محمد شاهين... غياب الأكاديمي المشغول بالحداثة والترجمة
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

يمثّل أستاذ الأدب الإنكليزي والناقد والمترجم محمد شاهين (1938 – 2025)، الذي رحل اليوم الاثنين في عمّان، نموذجاً استثنائياً للأكاديمي، بما قدّمه من مؤلفات ودراسات سواء تلك التي ارتبطت بتقديم تجارب شعرية أنغلوسكسونية إلى العربية، أو ما كتبه بالإنكليزية حول الأدب العربي وترجماته لعدد من رموزه المعاصرين.

شاهين الذي وُلد في بلدة حلحول بالقرب من مدينة الخليل الفلسطينية، اشتبك مع الوسط الثقافي متابعاً أحدث الظواهر والقضايا عبر مقالاته المنتظمة في مجلات عربية وأردنية، ومطبوعات أخرى ترأس تحريرها أو أشرف على ملفات فيها، التي تكرّس رؤيته الحداثوية واهتمامه بتيارات التجديد تحديداً.

خصّص أكثر من مؤلف حول إدوارد سعيد كما اهتم بنتاج الطيب صالح

تخرّج الراحل من قسم الأدب الإنكليزي في جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1962، وعاد إلى فلسطين ليعمل معلماً لسنتين، قبل أن يُبتعث لدراسة الماجستير في جامعة كولورادو الأميركية، ويرجع للتدريس ثم يسافر إلى بريطانيا، وينال درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج سنة 1974. ويتفرّغ للعمل الأكاديمي في عدد من الجامعات الأردنية حتّى لحظة رحيله قدّم خلالها عشرات الأبحاث والدراسات، احتلّت الترجمة ونظرياتها جزءاً غير يسير منها.

خصّص الراحل أكثر من مؤلَّف لدراسة آثار إدوار سعيد، منها: "إدوارد سعيد: رواية للأجيال" (2005)، و"إدوارد سعيد: أسفار في عالم الثقافة" (2007)، و"إدوارد سعيد: الاستشراق سيرة ومسيرة" (2024)، إلى جانب "إدوارد سعيد: مقالات وحوارات (تقديم وتحرير محمد شاهين، 2005)، وجميعها صادرة عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، مشيراً فيها إلى نقاط أساسية تتعلّق بمشاكل ترجمة "الاستشراق" التي قادت إلى سوء استيعابه في مستويات عدّة.

من جهة أُخرى، اعتنى شاهين بتجربة الطيب صالح الروائية في مجموعة من المقالات والمؤلفات باللغتين العربية والإنكليزية، إذ درس رواياته "موسم الهجرة إلى الشمال" من منظور أدب ما بعد الاستعمار، وكيفية تأثيرها في مسار السرد العربي المعاصر في مجال بناء شخصية جرت أسطرتها بشكل أو بآخر، أو في ما يتعلق بالبناء الفني للرواية.

من مؤلفات شاهين بالعربية: "باوند وإليوت في العربية-نافذة على الحداثة"، و"إليوت وأثره على عبد الصبور والسيّاب"، و"طه حسين في مرايا جديدة"، و"الثقافة: تجليات متجدّدة"، و"مختارات نقدية من الأدب الغربي الحديث"، و"نظريات الترجمة؛ وتطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس"، وفي الإنكليزية أصدر كتباً عدّة منها: "شهرزاد تعود: القصة العربية القصيرة والمعاصرة"، و"إ. م فورستر وسياسة الإمبريالية"، و"الطيب صالح وكونراد: دراسات الأدب المقارن" وغيرها.

حاز الراحل على عدد من الجوائز والتكريمات مثل: جائزة جامعة فيلادلفيا للترجمة الأدبية والمتخصّصة (2005)، ووسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر (2005)، ولجنة تحكيم جائزة الشيخ زايد للترجمة (2007).

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية