
أهلي
دعت الولايات المتحدة الأميركية، الاثنين 23 يونيو/ حزيران 2025، الصين إلى التدخل لردع إيران ومنعها من إغلاق مضيق هرمز، وذلك رداً على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية.
وطالب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الحكومة الصينية بالمساعدة واستخدام نفوذها لدى طهران للحيلولة دون إغلاق المضيق، مشيراً إلى أن بكين تعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط التي تمر عبره.
وقال روبيو: "أحث الحكومة الصينية في بكين على التواصل مع الإيرانيين بشأن هذه المسألة، لأن مصالحها الاقتصادية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمضيق هرمز".
وأضاف: "إذا أقدمت إيران على هذا التصرف، فسيكون خطأً فادحاً منها. إنه بمثابة انتحار اقتصادي، ونحن نملك الوسائل اللازمة للتعامل مع هذا التهديد".
وأكد الوزير الأميركي أن تداعيات مثل هذا التصعيد لن تقتصر على الولايات المتحدة وحدها، بل ستطال الاقتصاد العالمي بأسره.
وتابع: "ينبغي على الدول الأخرى أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، لأنه سيلحق أضراراً جسيمة باقتصاداتها أكثر مما سيلحق باقتصادنا. إنه تصعيد خطير يستدعي رداً دولياً، لا أميركياً فحسب".
وتأتي تصريحات روبيو في وقت رجّح فيه محللون أن تلجأ إيران إلى إغلاق المضيق كإجراء انتقامي، ما يهدد الممر البحري الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.
وفي وقت سابق أعلن التلفزيون الإيراني، أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، ردًّا على الهجمات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران، وذلك بالتزامن مع استمرار التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، الواقع بين الخليج العربي وبحر العرب، مشيرةً إلى أن القرار النهائي بشأن هذا الإجراء مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية في البلاد، ولم يُحسم بعد.
وفي هذا السياق، أفادت قناة "برس تي في" الإيرانية بأن "قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران"، وذلك تعليقًا على التقارير التي تحدثت عن موافقة البرلمان على هذا الإجراء، وفقًا لوكالة الأنباء "رويترز".
وفي السياق ذاته، صرّحت النائبة سارة فلاحي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بأن احتمال إغلاق مضيق هرمز سيكون مطروحًا ضمن جدول أعمال جلسة خاصة للجنة، دون تحديد موعد لاتخاذ القرار، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
ويُعد مضيق هرمز أحد أهم ممرات نقل النفط في العالم، إذ تمر عبره يوميًّا عشرات ناقلات النفط والغاز من إيران والسعودية والعراق ودول أخرى، ما يمثل نحو 20% إلى 30% من تجارة النفط العالمية. وقد يؤدي إغلاقه، ولو مؤقتًا، إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، مما قد يُحدث أزمة اقتصادية عالمية.
ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال، والإمارات وسلطنة عُمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالًا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبًا.
ويبلغ عرضه 50 كيلومترًا، و34 كيلومترًا عند أضيق نقطة، وعمقه 60 مترًا، فيما يصل عرض ممري الدخول والخروج إلى نحو 10.5 كيلومترات، بينما يبلغ طوله 161 كيلومترًا.