
رغم تمركز النشاط المسرحي في تونس تقليدياً داخل العاصمة، فإن هناك العديد من الفضاءات الثقافية خارج المركز تسهم في إنتاج عروض نوعية وتقديم تجارب مسرحية بديلة. وضمن هذا التوجّه، تنطلق مساء اليوم الاثنين فعاليات الدورة الرابعة من "مهرجان المسرح والمجتمع" في المركّب الثقافي بسليانة، متواصلة حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
يسبق الافتتاح الرسمي للمهرجان، الذي يُقام بعد غدٍ الأربعاء، يومان من النشاطات التمهيدية تشمل عروضاً موسيقية لكل من إيناس الشعباني ودنيا الحطّاب، إلى جانب ورشات تكوينية ولقاء فكري بعنوان "الخصوصية الثقافية في التجارب الفنية في تونس".
خمسة عروض
يُفتتح "مهرجان المسرح والمجتمع" في سليانة رسمياً مساء الأربعاء بعرض موسيقي للثنائي نورهان ورؤوف الهداوي، يليه تقديم مسرحية "عطيل وبعد" للمخرج حمادي الوهايبي، التي سبق أن حازت جائزتين في مهرجان بغداد الدولي للمسرح لعام 2024 (أفضل ممثل لمهذب الرميلي، وأفضل نص لبوكثير دومة). تنطلق المسرحية من اللحظة الأخيرة في نص شكسبير، حين يقتل عطيل زوجته ديدمونة، ليعيد الوهايبي تشكيل الحكاية في ضوء راهن مأزوم، في تفاعل صريح مع مشاهد الحرب الجارية في غزة وما كشفت عنه من وجوه متناقضة لبعض المفكرين الغربيين.
يتواصل البرنامج الخميس بعرض موسيقي لخولة الطاوس، تليه مسرحية "تحت الضغط" لريّان القيرواني، يناقش العرض واقع الطبقات المهيمنة ما بعد الربيع العربي، متناولاً التحولات القيمية في المدينة، وصراع الفرد بين الضغط الاجتماعي والأيديولوجيات. كما تقدّم آمال العويني، في اليوم التالي، عرضاً موسيقياً، تعقبه مسرحية "بلا عنوان" لمروى المناعي، تستعرض المسرحية قصة امرأة تعاني اكتئاباً حادّاً أقامها قسراً بين مستشفيين نفسيين في باريس خلال عامي 2015 و2016.
حضور لقضايا النساء
يشهد "مهرجان المسرح والمجتمع" في سليانة، يوم السبت المقبل، تقديم عرض موسيقي لرانيا الجديدي، ومسرحية "آخر مرّة" لوفاء الطبوبي، التي تفتح أسئلة عديدة حول أوضاع النساء في العالم العربي. ينطلق العرض من فضاء التربية والتنشئة، لينتقل لاحقاً إلى الفضاء العمومي والمهني، كاشفاً عن البُنى التي تؤطر التمييز والعنف الرمزي والمؤسسي تجاه المرأة.
تُختتم التظاهرة الأحد بعرض موسيقي بعنوان "أنخاب"، ثم عرض مسرحية "رقصة سماء" للطاهر عيسى بن العربي، المستلهمة من طقوس الدراويش. يدور العمل على خشبة مستديرة تُجسّد العبور بين زمنين: حاضر "هالة" في القرن الحادي والعشرين، وروح "شمس الدين التبريزي" في القرن الثالث عشر، وتؤديه مجموعة من الممثلين، من بينهم منى نور الدين وهاجر حمودة وخالد الزيدي.
