وكان قد انتهى من كتابتها في 2013، أي قبل سقوط الراحل محمّد مرسي بشهرَين، وقد كان ساعتها يستشرف المستقبل من شرفة بيته وحيداً، وظلّت أوراق المسلسل تشاغل خياله، ولكن الشركات المنتجة، وأغلبها ما زال يأكل، ويشرب الويسكي، من فلوس الإخوان المسلمين "المتلتلة" في البنوك، رفضوا المسلسل بالطبع، خوفاً من بقايا نفوذ "الإخوان" الذي ما زال يرتع في مؤسّسات الدولة كلّها، والبرلمان، وشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وحتى قطاع الأوبرا. وعلى الرغم من ثقة الخرباوي في تنفيذ مسلسله في رمضان، من خلال أوراقه هو التي تقدّم بها إلى الشركة المنتجة، إلا أنه لا يستبعد بالطبع أن تحدُث الملاعيب من هنا أو هناك، وخصوصاً وقد لُمِّح له بأن الكاتب محمد الباز (في ليلتَين ونصف الليلة) جهّز، هو الآخر، أوراق مسلسل تحت الاسم نفسه، مع تغييرات طفيفة من حرف جرّ أو واو عطف. ولكن الخرباوي ترك الأمر كلّه لله وهو المستعان، إلا أن بعض القلق الفعلي قد بات من المؤكّدات، خصوصاً أنه قيل له إن الكاتب إبراهيم عيسى قد رُصِد بكاميرات "الإخوان" وهو يدخل بوابة مدينة الإنتاج الإعلامي، وفوق سطح سيارته ثلاثة "أجولة" من أوراق "الدشت" مرتّبة ترتيباً رقمياً، وفيها مسلسل كُتب في ليلة ونصف، واسمه "حرائق الجيل الخامس في هلاك السنترالات". ... هنا اعتدل ثروت الخرباوي، وقال: "الشغلانة وسّخت واتملت بشغل العيال"، وخصوصاً حينما طالب الشركة بالعربون مقدّماً، فردّ عليه المسؤول بأن الشركة بسبب الحرائق لم تتمكّن من الاتصال بالبنك، علاوة على صعوبة التحويلات أصلاً.
سكت الخرباوي، وتحدّث في الأمر مع مختار نوح، فقال له "بالهنا والشفا يا حاج ثروت، وآخر الكلام إبراهيم شال الليلة من بدري، وأنا وصل إلي من ساعتين فلوس عربون المساعدة بمادة علمية عن الإخوان ودورهم في الحرائق ومفرقعات السينما، واشتريت من العربون تكييفاً محترماً".
بقيت هناك ملاحظات غير مؤكّدة عن باقي فريق عمل المسلسل الذي سيعرض في رمضان، فقد قيل إن أغنية التتر ستكون بصوت علي الحجّار، إلا أن تلاميذ مدحت صالح قالوا عكس ذلك. أمّا كتابة الأغنية فتأكّد أن كاتبها سيكون الشاعر جمال بخيت، وأغاني المسلسل كاملاً فستكون بقلم دكتور مدحت العدل، بعد ما نفض يديه تماماً من إنتاج المسلسل وتركه لجهة أخرى وطنية، خصوصاً أن له نصيب الأسد من كتابة المادة العلمية لمسلسل آخر سيعرض في رمضان نفسه، بسيناريو محمّد الباز أيضاً.
لاحظ أن مسلسل إبراهيم عيسى يحتاج لساحر، وقد انتهى الاختيار إلى الممثل صبري فوّاز، الذي مثّل دور الراحل محمّد مرسي في مسلسل سابق، وسوف يُرسل الممثّل قبل التصوير بشهرَين إلى ألمانيا أو هنغاريا، لمعرفة ملاعيب خفّة اليد، وإخراج النار من الفم، والنطّ من الشبابيك العالية بعد حرق المكان كاملاً من دون أن يترك أي أثر. ولكنّ النيابة بشطارتها ستقع بعد سنوات على الأثر وستكون بقايا زبيبة صلاة يعرف من رائحة المسك التي بها أنها من بقايا "الإخوان"، الذين أفلتوا بعد حرق السنترال، كسنترال العتبة ورمسيس وأبو النمرس وغيرها من سنترالاتٍ قد نعرفها، سواء في لندن أو في أميركا أو ألمانيا، وبذلك سنفضح حقيقتهم في حرق السنترالات كافة في أرجاء المعمورة كلّها، والفضل سيعود إلى رجال النيابة الأجلّاء.
اللافت (والمثير أيضاً) أن الكاتب عبد الرحيم علي لم يتدخّل، لا من قريب ولا من بعيد، في أمر المسلسل وحرق السنترال من "الإخوان"، وهو الذي أمضى زهرة شبابه وعمره في تراب هذا الملفّ، فله زكيبتان من الكتب علاوة على البرامج في هذا الموضوع، فكيف تُجوهل وهو ابن هذا الملعب وساقي نجيله منذ نعومة أظفاره، قبل أن ينبت لمحمّد الباز أو إبراهيم عيسى أي شارب أو لحية، ولكن عارفين ذكروا أن عبد الرحيم علي هو الذي سيترجم المسلسل إلى الفرنسية، كي يتعقّل الغرب ويعرف خطاياه تماماً بفضل مصر وحدها.
افتراض أخير محلّ جدل: رغم تضارب التصريحات بشأن أن من يغنّي التتر هو على الحجّار، أو مدحت صالح، إلا أن دوائر إنتاجية قريبة جدّاً من دولة الإمارات الشقيقة أكّدت أن تتر المسلسل سيظهر بصوت حسين الجسمي.
