
أرّخ الصاروخ الإيراني الذي ضرب مستشفى "سوروكا" في بئر السبع في صحراء النقب، بدء موجة الاستهدافات الإيرانية التي طاولت منطقة الجنوب في الأسبوع الاخير، وبحسب ما ينقله موقع "واينت"، اليوم الأربعاء، عن إسرائيليين أُخلوا من بيوتهم جراء هذه الاستهدافات "فإن اللحظة التي أصيب فيها مستشفى سوروكا حدث انكسار عميق في الوعي والمشاعر"، ووصلت الذروة أمس الثلاثاء، في استهداف مبنى في بئر السبع، ما أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين، وإصابة العشرات.
وطبقاً لموقع "واينت"، فإنه في يوم الجمعة الماضي، سُجّلت 70 ساحة سقطت فيها شظايا صاروخية أو اعتراضية في النقب عموماً، وغالبيتها في بئر السبع؛ حيث أصيبت أحياء سكنية كثيرة تضم بيوتاً قديمة ولا تحوي ملاجئ. كما أصيبت الأقسام الجراحية بمستشفى سوروكا، "وبدا المشهد من هناك وكأنه لقطة من فيلم نهاية العالم"، بحسب وصف نائب مدير المستشفى، الدكتور يردين نافو.
وطبقاً للموقع فإن الأضرار التي لحقت بالمستشفى الذي يقدّم خدماته لنحو 700 ألف شخص، تقدر بين نصف مليار حتى مليار شيكل. فقد لحقت الأضرار بخمسمئة سرير، إلى جانب الخدمات الحيوية في أقسام الجراحة، والأنف والأذن والحنجرة، والعيون.
وفي الإطار، قال ممثل إدارة "سوروكا" إن "بيوت موظفين كثر في المستشفى قد تدمرت. وأحد الأطباء الذي أصيب قسمه، ببساطة بكى... هذه لحظة ترى فيها حجم الضرر الإنساني والنفسي". ولفت إلى أنه "سننهض، وفي حال وصلت إلى هنا مروحية تحمل مصابين من غزة فسنعرف كيف نعالجهم نحن مستعدون لذلك"، في إشارة إلى حالة وصول جنود قتلى أو مصابين من قطاع غزة، إلى المستشفى الذي دأب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل على معالجتهم.
وبحسب الموقع فإن عدداً كبيراً من موظفي "سوروكا" فقدوا بيوتهم، وينسحب الحال على "جامعة بن غوريون القريبة"، والتي تعرضت هي الأخرى لضرر كبير؛ حيث فقد 50 عضواً من أعضاء طاقم الجامعة بيوتهم، وأصيب 48 طالباً، فيما تدمرت ستة مختبرات بشكل كامل، وتسعة أخرى تضررت بشكل كبير، فيما تقدّر الأضرار التي لحقت بحرم الجامعة بين العشرات وربما مئات ملايين الشواكل.
وسُجّل 700 مواطن في مركز الإخلاء الذي أقامته بلدية بئر السبع، وغالبيتهم نقلوا إلى فنادق في منطقة البحر الميّت. وكما وصف الأمر رئيس بلدية المدينة، روفيك دانلوفيتش، فإن "الضربات الأخيرة كانت مختلفة كلياً عما عهدناه في السابق، وعلى الرغم من أنه لا مشكلة في إخلاء من تضررت بيوتهم لكن ثمة صعوبات بسبب عدم اليقين تجاه المستقبل".
وفي سياق ذي صلة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس لجنة رؤساء الجامعات، ورئيس "جامعة بن غوريون" في بئر السبع، بروفيسور دانيل حايموفيتش، قوله إن "الأمر بدأ مع الإصابة المباشرة لمعهد وايزمان، واستمر ليطاول بضربتين جامعة بن غوريون، وفي بداية الأسبوع أصيبت أيضاً جامعة تل أببيب، كما أطلقت إيران صواريخ على معهد التخنيون. على ما يبدو يرى الإيرانيون بالتعليم العالي والبحوث الإسرائيلية أهمية عالية بوصفها أهدافاً لصواريخهم".
وبحسبه فقد تدمرت في معهد وايزمان ما بين 40-45 مختبراً بحثياً بشكل كلي في عدد من المباني، ونحو 20 مختبراً أخرى تدمرت بدرجات متفاوتة. أمّا الصاروخ الذي ضرب مستشفى "سوروكا" فقد سبّب دماراً كبيراً في الجامعة القريبة وبالمركز الرياضي المجاور. وبحسبه فإن "كل كلية الطب تضررت ولا نعرف كيف سنعود للتعليم هناك. ستة من المختبرات تدمرت كلياً، وقد طاولت الشظايا الحرم بعد الشارع الفاصل، وسبّبت ضرراً لـ 30 من أصل 60 مبنى، وفي أحد المباني فقط أُخلي 42 من أعضاء الهيئة التدريسية والطلابية".
وإلى جانب الضرر المادي الجسيم الذي سبّبته الحرب على إيران لقطاع البحوث، تضر الحرب المتواصلة منذ نحو عامين بمجالات الأبحاث الإسرائيلية بشكل كبير، وبدرجات مختلفة. ووفقاً لرئيس الجامعة، فإن الدرجة الأولى تتمثل في الدمار الذي لحق بالمختبرات والمواد. فالمختبر الواحد يكلف نحو 50 مليون دولار، يضاف إليها ما بين 50-100 مليون دولار لشراء المواد والأغراض. ما يعني أن الأضرار لهذه المختبرات تبلغ قيمتها مليارات الشواكل. وفي حين أن الابحاث محفوظة إلكترونياً، لكن المواد البيولوجية، مثل البكتيريا والجراثيم، والحمض النووي وغيرها لم يعد منها نُسخ. ما يعني أنه في جزء من الحالات ذهبت عشرات من سنوات البحث سُدى.
أمّا الدرجة الثانية من الضرر بحسبه فهي أن الباحثون لن يتمكنوا من إتمام أبحاثهم في المدى المنظور. وأما ما يخص درجة الضرر الثالث فتتعلق ليس بالحرب على إيران وإنما بمواصلة الحرب على غزة، حيث الكثير من المؤسسات الأكاديمية في أوروبا والغرب تهدد بتعليق تعاونها البحثي مع الجامعات الإسرائيلية، في ضوء جرائم الحرب والإبادة المستمرة.

أخبار ذات صلة.
