
تعمل الفرق الهندسية في ريف محافظة اللاذقية غرب سورية على إزالة الألغام والمتفجرات من عدة مناطق في المحافظة، حيث لا تزال بعض القرى خالية من السكان بسبب انتشار الألغام، وخلال حملة استمرت لمدة ثلاثة أيام أزالت فرق الهندسة ومديرية الخدمات الفنية ألغاما من بلدات وقرى في جبل الأكراد، وفق ما أعلنت المحافظة.
وقالت المحافظة في بيان لها حول العملية إن إدارة منطقة الحفة بالتعاون مع فرق الهندسة في الفرقة خمسين ومديرية الخدمات الفنية أزالت سبعة وثلاثين لغما مضادا للدروع وسبعة ألغام تلفزيونية وخمسة ألغام ضوئية من خلال حملة تنظيف شملت كلا من سلمى وكفر دلبة وطعوما ودورين وكفريا وتلا وبلوطا ومجدل كيخيا وشلف وكنسبا وأرض الوطى والمزغلة من الألغام والسواتر الترابية بهدف تسهيل حركة المرور وتأمين عودة الأهالي.
وفي الخصوص أوضح مدير العلاقات العامة لمحافظة اللاذقية نور الدين بريمو لـ"العربي الجديد" أن مصدر هذه الألغام هو جيش النظام البائد الذي زرعها خلال مراحل الثورة ومعارك ريف اللاذقية الشمالي بهدف منع مقاتلي المعارضة آنذاك من التقدم والسيطرة على المناطق. وأضاف بريمو تشكل هذه الألغام الآن عائقا كبيرا أمام عودة الأهالي النازحين إلى هذه المنطقة، فبعد مرور سبعة أشهر على التحرير ما زال عدد من القرى خاليا من سكانه بسبب الألغام التي تعد عاملا أساسيا في منع العودة، وقد شهدت المنطقة خلال هذه الفترة سقوط عدد كبير من المدنيين بين قتيل وجريح، وأردف تعمل محافظة اللاذقية بالتعاون مع فرق الهندسة في وزارة الدفاع على كشف وإزالة هذه الألغام ومخلفات الحرب لتسهيل عودة الأهالي إلى قراهم بأمان.
الألغام تقتل المدنيين في ريف اللاذقية
وأوضح عبد العزيز السليمان العائد مؤخرا إلى منطقة الحفة بريف اللاذقية لـ"العربي الجديد" أن الألغام في الفترة الأخيرة أدت لمقتل وإصابة الكثير من المدنيين في هذه المناطق التي حدثت فيها الحملة، كونها كانت مناطق مواجهة وتماس، والنازحين بدأوا بالعودة لها لزراعة أراضيهم، وقال أنا من العائدين للمنطقة، نجد في كل فترة بعضا من القذائف غير المنفجرة، لذا أتجنب السير دائما في أماكن وعرة والطريق فيها ليس آمنا، وأمنع أولادي من التجول معي في الأرض خوفا من ذلك.
أضاف سعيد اليونس الأربعيني المنحدر من المنطقة لـ"العربي الجديد" أن منطقتي جبلي الأكراد والتركمان نزح منهما أكثر من مئة ألف شخص خلال السنوات التي سبقت سقوط نظام الأسد، موضحا أن "الأهالي بدأوا العودة إلى مناطقهم، ومنهم أنا وأقاربي بعد نزوح لعدة سنوات، والحملة الأخيرة التي جرت في الفترة الماضية جاءت بعد مناشدات كثيرة للحكومة، كون هذه الألغام والمخلفات الحربية شكلت خطرا كبيرا ومصدر خوف لدينا جميعا، وندعو أيضا إلى استمرار الحملة حتى التأكد من عدم وجود أي تهديدات لنا ولأبنائنا".
وحول وجود خطط شاملة لنزع الألغام من بقية المناطق في سورية، خاصة مناطق التماس السابقة بين قوات النظام والمعارضة، كشف وزير الطوارئ والكوارث في سورية رائد الصالح في تصريحات له قبل أيام عن ملامح خطة وطنية شاملة تهدف إلى ازالة الألغام ومخلفات الحرب، وذلك من خلال إنشاء مركز وطني متخصص في إزالتها، إضافة إلى تدشين منظومة وطنية للاستجابة الطارئة وتوسيع قدرة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
ورأى الصالح، أن رفع العقوبات التي كانت مفروضة على سورية، كان له وقع إيجابي واسع، ليس فقط على الصعيد السياسي، بل امتد أثره إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، وقال إن ذلك "انعكس إيجابا على عمل وزارة الطوارئ والكوارث التي أُعلن عن تأسيسها مؤخرا ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة. وأشار الصالح الذي كان يرأس قبلا منظمة الدفاع المدني السوري الى أن الوزارة باتت قادرة على الحصول على تجهيزات حديثة وتقنيات متطورة تدعم منظومة الاستجابة الطارئة، بما في ذلك معدات مكافحة الحرائق والإسعاف والإنقاذ.
وقال إن تأسيس مركز وطني لإزالة الألغام ومخلفات الحرب في إطار خطة متكاملة للتعامل مع أحد أخطر الملفات الأمنية والإنسانية، هو قيد الإعداد وسيعلن عنه قريبا بالتنسيق مع الوزارات المعنية، مشيرا إلى أن مخلفات الحرب لا تزال تشكل هاجسا مرعبا للأهالي، خاصة العائدين إلى قراهم وبلداتهم في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام السابق. موضحا أن تنفيذ الخطة يتطلب وقتا وموارد كبيرة، لكن التوجه الحالي هو لتأسيس جهة مركزية واحدة تتولى التنسيق والإعلان الدوري عن المناطق التي أصبحت آمنة وصالحة لعودة السكان.
