ترامب يربك حلفاءه قبيل قمة الناتو.. وأوروبا تراهن على "الرقم السحري"
عربي
منذ 6 ساعات
مشاركة

أربك الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً حلفاءه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع عدم حسم موقفه بشأن التزام بلاده بالدفاع عنهم، وذلك قبيل وصوله، يوم الثلاثاء، إلى مدينة لاهاي الهولندية لحضور قمة الحلف، التي تعتزم الدول الأعضاء خلالها التعهّد بزيادة إنفاقها الدفاعي استجابةً لمطالب ترامب.

وفي تصريح مثير للجدل أدلى به على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب إن المادة الخامسة من ميثاق الحلف "يمكن تفسيرها بطرق عديدة". وتُعد هذه المادة حجر الأساس في منظومة الناتو، إذ ترسي مبدأ الدفاع المشترك، والذي يقضي بأن أي اعتداء على دولة عضو يُعتبر اعتداءً على جميع الأعضاء. ووصل ترامب مساء الثلاثاء إلى قصر العائلة المالكة، حيث شارك في مأدبة عشاء دعا إليها الملك ويليم ألكسندر، على أن يمضي ليلته هناك، تمهيداً لحضوره جلسة العمل الرئيسية للقمة يوم الأربعاء، والتي تم تقليص مدتها إلى أقل من ثلاث ساعات.

وتعتزم الدول الـ32 الأعضاء في الحلف الإعلان عن التزام جماعي بتخصيص ما لا يقل عن 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الأمني بحلول عام 2035، وهو مطلب لطالما ألح عليه الرئيس الأميركي، مهدداً برفض الدفاع عن "المتهرّبين من الدفع".

في المقابل، تأمل الدول الأوروبية في الحلف بأن تلتزم الولايات المتحدة بدورها الدفاعي، وفقاً للمادة الخامسة، مقابل تلبية مطالب ترامب. وقال دبلوماسي أوروبي من بروكسل عشية القمة إن "الرقم خمسة هو الرقم السحري"، في إشارة إلى هدف الإنفاق من جهة، والمادة الخامسة من جهة أخرى. وفي محاولة لتهدئة المخاوف، صرّح الأمين العام للناتو، مارك روته، الثلاثاء، بأن "رئيس الولايات المتحدة والمسؤولين الأميركيين ملتزمون بالكامل في سبيل الناتو"، داعياً الأوروبيين إلى وقف القلق والتركيز بدلًا من ذلك على ما وصفه بـ"المشكلة الكبرى" وهي أن الأوروبيين والكنديين "لا ينفقون ما يكفي على الدفاع". ومن جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن "مجال الدفاع الأوروبي قد استيقظ أخيراً"، مشيدة بالأهداف الجديدة "التاريخية" للإنفاق العسكري.

وتوصلت دول الحلف إلى تسوية تنص على رفع الإنفاق العسكري إلى 3.5% من الناتج المحلي بحلول 2035، وتخصيص 1.5% إضافية للإنفاق الأمني الأوسع، مثل الأمن السيبراني والتنقل العسكري. ورغم أن نسبة الـ3.5% قد تبدو محدودة، إلا أنها تترجم إلى مئات المليارات من اليوروهات، وتمثل مجهوداً استثنائياً لدول لا تزال تحاول الوصول إلى هدف الـ2% الذي حُدّد في قمة عام 2014. وكان الأمين العام روته قد وصف هذا التقدّم يوم الاثنين بأنه "قفزة إلى الأمام". وكانت الولايات المتحدة تأمل في أن يشير البيان الختامي فقط إلى هدف الـ5%، إلا أن الدول الأوروبية أصرّت على تضمين تهديد روسيا بوصفه مبرّراً رئيسياً لهذا الرفع في النفقات.

وفي مقال مشترك نشر في صحيفة "فاينانشال تايمز"، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز أن على أوروبا إعادة التسلّح "ليس لأنه طُلب منا ذلك، بل لأننا أصحاب رؤية، وندين بذلك لمواطنينا". وشهدت الليلة السابقة للقمة اجتماعاً ثلاثياً ضم ماكرون، وميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وكان الهدف المعلن منه ضمان بقاء أوكرانيا في صدارة جدول الأعمال، ومحاولة إقناع ترامب بتشديد العقوبات ضد روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقاء مع مسؤولين في مجال الصناعات الدفاعية، على هامش القمة: "روسيا ترفض جميع مقترحات السلام، بما فيها تلك الأميركية. بوتين لا يفكر إلا في الحرب. هذه حقيقة". من جهته، أكد ترامب خلال رحلته إلى هولندا أنه "على الأرجح" سيلتقي بالرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال القمة.

ومن المتوقع أن يتضمّن البيان الختامي للقمة فقرة خاصة بشأن أوكرانيا، إذ سيؤكد الحلفاء استمرار دعمهم لكييف، والذي بلغ هذا العام قرابة 35 مليار يورو، بحسب ما أعلنه روته.

(فرانس برس)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية