في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.

■■■

يعتمد كتاب "من الأطلس إلى النيجر: نشأة أسلمة بلاد السودان (من القرن الحادي عشر إلى السادس عشر)" الصادر عن دار ألموزارا للباحث والمؤرخ الإسباني فيسنتي كاسترو مارتينث مقاربة متعددة التخصصات، تجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا والاقتصاد والدين وعلم الآثار، لتقديم قراءة شاملة ومعمقة لهذه الظاهرة التاريخية المركبة. ويرى المؤلف أن الإسلام في منطقة بلاد السودان لم يكن نسخة مطابقة للإسلام المغاربي، بل تَشكَّل عبر تفاعل مع البيئة المحلية، وأن عملية الأسلمة لم تكن موحدة ولا مكتملة، بل ظلت مفتوحة ومليئة بالتناقضات والتحولات.
 

"استراتيجية إيران الكبرى: تاريخ سياسي" عنوان الكتاب الذي صدر عن منشورات جامعة برنستون للباحث الإيراني ولي نصر. بالاستناد إلى المذكرات والروايات الشفوية والمقابلات المُعمّقة مع صُنّاع القرار الإيرانيين، يضيء نصر حقائق وأحداثاً في التاريخ السياسي الإيراني المعاصر على مدى العقود الأربعة الماضية من الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وما تلاها من احتواء أميركي لإيران، وغزو العراق عام 2003، وتبعاته حتى اليوم، وكيف تسعى إيران من خلال أيديولوجيتها الإسلامية إلى تأمين البلاد داخلياً وترسيخ مكانتها في المنطقة.
 

 صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون، كتاب "الأصل والأَثل والتوحيد: البحث عن الحضارة والدولة واللغة والديانة الأولى في المشرق الأدنى القديم" لمؤلفيه عامر عبد الرزاق ضفّار، ولبنى ناصر الدين، وأحمد معاذ يعقوب أوغلو. الكتاب يقع في 558 صفحة، ويبحث في خمسة فصول عن بدايات العمران والزراعة، وعن الحضارة الأمّ، وجذور الديانات التوحيدية، بالتركيز على أصول الحضارة والدولة واللغة في منطقة الشرق الأدنى القديم وبالاعتماد على دراسة أثرية ولغوية ومعمارية. كما تضيء النماذج التطبيقية على دور المنطقة في نشأة الحضارة الإنسانية وتطورها. 
 

صدر عن محترف أوكسجين للنشر في أونتاريو كتاب جديد بعنوان "رسائل من السجن"، وهو بمثابة وثيقة استثنائية متصلة برسائل كتبها العقيد السوري عدنان المالكي (1919-1955) أثناء اعتقاله إبان حكم أديب الشيشكلي لسورية، جراء اتهامه بالتحضير للانقلاب عليه. تضيء الرسائل على ملامح من هذه الشخصية المفصلية في تاريخ سورية المعاصر، وقد كتبها المالكي أثناء اعتقاله في سجن المزة اعتباراً من 6 إبريل/نيسان 1953، كما يرد في الرسالة الأولى من هذا الكتاب، بينما خلت الرسائل الأخرى من تواريخ كتابتها وقد استمر اعتقال العقيد لسبعة أشهر.
 

عن دار المأمون للترجمة والنشر صدر كتاب "العزلة والحرية" من تأليف الكاتب الروسي غيورغي آداموفيتش، وترجمة تحسين رزاق عزيز. يمثل هذا الإصدار الذي يقع في 288 صفحة مساهمة في تعريف القارئ العربي بجانب شبه مغيّب من الأدب الروسي، هو أدب المهجر. فبينما تعرف القراء العرب على الأدب الروسي من خلال روائع القرن التاسع عشر، وأدباء الحقبة السوفييتية ظل الأدب الذي وُلد خارج حدود الوطن بعيداً عن الترجمة. يغوص آداموفيتش، وهو أحد أبرز أدباء المهجر الروس، في قضايا العزلة والحرية والهوية والانتماء، عبر نصوص أدبية ونقدية.
 

يقدّم كتاب "مصير الإنسان بعد الموت في رؤية ابن العربي"، الصادر عن دار نينوى من تأليف الباحث عبد الباقي مفتاح قراءة تأصيلية ومعمّقة لمسألة المصير الأخروي في فكر ابن العربي، من خلال تتبّع نصوصه الأصلية في كتبه الكبرى، وعلى رأسها "الفتوحات المكية". كما يستعرض المؤلف آراء إضافية مكملة للموضوع من كتاب الإنسان الكامل للشيخ عبد الكريم الجيلي، ويورد فصولاً نقدية مهمة للشيخ عبد الواحد يحيى (رينيه غينون)، خاصة ما يتعلق برفض التناسخ، ومفهوم الخلود والديمومة، والتمييز بين الروحانية الحقّة والخرافات المعاصرة.
 

عن المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، صدر كتاب "السياسات والممارسات الثقافية في عصر الذكاء الاصطناعي" للباحث المصري محمد سيد ريان. يناقش الكتاب دور السياسات الثقافية في صناعة القرار وإتاحة الفرصة للإبداع والفكر في ظل بيئة منتجة، وكذلك الإشكاليات والقضايا الرئيسية في المجال الثقافي العام، المتعلقة بمعارض الكتاب والمهرجانات الفنية والملتقيات الخاصة بالحرف التراثية، والتعرف على أبرز السياسات الثقافية منذ نشأتها وتطوّرها وعلاقتها بالتطورات المحلية والعالمية وصولاً إلى مستقبلها في ظل الذكاء الاصطناعي.
 

صدر عن "هاشيت أنطوان- نوفل" كتاب "اللقاء القاتل: محضر الجلسة الأخيرة بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط" بتقديم وإعداد الباحث السياسي اللبناني هادي وهاب. يحمل المحضر تاريخ 27 مارس/آذار عام 1976، وينقل وقائع جلسة مغلقة دامت ثماني ساعات متواصلة بين الرئيس السوري حافظ الأسد إبان تدخل قواته ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وبين كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية المصطفة مع المنظمة. الكتاب جزء من الوثائق السرية التي أتاح سقوط النظام نشرها، ينشر بالعامية، ويظهر في وقائع الجلسة التنافر والحدية التي ظلّلت الجلسة الأخيرة بين الرجلين.