
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، من "تداعيات هائلة" على الاقتصاد العالمي في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لتجارة النفط العالمية.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك في أوسلو مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، إن "التداعيات ستكون ضخمة على الاقتصاد العالمي، خاصة على الصين ودول أخرى عديدة. وأعتقد أن هذه الخطوة ستستدعي ردود فعل متعددة، وستؤدي إلى ضغوط كبيرة على إيران".
وفي معرض رده على سؤال بشأن إمكانية تغيير النظام في طهران، شدد ماكرون على أن "أي تغيير من هذا النوع يجب أن ينبع من إرادة الشعب الإيراني، لا من فوهات البنادق أو عبر القنابل".
وفي إشارة إلى الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية فجر الأحد، قال الرئيس الفرنسي: "لا يوجد إطار شرعي لهذه الهجمات، حتى وإن كانت فرنسا تشارك الولايات المتحدة في الهدف المتمثل بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "أنا أؤمن بسيادة الشعوب وسلامة أراضيها، ولا أعتقد أننا نستطيع أن نحل محل الشعوب في اختيار قادتها".
جاءت تصريحات ماكرون خلال الزيارة الرسمية الأولى لرئيس فرنسي إلى النرويج منذ 41 عاماً، والتي تستمر مدة 24 ساعة، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والطاقة والابتكار، إضافة إلى الأمن في منطقة القطب الشمالي.
ووصل ماكرون إلى أوسلو برفقة زوجته بريجيت وعدد من الوزراء، بينهم وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو، ووزير الاقتصاد إيريك لومير، ووزير الشؤون الأوروبية بنجامان حداد. وعقد فور وصوله مباحثات مع رئيس الوزراء النرويجي، تلتها طاولة مستديرة حول إزالة الكربون من القطاع الصناعي، قبل أن يعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وأعلن قصر الإليزيه أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين، إلى جانب اتفاقية خاصة بعزل ثاني أكسيد الكربون، فيما يقيم العاهل النرويجي الملك هارالد وزوجته الملكة سونيا مأدبة عشاء على شرف الضيف الفرنسي.
في المقابل، لا تزال طهران تلوّح بخيار إغلاق مضيق هرمز، وسط تصاعد التوترات عقب الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية. وذكرت قناة "برس تي في" الرسمية الإيرانية، يوم الأحد، أن البرلمان وافق مبدئياً على إغلاق المضيق بانتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وأكد النائب في البرلمان الإيراني والقيادي في الحرس الثوري إسماعيل كوثري، في تصريحات نقلتها وكالة "نادي الصحافيين الشباب"، أن "مسألة إغلاق مضيق هرمز لا تزال مطروحة على الطاولة"، مضيفاً: "القرار سيتخذ إذا اقتضى الأمر... كل الخيارات متاحة".
ويُعد مضيق هرمز من أبرز الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط والغاز العالمية. ويفصل المضيق بين الخليج العربي وبحر العرب، ويُستخدم لتصدير معظم الإنتاج النفطي للدول الخليجية، ما يجعله نقطة توتر دائمة في أي تصعيد بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
وتجدد الجدل حول مصير المضيق في أعقاب الضربات الأميركية،التي قوبلت بردود فعل غاضبة وتحذيرات من "عواقب استراتيجية"، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)
