
اتّخذ الاتحاد الأردني لكرة السلة قراراً تاريخياً، اليوم الأحد، حين رفض خوض منتخب الأردن للشباب مباراة مهمة في مونديال تحت 19 عاماً، أمام منتخب الاحتلال الإسرائيلي، ليرسّخ موقفاً ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، الذي يعيش معاناة حقيقية منذ النكبة عام 1948، وصولاً إلى حرب الإبادة المستمرّة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وجاء هذا القرار ليؤكّد موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وذلك بعدما أقدم الاتحاد المحلي للعبة على مراسلة نظيره الدولي "فيبا"، طالباً منه عدم خوض المواجهة، رغم المعرفة المسبقة أنّ ذلك سيعني الخسارة بنتيجة 0-20 تلقائياً، ما أثار موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أيدت شخصيات سياسية ورياضية قرار الاتحاد الأردني، وعدم مواجهة منتخب الاحتلال، كما جرت العادة بالنسبة للعديد من الرياضيين والمنتخبات العربية.
وتفاعلت النائبة الأردنية، نور أبو غوش، مع القرار المُتخذ مباشرة، إذ قالت في تصريحات خصّت بها "العربي الجديد": "الهدف من كلّ تمثيل رياضي دولي أن تقدّم فرقنا الرياضية خير ما عندها، من أجل أن تحقق فوزاً، وتكسب مقعداً متقدماً في كلّ بطولة، ولقد عبّر منتخب واتحاد كرة السلة الأردني عن أفضل ما يقدمه الأردن اليوم، وهو موقفنا الثابت مع القضية الفلسطينية، فكان هذا الموقف خيراً من ألف كأس وألف بطولة، ونحن فخورون بشبابنا، الذين يدركون أن المبدأ أهم من كلّ النقاط".
وتوالت ردود الفعل المؤيدة لقرار الاتحاد الأردني لكرة السلة، إذ قال الصحافي الرياضي الأردني، حمزة عبيدات، في تصريحات لـ "العربي الجديد" أيضاً: "منذ اليوم الأول لإعلان قرعة مونديال السلة للشباب، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة المقاطعة، وعدم اللعب أمام الكيان، وتُوّج ذلك بموقف حاسم لاتحاد السلة، وهو أقل الواجب أمام ما يحصل في فلسطين، وغزّة تحديداً، ولكن يجب البناء على هذه المواقف، التي شهدت انسحاب العديد من اللاعبين والمنتخبات في مناسبات كبرى وخسارة المنافسات، وتفويت فرص التتويج والإنجازات الرياضية، يجب أن تتبنى الاتحادات العربية والإسلامية، بالتضامن مع دول أخرى أجنبية، موقفاً موحّداً يدعو الاتحادات الرياضية الدولية واللجنة الأولمبية، لإيقاف فرق ولاعبي الكيان، أسوة بالإجراءات الصارمة، التي اتخذتها تلك الاتحادات ضد روسيا، حتى نستطيع تحقيق فائدة أكبر، بدلاً من خسارة المنافسات بطريقة مجانية، وإهداء التأهل ومنصات التتويج للاعبي وفرق الكيان".
وفي السياق ذاته ثمّن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة، إبراهيم حبش، موقف نظيره الأردني، بعدما وجّه رسالة شكرٍ، بسبب هذا القرار الرافض لمواجهة منتخب الاحتلال، إذ قال في بيانٍ رسمي: "تابعنا بفخرٍ واعتزازٍ موقفكم المشرّف الوارد في بيانكم الأخير. إنّ هذا القرار المشرّف الصادر من الاتحاد الأردني لكرة السلة يعكس مبادئكم الأصيلة وروح الانتماء، التي عهدناها من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، قيادةً وشعباً، في مواقفها الداعمة دوماً لقضية شعبنا الفلسطيني العادلة، إن قراركم هذا يؤكد مجدداً أن الرياضة كانت وستبقى منصة لرفع القيم والمبادئ، ورفض كلّ أشكال التطبيع مع الاحتلال".
وكان من بين أبرز ردود الفعل ما كتبته "حركة الأردن تقاطع"، حين غرّدت عبر "إكس": "عاش صقور النشامى، نحيي التزام اتحاد كرة السلة بنداء الجمهور الأردني، وحركة المقاطعة بالانسحاب من مباراته ضدّ منتخب الكيان الصهيوني الإرهابي، ضمن منافسات بطولة كأس العالم لكرة السلة للشباب، وهو موقفٌ وطنيٌ جذريٌ يستدعي الاحتفاء، وفيه حمايةٌ للمصالح الوطنية، كما نحيي هبّة الشعب الأردني وحركات المقاطعة، التي رفعت صوتها برفض لعب المباراة، والانخراط في التطبيع الرياضي. إن التزام الاتحاد بعدم لعب المباراة أمام ممثلي الكيان الصهيوني هو انتصار لتضحيات الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني، ويقع في قلب الجهود العالمية لعزل الاحتلال الإرهابي، سعياً لتفكيكه. عاش الشعب الأردني عصياً على التطبيع ومشاريع التسوية".
