
في فجر 13 حزيران/يونيو 2025، شنّت إسرائيل هجوماً على إيران أطلقت عليه اسم “عملية الأسد الصاعد”. وردّت إيران في اليوم نفسه بعملية “الوعد الصادق 3″، مما أدى إلى تبادل مكثف للصواريخ بين الجانبين، أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في كل من إيران وإسرائيل، قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار في 24 حزيران/يونيو 2025.
بالتزامن مع التصعيد، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو قُدِّمَت على أنها توثق الأضرار الناتجة عن الهجمات الإيرانية على إسرائيل، إلا أن فريق التشات بوت وخلال تدقيق المعلومات توصل إلى أن عدداً منها مضلل ولا يمتّ بصلة للأحداث الجارية. فيما يلي أبرز الادعاءات المفنّدة:
الادعاء الأول:مقطع فيديو نُشر في 16 حزيران/يونيو يظهر دماراً كبيراً في تل أبيب، وانتشر بشكل واسع باللغتين العربية والإنجليزية، حيث شاركه حساب “Daily Iran News Commentary” الذي يتابعه أكثر من 200 ألف وحاز المقطع على 40 مليون مشاهدة تقريبا، وتم إعادة مشاركته أكثر من 27 ألف مرة.
إلا أن تحقيقاً عبر البحث العكسي كشف أن الفيديو نشره حساب باسم “عامليون” (3amelyon) في 14 حزيران/يونيو، وهو يعرّف نفسه بأنه “مقاومة باستخدام الذكاء الاصطناعي” من جنوب لبنان. بتحليل المشاهد، تبين أن المباني والعمارات الظاهرة لا تتطابق مع معالم معروفة في تل أبيب، ما يرجح أن الفيديو مُولد باستخدام الذكاء الاصطناعي ولا يمتّ للدمار في إسرائيل نتيجة القصف الايراني.
الادعاء الثاني:فيديو نُشر في 19 حزيران/يونيو زُعم أنه يوثق هروب إسرائيليين من مطار بن غوريون بعد القصف الإيراني. حصد المقطع أكثر من 60 ألف إعجاب عبر حساب مؤثر يتابعه أكثر من مليون مستخدم إنستغرام. غير أن البحث العكسي أظهر أن الفيديو منشور منذ 2 أيار/مايو 2025، وفي وصفه: “هبط الركاب قبل 40 دقيقة من السبت في مطار بن جوريون بعد تأخير لمدة 3 ساعات على متن رحلة من بودابست”. ما يؤكد أن الفيديو لا علاقة له بالتصعيد بل صور من بلغاريا، كما أُغلق المجال الجوي الإسرائيلي ومطار بن غوريون بالفعل بعد الرد الإيراني.
الادعاء الثالث:فيديو نشره في 22 حزيران/يونيو حساب “مصدر مسؤول” الذي يتابعه أكثر من 90 ألف، ادعى أنه يوثق فرار مستوطنين من أراضيهم في إسرائيل خلال التصعيد، أعيدت مشاركته أكثر من 100 مرة، وانتشر بشكل كبير على منصات أخرى، حاصداً آلاف التفاعلات.
التحقق من خلال البحث العكسي، أظهر أن أحد أقدم الناشرين له، أرفقه مع وصف أنه صور خلال مهرجان “هيلفيست” لموسيقى الهارد روك المقام سنوياً في كل عام في حزيران/يونيو. مقارنة المشاهد بالخيام والميدان أكدت أنه مطابق والتقط في كليسون غرب فرنسا حيث يخيم الجمهور هناك لحضور الحفل، ولا علاقة له بأي حركة نزوح في إسرائيل. كما لم تُسجل تقارير رسمية توثق حالات نزوح جماعية كبيرة داخل إسرائيل أثناء التصعيد مع إيران.
ظهرت المقالة خسائر إسرائيل في التصعيد مع إيران: أبرز ما نُشر من صور ومقاطع مضللة أولاً على إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).
أخبار ذات صلة.
