هآرتس: الصواريخ الإيرانية سبَّبت دمار مئات المباني في تل أبيب
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

على مدار 12 يوماً تحوّل الأمر إلى ما يشبه "العادة"، فمع كل صاروخ إيراني كان يصيب مبنى في منطقة إسرائيلية مأهولة، يصبح حي كامل أمام مشهد مكرور: أنهار من المياه المتدفقة، مضخات سيارات الإطفاء موزعة على الأرض، نداءات استغاثة، غيوم من الغبار وإسرائيليون يتراكضون للنجاة بأنفسهم. هكذا وصفت صحيفة "هآرتس" حال الأحياء التي طاولها الدمار جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية.
في تقريرها المطوّل المنشور، أمس الجمعة، تتابع الصحيفة أن ما تقدم هو ملخّص 12 ساعة من لحظة الإصابة، مضيفة أنه بمضي هذا الوقت واستنفاد جهود الإنقاذ تنصب ألواح الزينكو، التي تحيط في الأيام العادية ورش البناء، حول المنطقة المستهدفة، فيما يجلس حرّاس بسترات ذات لون زاهٍ على مداخل البيوت والمباني المدمّرة في وقت يجول فيه أصحابها محدقين بدهشة ورعب إلى ما كان قبل ذلك منزلهم، قبل أن يشتت انتباههم صوت لوحٍ زجاجي يصطدم بالأرض، أو حائط إسمنتي يقع من علو.
في جولة ميدانية أجرتها الصحيفة إلى أحد المواقع المدمّرة في رمات غان، وجدت أفراد عائلة أصيب مبناهم بالشظايا، يحاولون الدخول إلى بيتهم لإخراج بعض المحتويات، قبل أن يلحظوا سيارتهم وقد تدمّرت كلياً، وليغادروا الموقع بسرعة، بعدما استسلموا لفكرة أن لا شيء يمكن إنقاذه من الأثاث.

طبقاً للصحيفة، فإن أمواج الشظايا والدمار التي سبّبتها الصواريخ الإيرانية كانت كبيرة جداً ويُشعر بها في كل مكان سقطت فيه؛ إذ بحسبها فإنه على بعد مئات الأمتار من كل إصابة كانت هناك مئات وآلاف الشقق المتضررة، بعضها دُمر كلياً، وبعضها بصورة صعبة، وأخرى بصورة أقل حيث لحق الدمار بالأجزاء الخارجية كالنوافذ والجدران. وهو أمر سيظل كل من سكن في هذه الأحياء يشعر بأثره لشهور وسنوات مقبلة.
في تل أبيب، كما تشير الصحيفة، أصيب 480 مبنى، في خمسة مواقع سقطت فيها الصواريخ، 20 من هذه المباني كانت إصابتها صعبة جداً. أمّا في رمات غان فقد أصيب 237 مبنى في ثلاثة ساحات سقطت فيها صواريخ، وعشرة من هذه المباني كانت إصابتها صعبة جداً. أمّا في بات يام، فقد لحقت الأضرار بـ78 مبنى جراء إصابة مبنى واحد بشكل مباشر، وهو ما استوجب هدم 20 مبنى بشكل كلي.
وفي السياق، تشير الصحيفة إلى أنه فتح إلى الآن 33 ألف ملف في ضريبة الأملاك بخصوص تضرر مبانٍ، إلى جانب 4450 ملفاً بسبب تضرر المحتويات، و4119 بسبب الضرر الذي لحق بالمركبات. وفي ضوء ذلك، تحاول غالبية البلديات هدم البيوت المتضررة بسرعة كبيرة وأحياناً في غضون أيام قليلة فقط، ويعود ذلك بحسب الصحيفة إلى المخاطر الكامنة في هذه المباني، وأخرى لإخفاء المشاهد التي تبعث على الصدمة والحزن، ووسط عمليات الهدم المتواصلة، تسمح السلطات لبعض السكان بالدخول إلى ما تبقى من شققهم وأخذ ما يمكن النفاذ به.
على الرغم من الدمار المهول الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية، لكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية "لم تفاجأ" وفقاً للصحيفة، التي تنقل عن ضابط رفيع المستوى قوله إن "الجبهة الداخلية تدرّبت سابقاً على التعامل مع أضرار واسعة النطاق كهذه". 

بحسب الصحيفة، تقاس نطاقات الأضرار بالمكان الذي أصيب، وهي مرتبطة بهندسة المباني والطيبوغرافيا المحلية؛ فكلّما كان المبنى حديثاً أكثر كانت أضراره أقل، وقد تبدى ذلك في إصابة مبنيين حديثين واحد في تل أبيب والآخر في بيتاح تكفا، فبسبب حداثتهما كانت لهما قدرة أكبر على الصمود، قياساً بمبانٍ قديمة.
وفي الإطار، يوضح ضابط رفيع أن "موجات الشظايا والإصابة الواسعة تختلف بين مكان وآخر"، مضيفاً أن "الأمر يتعلّق بالجزء الذي لحقت به الإصابة بالضبط، هل هو قاعدة المبنى أم بجواره". وفي الواقع، فإن سبّبت ضربتان نطاق دمار وأضراراً واسعة في كل من تل أبيب ورمات غان، لم يسقط فيها الصاروخ مباشرة على مبنى، وإنما على الطريق. أمّا ما سبَّب الأضرار، فكانت الشظايا التي تطايرت على المباني المجاورة. وشبّه الضابط الصواريخ الإيرانية، بما أحدثته القنابل التي ألقتها إسرائيل على لبنان. وبحسبه، فإنه في حين كان الدمار مشابهاً، كان عدد القتلى والجرحى في إسرائيل أقل، والسبب هو إتاحة الاختباء للإسرائيليين في الملاجئ المحصنة، خلافاً للبنانيين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية