
ثار بركان سوندهنوك في جنوب غرب أيسلندا بعد نشاط زلزالي مكثف خلال ساعات الليل، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ وإجلاء مئات الأشخاص من المناطق المتأثرة، أبرزها مدينة غريندافيك ومنتجع بلو لاغون السياحي الشهير.
130 زلزالا قبل الثوران
شهدت المنطقة قبل ثوران البركان أكثر من 130 زلزالا خلال ساعات الليل، كان أولها قرابة الساعة الواحدة فجر الأربعاء، قبل أن يحدث الانفجار البركاني حوالي السادسة صباحا بتوقيت السويد. الزلازل تركزت في شبه جزيرة ريكيانيس وامتدت تأثيراتها حتى جزيرة غرينلاند، مما أثار حالة تأهب قصوى لدى السلطات.
إجلاء آلاف السكان والزوار
وأعلنت الشرطة حالة الطوارئ في الدفاع المدني، وبدأت عمليات إجلاء واسعة، شملت نحو 4 آلاف شخص من بلدة غريندافيك والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى 200 نزيل من منتجع "بلو لاغون" تم نقلهم إلى فنادق أخرى، كما تم وفقا لوكالة الأنباء الأيسلندية "Rúv" إخلاء مواقع تخييم سياحية بالقرب من المنطقة.
يُذكر أن آخر ثوران للبركان نفسه وقع في 1 إبريل/نيسان من هذا العام، بينما استمر النشاط البركاني في المنطقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ويبلغ طول الصدع البركاني الحالي حوالي كيلومترين، ويُعتقد أنه لن يتمدد أكثر، وفق ما أفادت به هيئة الأرصاد الجوية الأيسلندية.
رغم بُعد موقع الثوران عن المناطق الحيوية، أكدت السلطات أن البنية التحتية ليست معرضة للخطر في الوقت الحالي. ومع ذلك، حذّر معهد الأرصاد الجوية الأيسلندي من مستويات خطيرة من تلوث الهواء بسبب الغازات المنبعثة من البركان، داعيا السكان في المدن المجاورة إلى إغلاق النوافذ واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وقال أستاذ علم الزلازل في جامعة أوبسالا، أولافور غودموندسون، بحسب ما نقل التلفزيون السويدي، إن أيسلندا دخلت على الأرجح مرحلة جديدة من النشاط البركاني المتزايد في شبه جزيرة ريكيافيك، قد تستمر، استنادا إلى التاريخ الجيولوجي، على مدى قرنين أو ثلاثة.
وأضاف أن العاصمة ريكيافيك ليست في خطر مباشر حاليا، لكن احتمال تأثرها مستقبلاً قائم، خصوصا إذا استمر تصاعد نشاط الأنظمة البركانية في المنطقة. وقد لا يكون من المستبعد أن تصل تدفقات الحمم البركانية إلى أطراف العاصمة خلال السنوات القادمة، الأمر الذي يتطلب مراقبة دقيقة للوضع.
