الحديدة تشتعل تحت لهيب الصيف وكهرباء الحوثيين الأغلى في العالم
أهلي
منذ ساعتين
مشاركة

تحقيق خاص – “يمن ديلي نيوز”:

تنويه: تم استخدام أسماء مستعارة وحُجبت تفاصيل شخصية لأسباب أمنية

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في محافظة الحديدة (غربي اليمن) يعيش نحو مليوني نسمة يتوزعون على المديريات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي أوضاعاً “قاسية” نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والأسعار العالية للكهرباء “الأغلى في العالم”.

في العام 2022 قررت جماعة الحوثي المصنفة إرهابية إعادة تشغيل المحطة الحكومية في رأس كثيب لتوفير الكهرباء لسكان المحافظة، بأسعار مرتفعة جداً تتجاوز تبدأ من 100 ريال إلى وصولاً إلى 350 أي بنحو 40 ضعفاً عما هي عليه عليه في مناطق الحكومة اليمنية.

محمد الحرازي (اسم مستعار)، لشاب من مديرية حراز بمحافظة صنعاء، يعمل في محطة وقود في الحديدة، اضطر مع تصاعد موجات الحر، إلى إرسال زوجته وطفليه إلى قريتهم في حراز بعد أن عجز عن توفير وسائل تبريد في منزله المستأجر بالحديدة.

يقول: خلال شهر فقط أصيبت زوجتي بتشنجات بسبب الحرارة، وابني تعرض لجفاف حاد، بعد أن قامت الشركة بمصادرة العداد بسبب تأخري في الدفع… أنا راتبي ستين ألف (حوالي 100 دولار)، وكان عندي 27 ألف حق فاتورة شهر.

يحكي الحرازي كيف أن الشركة الحكومية فرضت عليه تركيب عداداً جديداً بتكلفة 30 ألف ريال، ثم صادرته لاحقًا بعد تأخره في السداد.

سعر خاص للحديدة

في الأعوام الماضية قررت مؤسسة الكهرباء التابعة للحوثيين منح سكان الحديدة سعراً خاصاً مخفضاً عن بقية المحافظات، يبدأ من 100 ريال للكيلو وات ثم تنتقل بعدها إلى 250 ثم 350 ريال للكيلو، أي بنحو (0.60) سنتا، فيما يبلغ سعر الكهرباء التجاري نحو 400 ريال (0.77 دولار).

وفي صنعاء يبلغ سعر الكهرباء التي تقوم مؤسسة الكهرباء بتوزيعها 350 ريالاً للكيلو في حين تباع الكهرباء التجارية بسعر 400 ريال للكيلو، حيث يفضل السكان الكهرباء التجارية لتوفرها وعدم انقطاعها وللفارق البسيط بينها وبين الكهرباء التي توفرها جماعة الحوثي.

الأعلى عالمياً

بحسب مقارنة أجراها “يمن ديلي نيوز” لأغلى عشر دول في العالم في الكهرباء تصدرت الأسعار في مناطق جماعة الحوثي أولاً، حيث تباع الكهرباء رسمياً بسعر 350 للكيلو وات الواحد في صنعاء و400 ريال للتجاري أي بين (49 – 77) سنتا للكيوواط الواحد.

وجاءت إيرلندا ثانيا حيث تباع الكهرباء فيها بـ 0.47، وإيطاليا 0.45 وألمانيا 0.41، وليختنشتاين 0.40، وسويسرا 0.39، والدنمارك 0.38، وبلجيكا 0.36، والمملكة المتحدة 0.34، وإسبانيا 0.34
توقيف أجهزة التبريد

مع غياب الكهرباء وانقطاع المرتبات منذ سنوات، يعجز السكان عن مواجهة درجات الحرارة التي تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض المناطق الساحلية، وجعلت السكان يلجئون لتوقيف أجهزة التبريد التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء؟.

يقول “حيدر الردمي” إنه أوقف تشغيل المكيفات والثلاجة والأجهزة التي تستهلك كهرباء بشكل أعلى، فهو بتأكيده غير قادر على دفع فاتورة والكهرباء، وإذا قرر استخدام المكيفات والثلاجة فسيضطر لدفع مايزيد عن 100 ألف أي مايزيد عن 150 دولاراً.

في المقابل لجأ البعض لشراء أجهزة الطاقة الشمسية إلا أن الغالبية من السكان غير قادر على شراء تلك الأجهزة القادرة على تشغيل المكيفات والثلاجة، والتي تتراوح أسعارها بين 500 ألف إلى مليون ريال أي مايقارب ألفي دولار.

مأساة صامتة

ما يزيد من تفاقم الوضع هو أن الشكوى بحد ذاتها ممنوعة. إذ يتم تخوين كل من يتحدث عن معاناة السكان، وتُصنف أي محاولة لانتقاد الوضع بأنها “تخدم الأجندات المعادية”، في الوقت الذي تتجاهل فيه سلطات الأمر الواقع واجباتها الأساسية تجاه المدنيين. وفق مايقوله السكان.

ظهرت المقالة الحديدة تشتعل تحت لهيب الصيف وكهرباء الحوثيين الأغلى في العالم أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية