قراءات في الحرب بين إيران وإسرائيل وما بعدها بندوة للمركز العربي
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

ناقش المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ندوة في الدوحة، اليوم الأربعاء، الاحتمالات الإقليمية والدولية إثر العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران وردّ الأخيرة. ودعا مهران كامرافا، وهو أستاذ الشؤون الحكومية في جامعة جورج تاون قطر إلى مراقبة المزاج الشعبي في إيران في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، بعد توقف الحرب التي شنتها إسرائيل على طهران، لقياس مدى قوة النظام الإيراني، وقدرته على البقاء والاستمرار.

وعرض كامرافا خلال الندوة، التي أدارتها الباحثة عائشة البصري، وحملت عنوان "إيران وإسرائيل في حالة حرب: الاحتمالات المحلية والإقليمية"؛ أهداف الحرب التي شنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على إيران والهدف المعلن منها المتمثل بتدمير البرنامج النووي الإيراني، ثم أضيف إليه هدف تدمير البرنامج الصاروخي، "قبل أن تتطور هذه الأهداف بحسب البيانات التي كانت تصدرها إسرائيل، ليصبح من ضمن أهدافها إثارة الاضطرابات وخلق الفوضى، خاصة بعد قصف سجن نيفين بهدف إثارة الفوضى والاضطرابات، تمهيدا لتحقيق هدف إسقاط النظام".

 وحسب الباحث، فإن إيران هيأت نفسها لحرب طويلة، فهي لم تبادر كثيرا وقد لوحظ تغيّب الجيش الإيراني عن الحرب، ولا يعرف إذا كان ذلك تهميشا أو تقاسما للأدوار مع الحرس الثوري، كما شنت إيران أقوى هجماتها بصاروخ خيبر إلى مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار بقليل.

وعن الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران إلى قاعدة العديد الجوية في قطر قال كامرافا، إن الضربة "كانت رمزية ومتوقعة، حيث إن قاعدة العديد أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وكان لا بد لطهران أن ترد على الهجوم الأميركي على منشآتها النووية، وقد أبلغ الإيرانيون القطريين بالضربة، حيث تم إخلاء القاعدة من الجنود الأميركيين والمعدات العسكرية قبل الضربة، واللافت أن الضربة الصاروخية جرت في الدولة الوحيدة التي لديها علاقات ودية مع إيران في المنطقة".

الضربة الإيرانية على قاعدة العديد "كانت رمزية ومتوقعة"

 وأوضح الباحث أنه "من السابق لآوانه الجزم بقدرة إيران على إعادة البرنامج النووي الذي تضرّر ولم يتم تدميره كاملا حسب التقارير الاستخبارية، في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان يرغب بصفقة مع إيران، وسمح للصين بعد الضربة الأميركية باستيراد النفط الإيراني. وتوقع أن تقوم طهران بالبحث عن أسباب نقاط ضعفها التي أظهرتها الحرب، وخاصة السيطرة الأميركية الإسرائيلية على أجوائها، ونجاح إسرائيل في تدمير سلاح الجو الإيراني.

قبلان عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية: إيران تحتاج إلى رفع العقوبات

من جهته، قال مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مروان قبلان إنه "من الصعب الجزم بمن انتصر في الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران، وإن نتيجة ذلك ستظهر في المفاوضات التي من المفترض أن تجري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية"، مشيراً إلى أن إسرائيل "لم تستطع أن تخضع إيران أو تكسرها؛ وبالمقابل لا يمكن أن أقول إن إيران كسرت إسرائيل".

وشدد قبلان على أن إيران تحتاج إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، فإذا كان ثمن رفع العقوبات سيكون تسليم اليورانيوم المخصب، وأن لا يتجاوز مدى صواريخها 200 كيلومتر بحيث لا تصل إلى إسرائيل، تكون إيران قد خسرت الحرب. واعتبر الباحث السوري أن قوة الردع الإيراني تآكلت في صيف 2024، حينما دمرت إسرائيل، حلفاء إيران الإقليميين ومنهم حزب الله، الذي وقفت إيران وقفة المتفرج على تدميره، وهو ما سهل القرار الإسرائيلي بضرب إيران.

وتوقع قبلان أن تنكفئ إيران إلى الداخل وتنشغل بإعادة قدراتها التي جرى تدميرها، والتركيز على تطوير برنامجها الصاروخي؛ وإلا فستكون ساحة مستباحة.

كما توقع أن تشهد إيران احتجاجات شعبية لمطالبة الحكومة بإجابات عن الذي حصل في إيران؟ ولماذا حصل؟ وكيف أنفقت طهران 500 مليار دولار على برامجها النووية والصاروخية وعلى حلفائها في المنطقة. وقال في هذا السياق: "لقد ضربت إسرائيل خلال الحرب مقرات الشرطة والباسيج والأمن الداخلي بهدف إضعاف النظام وإشغال إيران بنفسها"، مضيفاً أن قبضة إيران "ستتراخى على حلفائها في المنطقة، الذين سينتزعون هامشا من الاستقلال، كما أن دورها سيضعف لصالح تركيا والسعودية وإسرائيل، كما أن انتهاء ما عرف بالبعبع الإيراني سيقلل حاجة دول الخليج للتسلح".

وخلص قبلان إلى القول: "إذا لم تحسم نتيجة الحرب في المفاوضات التي من المفترض أن تجري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية فسنرى جولة أخرى، وحربا تنفجر مرة أخرى".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية