يزداد "نزيف الأسفلت" المرتبط بسلسلة حوادث السير في مصر. وتوفي خمسة عمال بتصادم عنيف بين ميكروباص استقلوه وسيارة نقل ثقيل عند مدخل الطريق الدائري الأوسطي إلى منطقة شق التعبان جنوب القاهرة. وأوقف الحادث حركة المرور جزئياً على هذا الطريق الحيوي ذي الكثافة المرورية العالية الذي يربط مناطق شرق القاهرة بجنوبها ويخدم حركة النقل بين المحافظات، والذي كان شهد شطره الغربي مقتل 29 شخصاً الجمعة الماضي.
وكانت غرفة عمليات النجدة في وزارة الداخلية تلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بلاغاً عاجلاً عن حصول حادث تصادم، فتحركت قوة أمنية من الإدارة العامة للمرور مدعومة بسيارات إسعاف ووحدات تابعة لإدارة الحماية المدنية إلى المكان، وأظهرت المعاينة الأولية للموقع أن التصادم نتج عن اصطدام ميكروباص بمؤخرة سيارة النقل الثقيل بسبب السرعة الزائدة للميكروباص. وفرّ سائق سيارة النقل الذي يُشتبه في أنه تسبب مباشرة أو بشكل غير مباشر في الحادث، من دون أن يحاول مساعدة أي من الضحايا، بحسب ما أفاد شهود.
وأفادت التحريات الأولية بأن سيارة النقل لم تكن متوقفة بل سارت ببطء على يمين الطريق بينما كان الميكروباص يسير بسرعة كبيرة في نفس الاتجاه، ما أدى إلى اصطدامه بها بقوة شديدة من الخلف، ما أدى إلى تحطم جزئه الأمامي بالكامل ووفاة سائق المركبة وأربعة ركاب فوراً قبل أن تصل سيارات الإسعاف.
ونقلت الجهات المختصة جثامين المتوفين إلى مشرحة في مستشفى قريب، وأودعت في تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق في ملابسات الحادث، في حين كُلّفت الأجهزة الأمنية بتحديد هوية سائق "التريلا" الهارب واعتقاله في أقرب وقت. وجرى التحفظ على المركبتين المتصادمتين تمهيدًا لعرضهما على لجنة فنية لتحديد مدى صلاحية كل منهما، وفحص حالتهما الفنية.
ويُنتظر أن تكشف التحقيقات المقبلة تفاصيل أكثر عن الملابسات الحقيقية للحادث، وتحديد المسؤوليات الجنائية، في وقت سادت حالة حزن شديد على ذوي الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى مقر عملهم كالمعتاد قبل أن تتحوّل رحلتهم اليومية إلى مأساة إنسانية.
