الفلسطيني محمد الهور.. شهيد الدفاع عن أرضه من إرهاب "فتيان التلال"
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

لم يعلم الفلسطيني محمد محمود الهور (48 عاماً)، أن خروجه لإطفاء نيران أشعلها مستوطنون في أرض أقاربه، الخميس الماضي، سيكون المشهد الأخير في حياته، إذ أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه من مسافة قريبة وأُردوه  برصاصة قاتلة في رقبته حين كان يحاول صدّ اعتداء مجموعة مستوطنين اقتحموا أراضي زراعية لعائلته وأضرموا فيها النار التي وصلت إلى حدود منزل الشهيد.

حصلت حادثة ارتقاء الشهيد الهور الخميس الماضي في منطقة "خلة القرينات - عين الحمام" التي تقع بين بلدة صوريف، شمال الخليل، وقرية الجبعة، جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، وهي منطقة زراعية نائية، لكنها في قلب الاستهداف الاستيطاني المتصاعد ويسكنها مالكوها.

يروي عبد الله الهور، شقيق الشهيد محمد، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد شقيقه، وقال: "اقتحم المستوطنون أراضي العائلة المحاذية لمنزلنا، وأقاموا فيها بؤرة استيطان جديدة، رغم أن العائلة تملكها. وهم كانوا قد هددوا بمصادرة الأراضي منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي الواقعة الأخيرة أشعل المستوطنون النار عمداً في محاصيلنا الزراعية وأشجار الزيتون، فسارع محمد وعدد من أفراد العائلة لإطفاء الحريق والدفاع عن الأرض".

تابع: "كان المستوطنون مدججون بالأسلحة البيضاء، من بينها بلطات، وأدوات حادة، وعصي وهراوات، وحصلت مواجهة معهم قبل أن تصل قوات الاحتلال بسرعة، كأنه جرى تنسيق الأمر مسبقاً، علماً أننا كنا قد اشتبكنا معهم في اليوم السابق للحادثة من دون أن يحضر الجيش. وهذه المرة استمر هجوم المستوطنين بحماية كاملة من جيش الاحتلال، ثم بدأ إطلاق النار علينا مباشرة. وعن بعد مسافة لا تزيد عن 15 متراً، أطلق جندي إسرائيلي رصاصة أصابت رقبة الشهيد محمد الهور. حاولت إسعافه لكن ملامحه كانت توحي بأنه فارق الحياة. حملته بين يدي وكان بلا أنفاس، وفي تلك اللحظة أصبت بانهيار لأني أحمل شقيقي شهيداً بعدما خرج للدفاع عن الأرض وحاول إطفاء النيران حول المنزل. كان يصعب أن يخرج شقيقي حياً وفقد حياته في لحظات، ووصلنا إلى أقرب مركز صحي من دون أن نستطع تقديم الإنعاش له".

ويذكر عبد الله أن "من أطلقوا النار لم يكونوا جنوداً فقط، بل حراس أمن في المستوطنات القريبة التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن المنطقة. ورغم أن المسافة بعيدة حضر الجنود وعناصر الأمن إلى المنطقة بسرعة. ما جرى كان عملية قتل متعمّدة بوجود نحو 50 محتلاً، ولم يحصل اشتباك متبادل، بل إعدام ميداني بكل معنى الكلمة نفّذ بدم بارد في حق رجل ترك خلفه زوجته وابنتين يتيمتين".

وقال رئيس بلدية صوريف حازم غنيمات، لـ"العربي الجديد": "ينتمي المستوطنون الذين نفذوا الاعتداء إلى عصابات فتية التلال، وهي من أكثر المجموعات الاستيطانية تطرفاً، وقد أقاموا بؤرة استيطان جديدة من خيام على أراضٍ فلسطينية تملكها عائلة الهور قبل يومين فقط من الاعتداء، والهدف طرد الموجودين في هذه المناطق، وهم أربع عائلات".

وأوضح غنيمات أن "البؤرة الاستيطانية أُقيمت على أراضٍ مزروعة تُحصد سنوياً، ويقطن فيها نحو 20 مستوطناً حالياً، يعرفون جميعاً بأنهم تورطوا باعتداءات سابقة. وخلال الأيام الماضية، كرر هؤلاء المستوطنون أعمال إضرام النيران في أراضي الزيتون واللوزيات لفرض خطوات متصاعدة تخلق واقعاً استيطانياً بالقوة". تابع: "ما زاد خطورة مشهد قتل المواطن الهور هو عودة المستوطنين إلى بؤرتهم الاستيطانية بعد عملية الحرق والاعتداء والقتل التي طاولت السكان الأصليين للأرض، وذلك وسط حماية مشدّدة من قوات الاحتلال التي كانت تعمل أحياناً سابقاً على تحييد المستوطنين من أماكن المواجهات".

وخلال اعتداء المستوطنين، أُصيب سبعة مواطنين من العائلة نفسها، من بينهم علي الهور (35 عاماً)، وهو شقيق الشهيد. وأصيب حينها برصاصة في البطن خرجت من ظهره، كما أصيب والدهما الحاج المسنّ أحمد الهور (80 عاماً)، جرّاء الاعتداء عليه بالعصي والهراوات، كما يوضح رئيس البلدية أن ثلاث إصابات طفيفة عولجت ميدانياً، وأربع إصابات متوسطة.

وفيما أكدت عائلة الشهيد أن ما جرى عملية إعدام ميدانية بغطاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي، طالبت بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة، وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن الدم الفلسطيني الذي يُسفك لحماية التوسع الاستيطاني. أيضاً، أبدت بلدية صوريف تخوّفها من زيادة وتيرة اعتداءات المستوطنين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية