
أعلنت سناء سيف، ابنة الناشطة والأكاديمية المصرية، ليلى سويف، عودة والدتها للإضراب الجزئي عن الطعام، للمطالبة بإطلاق سراح نجلها الناشط السياسي، علاء عبد الفتاح، المُختلف على حساب مدة محكوميته. وكتبت سيف: "ماما نقلت للمشفى على إضراب جزئي، تم تعليق محلول جلوكوز (على مدار 12 ساعة) وتناقشنا مع الأطباء في شكل الإضراب. هي تريد أن يكون بمعدل 300 كالوري فقط، لكن الأطباء قالوا إن عضلاتها أضعف بكثير، وأنها فقدت توازنها مرتين أمس، وغير مضمون قدرتها على الوقوف ثانية، وأن في سنها، من الصعب بناء عضلات".
وأضافت سناء سيف أن الطبيبة شرحت لوالدتها أن الإنسان محتاج أكثر من 2000 كالوري، وأن 300 كالوري يعد أقل من غذاء الرضيع. وطلبت الطبيبة منها أن تحصل على 600 كالوري بمعدل زجاجتين من الـprotein shake في اليوم بدلاً من واحدة. وماما وعدت تفكر في الموضوع. لكن مبدئياً ستكتفي بـ300 كالوري في اليوم".
وتابعت ابنة الناشطة المصرية "السقوط وفقدان التوازن طبعا كان مرعباً جداً، وماما أجبرت على استخدام الكرسي المتحرك ثانية لكن هناك تحسن في الورم. فقبل حصولها على الجلوكوز، ماما كان وجهها متورم جداً وهناك تكتل مياه متجمعة حول عينيها (إيديما)، الورم في وجهها ويدها شبه اختفى، وبقي تورم خفيف في باقي الجسم". وأنهت سيف منشورها عبر حسابها على فيسبوك "شكراً لكل من تضامن وكل من ناشدها، بسببكم ماما عندها أمل ترى حرية علاء في حياتها".
وكان المحامي الحقوقي، خالد علي، قد ناشد سويف، قبل ساعات لتحويل إضرابها عن الطعام لإضراب جزئي، وهي الدعوة التي لاقت استحساناً وتضامناً واسعاً معها، وساهمت في عدول سويف عن قرارها. وكتب علي أمس "د. ليلى سويف.. صديقتي وأختي وحبيبة أستاذي الراحل أحمد سيف الذي كان مثلاً لنا، أكتب لك اليوم وكلي خوف ورعب بسبب تدهور حالتك الصحية، وانهيار كل المؤشرات الحيوية لجسدك الذي يناضل بكل جلد وصبر وكبرياء، أناشدك أن تحافظي على نفسك من أجل علاء ومنى وسناء وخالد ولانا، ومن أجلنا جميعاً نحن الكثيرون والكثيرات المتابعين لأخبارك يوماً بعد يوم، ولا يتوقف دعاؤنا لك بالسلامة ولعلاء بالحرية ولأسرتك الجميلة بلم الشمل. لن أطلب منك أن تنهي إضرابك عن الطعام، ولن أطلب منك أن تعودي إلى مصر فمن الواضح أن حالتك الصحية لم تعد تسمح بهذا القدر من المجهود ولا بعض منه".
وتابع المحامي مناشدته بـ"نضالك وصمودك ومعركة الأمعاء الخاوية التي تخوضينها صارت مضرباً للأمثال، وكل رسائلك قد وصلت وسمعها الكافة، فلا تحرمينا وتحرمي طلابك وأصدقاءك وعائلتك الصغيرة والممتدة من وجودك". وأضاف علي: "أخجل أن أطالبك بالصبر أكثر مما صبرتي، فقط أطلب منك فرصة تمنحنا بعض الوقت وتمنحك بعض الصحة بأن تنتقلي إلى الإضراب الجزئي، وقد يكون في ذلك أيضاً تشجيع لعلاء أن ينهي إضرابه الذي بدأه احتجاجاً على تدهور حالتك الصحية فما زلت متمسكاً بالأمل، وبأن القادم سيكون أحلى وأكثر عوضاً عما سبقه من أوقات مرة".
واختتم مناشدته: "رجاء أن تستجيبي لهذا الطلب الذي ما كنت لأطلبه لولا يقيني بحبك للحياة والتفاؤل، ولولا يقينى بأن الكثير من أبناء شعبنا العظيم وكل المتابعين لقضية علاء وقضيتك يشاركوني هذا الرجاء، ويتمنوا استجابتك له".
وكانت سويف، قد دخلت إضرابها عن الطعام في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول 2024، في اليوم نفسه الذي كان من المفترض أن يخرج فيه علاء من السجن، بعد انقضاء فترة محكوميته المقدرة بخمس سنوات، في القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة، بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، والتي نسبت إليه بسبب منشوراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أوراق تنفيذ الحكم احتسبت مدة الحبس من تاريخ التصديق على الحكم الصادر عليه في 3 يناير/ كانون الثاني 2022، وليس من تاريخ القبض عليه 29 سبتمبر/أيلول 2019، ومعنى ذلك أن علاء سيظل بالحبس حتى 3 يناير/ كانون الثاني 2027. وتعتبر السلطات المصرية تاريخ الإفراج عن علاء يوم 3 يناير/ كانون الثاني 2027، بعد خمس سنوات من تاريخ التصديق على الحكم عليه وليس بعد خمس سنوات من تاريخ القبض عليه.
