توفي الشاب الفلسطيني أيوب أبو الحصين (29 عاماً)، بمدينة غزة، مساء الاثنين، متأثراً بإصابته بـ"سوء تغذية حاد" جراء التجويع الإسرائيلي بمنع دخول الإمدادات منذ مارس/ آذار 2025. ونشرت مستشفى الكويت صوراً للشاب أبو الحصين يظهر فيها أشبه بهيكل عظمي جراء فقدانه الشديد للوزن إثر إصابته بسوء تغذية.
وقالت المستشفى في منشور أرفقته مع الصور، إن أيوب وصل "جثة هامدة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصيب به في مشهد يجسد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر واستمرار العدوان"، وحذرت من أن "النقص الحاد في الغذاء والدواء يهدّد حياة آلاف المواطنين خاصّة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة وسط غياب أبسط مقومات الحياة".
وصباح الثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما حل بجسد أبو الحصين جرّاء سوء التغذية والمجاعة. وحتى الساعة 8:47 بتوقيت غرينتش، لم يصدر تعقيب رسمي من وزارة الصحة حول وفاة أبو الحصين جراء سوء التغذية. وتعد حالة الوفاة هذه استثنائية في قطاع غزة، ففي العادة يكون ضحايا سوء التغذية والمجاعة من فئة الأطفال وذلك جراء ضعف أجسادهم ومناعتهم.
سوء التغذية في غزة نحو منعطف خطير
من جانبه، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الثلاثاء، وفاة أبو الحصين "منعطفاً خطيراً في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ مارس/ آذار. وقال مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة: "ما ورد عن استشهاد شاب يبلغ من العمر 29 عاماً نتيجة سوء تغذية حاد، كما وثّقه مستشفى الكويت الميداني، يمثل تطوراً مأساوياً وصادماً في مشهد الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المجرم"، وتابع: "وصول شاب في مقتبل العمر إلى حالة من الهزال التام حتى أصبح هيكلاً عظمياً، دليل حي على فظاعة الجريمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عبر سياسة التجويع المتعمدة والمنهجية، التي لم تَعُد تقتصر على الأطفال فقط".
تغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 مارس على نحوٍ محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود
وأوضح أنه "مع توثيق حالة وفاة لشاب بالغ، فإنّ قطاع غزة أمام تطوّر خطير قد يفتح الباب لارتفاع هذا الرقم في صفوف البالغين أيضاً، ما لم يجرِ التدخل العاجل" لفتح المعابر وإدخال المساعدات، وأكد على أن هذه الحالة "المُفجعة تمثل وجهاً آخر من أوجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون تحت الحصار والحرمان التام من الغذاء والدواء"، معتبراً إياها "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت والمتقاعس".
وقال بهذا الصدد: "بينما كانت معظم الإصابات والوفيات (بسوء التغذية) في بداية العدوان من بين الأطفال بسبب هشاشة أجسامهم، فإن الحديث الآن عن بالغين يتساقطون بفعل الجوع والحرمان يثبت أن دائرة الخطر اتّسعت لتشمل الجميع دون استثناء". وأشار إلى أن سياسة التجويع الإسرائيلية "شاملة وتستهدف المدنيين بغض النظر عن أعمارهم، فيما ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بوعي وإصرار كاملين، بما يخالف جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية"، وطالب بضرورة "التحرك العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جريمة الحصار وإدخال المواد الغذائية والطبية فوراً لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة".
وتغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 مارس بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلّا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يومياً حداً أدنى. فيما كانت تسمح حتى نهاية 2024 بمرور عدد قليل من الشاحنات بمتوسط 50 شاحنة مساعدات وبضائع يومياً، وفق ما أكدته سابقاً مصادر حكومية وميدانية، فيما أكدت تقارير أممية آنذاك أن عدد الشاحنات التي تدخل للقطاع لا تعادل "نقطة في بحر الاحتياجات".
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلفت أكثر من 190 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
(الأناضول)
أخبار ذات صلة.
