
يغزو خطاب التحريض والعنصرية الإعلام الإسرائيلي خصوصاً بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وإيران والعدوان الإسرائيلي على غزة. وأجرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) تحليلاً لوسائل الإعلام الإسرائيلي في الفترة الممتدة بين 15 و21 يونيو/حزيران 2025 ووثّقت لهذا الخطاب التحريضي والعنصري ضد الفلسطينيين.
الإعلام الإسرائيلي يحرّض
من أبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حمل عنوان "لماذا تنجح إسرائيل في إيران ولبنان وتفشل في غزة؟"، وجاء فيه: "التعقيد الذي تُظهره إسرائيل في المواجهات مع إيران وحزب الله، بما يشمل ترسيخ موطئ قدم سياسي يكمل الإنجاز العسكري، هو نهج يجب تبنّيه أيضاً في قطاع غزة. الحملة في القطاع تكشف عن درس حيوي إضافي: ضرورة تجنّب الأوهام التي لا تكتفي بتعقيد الوضع، بل تشتّت التركيز عن أهداف الحرب الجوهرية، مثل الانشغال المتزايد بإسقاط النظام الإسلامي، في حين يجب أن تبقى الأنظار مركّزة على المشروع النووي". ولاحظت الوكالة أن المقال يصوّر الفلسطينيين في غزة بوصفهم عقبة أمنية لا طرفاً سياسياً، ويُحمّلهم مسؤولية فشل إسرائيل في تحقيق "نصر حاسم". مستخدماً لغة تحريضية، تدعو ضمنياً إلى السيطرة الكاملة على القطاع أو حتى تفريغه من سكانه.
وفي مقال آخر للصحيفة نفسها بعنوان "دعونا نوضح ما هو بديهي: وزير الأمن لا يوفر أي أمن"، سخر كاتب من أداء وزير الأمن الإسرائيلي، وسلّط الضوء على البنية الداخلية المتآكلة للسياسة الإسرائيلية، من خلال تتبع التعيينات غير المهنية، والخطاب الشعبوي، وانفصال القيادة عن الواقع الأمني والاجتماعي. إلا أنه في الوقت ذاته شرعن استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة، عبر الإيحاء بأنهم أدوات، في تبرير غير مباشر لاستمرار القصف والدمار.
الإعلام الإسرائيلي يتجاهل الفلسطينيين
في تقرير نشره موقع "الصوت اليهودي"، حول أزمة العمل في الضفة الغربية، اعتبر أن وقف تشغيل العمّال الفلسطينيين "أداة ردع فعّالة"، مهاجماً منظمات إسرائيلية يسارية دافعت عن حقوقهم، في محاولة لشيطنة الوجود الفلسطيني وشرعنة العقوبات الجماعية المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي صحيفة "معاريف"، جاء في مقال بعنوان "فرصة لإحلال سلام مؤقت" تجاهل كامل لوجود الفلسطينيين، واختزال للصراع في بعد داخلي إسرائيلي، داعياً إلى هدنة سياسية داخلية لتمكين حكومة الاحتلال من حسم المواجهة عسكرياً.
