
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، من انتشار الأسلحة النووية، حيث أعرب بشكل غير مباشر عن دعمه للهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية. وقال زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور: "يجب ألا يكون هناك انتشار للأسلحة النووية في العالم الحديث". وأضاف: "من المهم أن يكون هناك حسم أميركي في هذا الشأن، حسم الرئيس دونالد ترامب".
وأضاف: "قرارات إيران بدعم روسيا جلبت دماراً هائلاً وخسائر بشرية مدمّرة لبلادنا، وللعديد من الدول الأخرى". وأكد الرئيس الأوكراني أنّ روسيا تستخدم طائرات "شاهد" المسيّرة الإيرانية في الحرب على أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، دعا زيلينسكي إلى التركيز على الدبلوماسية، وقال: "يجب أن تبدأ الدبلوماسية في العمل. العمل في كل مكان: في الشرق الأوسط، في منطقة الخليج، وهنا في أوروبا – في أوكرانيا".
ميدانياً، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، أمس الأحد، مقتل ثلاثة أشخاص جراء هجوم صاروخي روسي استهدف منطقة مخصصة للتدريبات العسكرية. وأفادت قيادة الجيش الأوكراني، في منشور عبر تطبيق فيسبوك، بأنّ الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة 11 شخصاً، مشيرة إلى أنّ التحذير المبكر الذي صدر عن منظومة مراقبة المجال الجوي ساهم في تفادي وقوع المزيد من الضحايا. ولم يُعرف في البداية الموقع الدقيق للموقع العسكري.
ويأتي هذا الهجوم بعد بضعة أسابيع فقط من مقتل 12 مجنداً على الأقل وإصابة العشرات في هجوم روسي استهدف منطقة تدريب عسكرية في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، بحسب تقارير رسمية. وأدى الهجوم إلى إجراء تغيير في صفوف القيادة العسكرية الأوكرانية.
وأعلن رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أنّ بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم واسع النطاق نفذته كييف ضد قاعدة جوية روسية في شرق سيبيريا. وعشية المحادثات بين البلدين في إسطنبول في الثاني من يونيو/حزيران، قصفت أوكرانيا عدة مطارات روسية، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بواسطة طائرات مسيرة تم تهريبها إلى روسيا ثم إطلاقها من بعد في عملية معقدة.
وأشارت كييف إلى أنّ هذا الهجوم الذي جاء رداً على القوات الجوية الروسية التي تضرب أوكرانيا بشكل شبه يومي، أدى إلى إلحاق الضرر بالعديد من الطائرات العسكرية أو تدميرها. وفي إحاطة صحافية، السبت، طُلب عدم نشر مضمونها حتى الأحد، أكد سيرسكي أنّ هجمات مماثلة مقبلة، وقال أمام الصحافيين "بالطبع، سنواصل. سنزيد حجم وعمق العمليات"، مشيراً إلى أن كييف لن تهاجم سوى الأهداف العسكرية. وأكد سيرسكي أنه "لن نكتفي بالبقاء في موقف دفاعي، لأن ذلك لا يُجدي ويقودنا في النهاية إلى ما نحن عليه من تراجع وخسارة رجال وأراض".
وتأتي تصريحات سيرسكي في وقت وصلت فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى طريق مسدود. وانعقدت آخر جولة مفاوضات بين الجانبين قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولم يُحدد أي موعد لاستئناف المحادثات. وأسفرت الحرب، الأشد ضراوة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، عن مقتل عشرات الآلاف من كلا الجانبين على الأقل. ويودي القصف المدفعي والجوي بضحايا جدد من المدنيين يومياً.
وتنفق روسيا مبالغ طائلة لتعزيز صناعتها العسكرية، رغم العقوبات الغربية الرامية إلى إضعاف اقتصادها. وأقرّ رئيس الأركان الأوكراني بأنّ روسيا تحقق بعض التفوق في حرب الطائرات المسيرة، لا سيما في تصنيع طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية يصعب التشويش عليها، وعلّق قائلاً: "للأسف، في هذا الأمر، يتمتعون بميزة العدد ونطاق الاستخدام على حد سواء".
وتحتل موسكو نحو خُمس مساحة أوكرانيا، وأعلنت ضم أربع مناطق أوكرانية منذ بدء هجومها في 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. وتتهم كييف موسكو بالعمل على تقويض التوصل إلى اتفاق سلام بهدف إطالة أمد هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا والاستيلاء على مزيد من الأراضي.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)

أخبار ذات صلة.

