الذهب يفقد بريقه وأسعار النفط تعاود الارتفاع بعد خسائر حادة
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

فقد الذهب بعضاً من بريقه مع تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بينما استعادت أسعار النفط بعض زخمها عقب خسائر حادة في الجلستين السابقتين. ويأتي هذا التفاوت في حركة الذهب والنفط في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الغموض بشأن مستقبل السياسات النقدية الأميركية، إذ تتزايد التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة وسط تحذيرات من أثر الرسوم الجمركية على التضخم. كذلك يظل التهديد المستمر لاستقرار منطقة الخليج، ولا سيما في مضيق هرمز، عنصر ضغط مستمر على أسواق الطاقة، بينما يتراجع بريق الذهب مؤقتاً بفعل انحسار التوترات، لكنه يحتفظ بجاذبيته على المدى الطويل في ظل ضعف الدولار والمخاوف الاقتصادية المتراكمة.

واستقرت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، بعدما أدى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلى فتور الطلب على الملاذ الآمن، لكن ضعف الدولار والإقبال على اقتناص الفرص بعد انخفاض الذهب في الجلسة السابقة ساعدا في الحد من الخسائر. وسجلت أسعار المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 3326.39 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:42 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين أمس الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 3340 دولاراً. وأعلنت إيران وإسرائيل، أمس الثلاثاء، توقف حربهما الجوية في أعقاب توبيخ علني من الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ بسبب انتهاكهما لوقف إطلاق النار الذي أعلنه في وقت سابق من ذلك اليوم. وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية للمشترين في الخارج.

وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو/ حزيران مع تزايد قلق الأسر بشأن توافر الوظائف ووسط تزايد الضبابية الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقال رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول لأعضاء الكونغرس، أمس الثلاثاء، إنّ الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ رفع التضخم هذا الصيف، وهي الفترة التي ستكون أساسية عند نظر مجلس الاحتياط الفيدرالي في خفض محتمل لأسعار الفائدة. ويتوقع المتداولون حالياً خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة 61 نقطة أساس خلال عام 2025، وأن يكون أول تحرك في سبتمبر/ أيلول. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 35.94 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاتين 0.2% إلى 1313.88 دولاراً، ونزل البلاديوم 0.2% إلى 1064.01 دولاراً.

النفط يستعيد بعض زخمه

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، وتنفست الصعداء قليلاً، بعد خسائرها في الجلستين الماضيتين، في وقت يعكف فيه المستثمرون على تقييم صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 75 سنتاً أو 1.1% إلى 67.89 دولاراً للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71 سنتاً أو 1.1% إلى 65.08 دولاراً للبرميل. وعند التسوية، أمس الثلاثاء، سجل خام برنت أدنى مستوى منذ 10 يونيو وخام غرب تكساس الوسيط منذ 5 يونيو، وهما مستويان سُجِّلا قبل أن تشنّ إسرائيل هجومها المفاجئ على منشآت عسكرية ونووية رئيسية في إيران في 13 يونيو.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع. ووفقاً لتقييم أولي للاستخبارات الأميركية، لم تدمر الضربات الجوية الأميركية قدرات إيران النووية ولم تؤد سوى إلى تراجعها بضعة أشهر إلى الوراء. وأدى التدخل الأميركي المباشر في الحرب إلى إثارة قلق المستثمرين بشأن مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق بين إيران وسلطنة عمان يمر عبره ما بين 18 مليون و19 مليون برميل من النفط الخام والوقود كل يوم؛ أي ما يقرب من خُمس الاستهلاك العالمي. ويترقب المستثمرون بيانات الحكومة الأميركية حول المخزونات المحلية للخام والوقود المقرر صدورها اليوم الأربعاء. وقالت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، إنّ مخزونات الخام الأميركي انخفضت بمقدار 4.23 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو.

وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إنّ الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن وافقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، وهي خطوة أوضح البيت الأبيض أنها لا تعني تخفيف العقوبات الأميركية. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشال قائلاً "يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضاً"، وذلك بعد أيام قليلة من إصداره أوامر بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة رويترز أنّ ترامب كان يقصد عدم وجود محاولات من جانب إيران حتى الآن لإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، إذ إن إغلاقه كان سيؤدي لعواقب وخيمة على الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني في العالم. وأضاف المسؤول "يواصل الرئيس دعوة الصين وجميع الدول إلى استيراد نفطنا الرائع بدلاً من استيراد النفط الإيراني في انتهاك للعقوبات الأميركية".

(رويترز، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية