
بعد الهجوم الأميركي صباح الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، سرعان ما بدأ حراك دبلوماسي في المنطقة والعالم لاحتواء التصعيد ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة، سواء من خلال اتصالات تجريها دول المنطقة، منها السعودية، مع قوى إقليمية ودولية، أو اتصالات غربية وإقليمية مع القادة الإيرانيين لحثهم على ضبط النفس بعد العدوان الأميركي.
وفي السياق، أجرى قادة فرنسا والهند وباكستان اتصالات مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، فضلاً عن اتصالات أخرى تلقاها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من نظرائه في العالم، ولقاءاته في إسطنبول الأحد مع وزراء خارجية الجزائر وباكستان وماليزيا والعراق على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وذلك قبل توجهه إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف لإجراء "مشاورات مكثفة" حول التطورات الساخنة، كما قال في مؤتمره الصحافي في إسطنبول قبيل مغادرته إلى روسيا.
بزشكيان يرفض طلب ماكرون
ورداً على طلب نظيره الفرنسي بأن تلتزم إيران سياسة ضبط النفس خلال مباحثاتهما، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن "أميركا هي التي اعتدت علينا وإذا كنتم في الظروف نفسها ماذا كنتم فاعلين؟"، مشدداً على أن الأميركيين سيتلقون الرد على عدوانهم. وقال بزشكيان إن هذا العدوان "أثبت أن المزاعم الأميركية لا أساس لها ودليل على عدم صدقهم"، مشيراً إلى أن بلاده كانت تسعى إلى بناء الثقة في مفاوضاتها مع أميركا، "وهي كانت تتحدث خلالها بطريقة أخرى لكن على أرض الواقع تصرفت بشكل مختلف وهاجمت منشآتنا النووية، فكيف يمكن الثقة بها؟".
وأوضح بزشكيان أن إيران "لم تكن البادئة في أي حرب، لكننا اليوم قد تعرضنا للعدوان وسندافع عن أنفسنا"، مضيفاً: "لقد أعلنا مراراً أننا مع التفاوض والحوار لكن الطرف الآخر يريد استسلام الشعب الإيراني"، ومؤكداً أن هذا الشعب "لن يستسلم للتنمر ومن الطبيعي جداً أن يرد على العدوان بطريقة مناسبة". ولفت الرئيس الإيراني إلى أن بلاده لطالما كانت مستعدة للحوار مع أوروبا ولم تترك المسار الدبلوماسي معها "لأننا نعتقد أن لا أحد يتضرر من الحوار"، قائلاً: "لقد أعلنا بصدق أننا لا نسعى للحرب ولا للسلاح النووي ولا نريد اللاأمن في المنطقة ونريد السلام والهدوء فيها". من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلاده مستعدة لمواصلة مسار التفاوض مع إيران وبذل جهودها لوقف المواجهات وإعادة الهدوء والاستقرار، وفق ما أورده موقع الرئاسة الإيرانية.
إيران تتوعد برد حتمي
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، يوم الأحد، أن معظم أعضاء اللجنة مستاؤون جداً من أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويطالبون بـ"قطع التعاون معها أو تعليق العلاقات معها". وأضاف رضائي، وفق وكالة تسنيم الإيرانية، أن أعضاء اللجنة وافقوا على إعادة النظر في عضوية معاهدة عدم الانتشار النووي، ومن المقرر أن يتم إدراج ذلك على جدول أعمال البرلمان. كما شدد على أن لجنة الأمن القومي البرلمانية تؤكد ضرورة "الرد الصارم والباعث على الندم والمناسب" على العدوان الأميركي.
مسيرات حاشدة
في غضون ذلك، شهد الأحد مسيرات حاشدة في عدة مدن إيرانية، بما فيها العاصمة طهران، وسط هتافات بالرد على أميركا وحرق علمها والعلم الإسرائيلي. وشارك الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مسيرة طهران وسط ترحيب واسع من الجماهير الغاضبة المشاركة في المسيرة. في الأثناء، قامت الخارجية الإيرانية بتسليم مذكرة احتجاج شديدة على العدوان الأميركي إلى السفيرة السويسرية في طهران، نادلين لوزانو، بصفتها راعية المصالح الأميركية في طهران.
استشهاد 10 عسكريين
إلى ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني "استشهاد 3 من ضباطه في محافظتي زنجان غربي إيران، وسبعة آخرين في محافظة يزد وسط البلاد". وأضاف الحرس أن استشهاد السبعة حصل في هجوم إسرائيلي على ثكنتين عسكريتين. كما ذكرت القوات المسلحة الإيرانية في محافظة فارس إسقاط 4 مسيرات إسرائيلية متطورة خلال يوم الأحد في المحافظة جنوبي إيران.

أخبار ذات صلة.
