
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، من أنها تواجه الانهيار بسبب نقص بواقع 200 مليون دولار في التمويل خلال العام الجاري. وقال فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة في برلين، إنّ عمل الوكالة مضمون لمدة شهرين آخرين فقط، وأشار إلى أن هناك حاجة لـ60 مليون دولار شهرياً لدفع المرتبات، مضيفاً أن الوكالة ستكون عاجزة عن القيام بمهامها بعد الشهرَين المقبلين.
وأضاف لازاريني، "بصورة أساسية، ليس لدينا أي رؤية لما بعد سبتمبر/أيلول المقبل". وأفاد أنه بدون تمويل إضافي، سوف يضطر قريباً لاتخاذ قرارات غير مسبوقة تتعلق بخدمات الوكالة للاجئين الفلسطينيين في أنحاء المنطقة.
ويشار إلى أنه عندما أوقفت الولايات المتحدة دعمها في بداية العام، فقدت أونروا أكبر جهة مانحة لها، كما أن السويد لم تعد تمول الوكالة. ويعمل في أونروا نحو 13 ألف شخص في قطاع غزة فقط، إذ تتهم إسرائيل حماس باختراقها. ووصف لازاريني هذا الادّعاء بحملة التضليل التي تشوه العاملين بالوكالة وتظهرهم على أنهم إرهابيون.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسّسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيلياً وأميركياً ومرفوضة من الأمم المتحدة، وتعمل منظمة غزة الإنسانية في قطاع غزة بهدف تشكيل بديل للأمم المتحدة ومنظات الإغاثة الدولية، بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات الانسانية إلى القطاع منذ نحو ثلاثة أشهر.
وقال لازاريني إنّ هذا لا يحل أي مشاكل، موضحاً أنه لا توجد منظمة مماثلة لأونروا. وأوضح أن أكثر من 55 ألف شخص قُتلوا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأضاف أنه يجري تجويع سكان القطاع، وعددهم نحو مليوني شخص، نصفهم من الأطفال.
وحتّى الاثنين، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء والمساعدات المعروفة بـ"الآلية الأميركية - الإسرائيلية"، إلى 467 قتيلاً فلسطينياً و3602 مصاب، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، حسب بيانات صادرة عن وزارة الصحة بغزة والمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطينيّ من أصل حوالى 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
(أسوشييتد برس، الأناضول)

أخبار ذات صلة.
