مشاورات مكثفة في لبنان للردّ على مقترح براك وسط مخاوف من التصعيد
عربي
منذ 7 ساعات
مشاركة

تتكثف المشاورات في لبنان لتقديم جواب على ورقة المبعوث الأميركي توم براك، بالتزامن مع تصعيد جيش الاحتلال العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، ورفع منسوب التلويح الإسرائيلي بتوسعة الضربات في الأيام المقبلة، وذلك في إطار الضغط باتجاه تسريع سحب سلاح حزب الله، ووضع جدول زمني رسمي وآلية لحلّ الملف نهائياً. وقالت مصادر رسمية لبنانية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "براك نقل إلى المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبيروت في 19 يونيو/ حزيران الحالي، مقترحاً أميركياً من ثلاثة عناوين أساسية؛ أولها حصر السلاح بيد الدولة، ثانيها الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة اقتصاد الكاش، أما الثالث، فهو مرتبط بتحسين العلاقات مع سورية وترسيم الحدود بين البلدين".

وأضافت المصادر أنّ "الأميركيين يشدّدون على سحب السلاح في شمال الليطاني، لكن الموقف اللبناني يرتكز على أنّ لبنان التزم بالاتفاق بينما إسرائيل لم تلتزم به، وخرقته آلاف المرّات، من هنا على إسرائيل أن تنسحب ليواصل الجانب اللبناني خطواته في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لتشمل شمال الليطاني". وتابعت المصادر نفسها "لم تُحدّد جلسة بعد للحكومة، ولكن هناك مشاورات بين الرؤساء الثلاثة للاتفاق على صيغة موحّدة للجواب على المقترح الأميركي، وعلى أساس ذلك يتم تحديد جلسة وتندرج فيها آلية سحب السلاح، لتكون الحكومة بذلك قد أعلنت عزمها على حصر السلاح بيد الدولة، وهذه ستُعتبر خطوة يجب أن تُقابل بخطوة من الاحتلال الإسرائيلي، وقد يحصل ذلك بضغطٍ أميركي يدفع الإسرائيلي لبدء عملية الانسحاب من إحدى النقاط الخمس، وبالتزامن يبدأ الجيش اللبناني بتوسعة انتشاره في جنوب الليطاني، وفي كل نقطة يتم الانسحاب منها تدريجياً، وبالوقت نفسه عملية تسلم السلاح من حزب الله في شمال نهر الليطاني".

وأشارت إلى أن "لا موعد رسمياً محدّداً حتى اللحظة لعودة براك إلى لبنان، لكنه خلال زيارته تحدّث عن جولة ثانية له في بيروت بعد ثلاثة أسابيع"، لافتة إلى أنّ "براك لم يحمل مهلة معه بما خصّ مسألة السلاح، لكنه أشار إلى ضرورة إنجاز الملف سريعاً". وفي سياق متصل، علم "العربي الجديد"، أنّ "هناك لجنة تمثل الرؤساء الثلاثة تشكّلت لبلورة المشاورات، وحزب الله لم يقدّم بعد موقفاً رسمياً بما خصّ الورقة الأميركية، بل ملاحظات تتعلّق بالضمانات، خصوصاً على صعيد وقف الاعتداءات، وهناك مخاوف في لبنان من تصعيد في الأيام المقبلة للعمليات الإسرائيلية، منها الاغتيالات، على غرار ما حصل في النبطية أول من أمس السبت، وذلك في إطار الضغط بالنار على السلطات اللبنانية للردّ على المقترح الذي حمله براك، وحلّ مسألة السلاح".

ودان الرئيس اللبناني جوزاف عون في موقف له، السبت، "استمرار إسرائيل في أعمالها العدائية، منتهكة بذلك سيادة لبنان، والاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي"، وقال "يبدو أنّ إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب، رغم المواقف المحلية والعربية والدولية التي تدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط بالقرارات والدعوات إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، الأمر الذي يستوجب تحرّكاً فاعلاً من المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق نوفمبر الماضي، وأيّدت مندرجاته، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، علماً أنّ التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة".

مصدر في حزب الله: الأولويات واضحة قبل أي أمر آخر

من جهته، قال مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "الحزب أعلن موقفه بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والانسحاب من النقاط الخمس، وتحرير الأسرى بالدرجة الأولى، إلى جانب إعادة الإعمار، وهذا ما يجب أن يحصل، وهذه أولويات سبق أن تم وضعها، حتى من الجانب الرسمي، وعلى الحكومة تحمّل مسؤولياتها، فلبنان نفذ التزاماته باتفاق وقف إطلاق النار، وحزب الله تعاون مع الجهات الرسمية، وعلى العدو أن يلتزم به"، لافتاً إلى أن "الأمور كلها لبنانياً يجب أن تناقش على الطاولة بعيداً من الإعلام وبعيداً من الضغوطات التي تُمارَس".

وأشار المصدر إلى أنّ "الإسرائيلي يريد فرض شروطه بالاعتداءات التي ينفذها، وبدعم أميركي، في حين أنّ الولايات المتحدة، وهي راعية الاتفاق، عليها أن تضغط وتمنع هذه الخروقات التي لم تتوقف منذ نوفمبر الماضي"، لافتاً إلى أنّ "الأولويات واضحة، ولا بحث بموضوع آخر بينما الاحتلال مستمر والاعتداءات متواصلة على أراضينا والسيادة اللبنانية"، مشدداً على أنّ "هناك هدفاً إسرائيلياً واضحاً بإنهاء المقاومة، وهذا الأمر لن يحصل".

وتستمرّ الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد برز التصعيد الأكبر أخيراً يوم السبت في شمال الليطاني، حيث الضغوطات الإسرائيلية تركز على سحب سلاح حزب الله، مع توجيه أكثر في الفترة الماضية لعمليات الاغتيال لأشخاص ذوي صلة بالقطاع الصيرفي ومرتبطين بالعمليات المالية الخاصة بالحزب. وصعّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مواقفه يوم السبت، بالتشديد على "أننا قادرون على العدو الإسرائيلي عندما لا يكون لدينا إلا خيار المواجهة، وسنربح لأننا نقوم بواجبنا"، مؤكداً أنّ "مسؤولية الدولة مواجهة الخروقات الإسرائيلية التي تحصل وتستهدف المدنيين، وعلى الدولة أن تضغط وتقوم بكل واجبها"، موضحاً أنّ هذه فرصة لتقوم الدولة بواجباتها. وأضاف قاسم "هل تعتقدون أننا سنبقى ساكتين بدون حدود؟ نحن جماعة الأمام الحسين ونردد هيهات منا الذلة".

ولا تزال إسرائيل تحتلّ منذ نهاية الحرب الأخيرة خمسة مواقع استراتيجية أمنياً وجغرافياً في جنوب لبنان، وهي تلال الحمامص، العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والغزية، وتواصل عمليات القصف لمواقع واسعة في الجنوب، فضلاً عن تجديدها أكثر من مرة قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية