
ركض مشجع مساند لدولة فلسطين في مسار متسابقي الدراجات الهوائية المشاركين في طواف فرنسا، يوم الأربعاء، عند مرورهم بمدينة تولوز، وارتدى قميصاً كُتبت عليه عبارة مساندة للقضية الفلسطينية، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعدما حمل قميصه شعار: إسرائيل خارج الطواف، ليُضاف هذا المشهد إلى سلسلة من صور التضامن التي صنعها رياضيون منذ بداية العدوان.
وذكرت مجلة ليكيب الفرنسية، أن المتظاهر انتظر حتى تخطى الدراجان خط الوصول، وهما النرويجي جوناس أبراهامسن (29 عاماً) والسويسري ماورو شميد (25 عاماً)، قبل أن ينطلق راكضاً وهو يرتدي قميصاً أبيض كُتب عليه "إسرائيل خارج الطواف". وأفاد المصدر ذاته بأن قوات الشرطة تدخلت بسرعة وأوقفته بعنف، غير أن المتظاهر واصل ترديد شعاراته خلال نقله إلى مركز الشرطة، فقال: "إسرائيل خارج الطواف، الطواف متواطئ في الجرائم"، وقد ظهر أيضاً مرتدياً الكوفية الفلسطينية.
وسبق لطواف جيرو الإيطالي أن عرف مشهداً مماثلاً في شهر مايو/آذار الماضي، عندما اقتحم عدد من المتظاهرين الطريق على بُعد ثلاثة كيلومترات من خط النهاية في مدينة نابولي، ملوّحين بالكوفيات الفلسطينية في رسالة رمزية تعبّر عن التضامن مع شعب يعاني ويلات الاحتلال، وعلى الرغم من تدخل رجال الأمن لتحييدهم بسرعة على جانب الطريق، فإن المتظاهرين لم يتسببوا بأي حوادث أو سقوط للدراجين، في مشهد طغى عليه الطابع السلمي والاحتجاج الرمزي أكثر من إثارة الفوضى.
ويشارك فريق ممثل للاحتلال الإسرائيلي في نسخة طواف فرنسا 2025 بقيادة الكندي مايكل وودز (38 عاماً) والفرنسي ماتيس لوفيل (25 عاماً)، من دون وجود أي دراج إسرائيلي ضمن التشكيلة، ما يسلط الضوء على الطابع الرمزي أكثر منه الرياضي في تمثيل هذا الفريق، وهو ما أتاح الفرصة للمتظاهر المساند لفلسطين من أجل نقل صوت المظلومين.
وأفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن تظاهرات أخرى مُتوقعة على طول مسار الطواف، في مؤشر على اتساع رقعة الاحتجاجات الرافضة وجود هذا الفريق في واحدة من أبرز التظاهرات الرياضية العالمية، بسبب الارتباط السياسي الذي لا يمكن تجاهله في ظل ما يجري بالأراضي الفلسطينية، والتطهير العرقي الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزّة.
وتأتي هذه التحركات في قلب السباقات الكبرى لتعيد تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزّة، حيث يواجه المدنيون يومياً ويلات القصف والحصار والنزوح القسري، في ظل حرب مدمرة خلّفت آلاف الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، ورغم تواضع الوسائل، فإن مبادرات الاحتجاج السلمي على هامش أحداث رياضية عالمية تكتسب بُعداً إنسانياً مهماً، إذ تخرق جدار الصمت وتُذكّر الرأي العام الدولي بأن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل مآسٍ حقيقية تستحق أن تُروى، وأن تُناهَض، بكل السبل الممكنة.
VIDEO. Tour de France : "Une action coup de poing pour la Palestine"… L’association militante Extinction Rébellion a revendiqué l’irruption d’un militant sur la ligne d’arrivée de l’étape à Toulouse https://t.co/iy4UkkwPzG via @lindependant
— L'Indépendant (@lindependant) July 16, 2025
