مع استمرار الإبادة في غزّة، تتّسع دائرة التضامن العالمي معها. وفي ختام الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان ميديين الدولي للشعر، أُعلن عن إطلاق "جائزة فلسطين العالمية للشعر"، بمبادرة من جهات ثقافية فلسطينية ودولية. وشهدت الدورة مشاركة 60 شاعراً من أكثر من 45 دولة، ضمن أكثر من 60 فعالية، توزّعت على أنحاء مدينة ميديين الكولومبية.

وقد جاء إعلان الجائزة في مبادرة مشتركة نظمها الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وإدارة مهرجان ميديين الدولي للشعر، وحركة الشعر العالمية، والتجمع الدولي لاتحادات الكتّاب. وستُمنح الجائزة لكتاب شعري، أو لعمل يندرج ضمن فن الشعر، لتكون منصّة للتعبير عن التضامن العالمي مع فلسطين، عبر الشعر، ولتجسيد معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. ومن المقرّر الإعلان لاحقاً عن مجلس أمناء الجائزة، وموعد الترشّح، وشروطه، إلى جانب ترجمة العمل الفائز إلى لغات متعددة.

وفي هذا السياق، حملت أجواء افتتاح دورة هذا العام طابعاً تضامنياً مع فلسطين، إذ رُفعت الأعلام الفلسطينية، وخُصّصت القراءات الشعرية الأولى لغزة وفلسطين، بمشاركة شعراء عرب، إلى جانب شعراء من دول أخرى، ضمن توجه عام يميّز المهرجان، بالتركيز على بلدان الجنوب، ومع حرص المنظمين على استضافة شعراء من مناطق النزاعات والهامش الثقافي.

ولم يقتصر التضامن على الافتتاح، الذي أعطى هوية واضحة لبرنامج هذا العام، إذ أصدر الشعراء المشاركون بياناً جماعياً يدين الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، مطالبين بوقف الحرب. كما أدان البيان الإبادة الثقافية، التي تتمثل في سياسات المحو مثل هدم المدارس والجامعات والمكتبات والمتاحف، وفرض سردية الاحتلال على أصحاب الأرض.

وأقيمت فعاليات المهرجان على امتداد أسبوع كامل (5-12 يوليو/تموز)، تحت عنوان "الشعر لإعادة بناء الروح الإنسانية". وتوزّعت بين قراءات شعرية يومية، وندوات فكرية، وعروض فنية وموسيقية، وجلسات حوارية في المؤسسات الثقافية والأكاديمية في المدينة. وتمثّلت المشاركة العربية بحضور شعراء من المغرب ولبنان ومصر والعراق والسودان وفلسطين.