
شهدت الفترة التي أعقبت مباراة ديربي طرابلس بين الأهلي والاتحاد تصعيداً إعلامياً وتراشقاً بالاتهامات، في ملف أثار جدلاً واسعاً بسبب تعدّد الأحداث، بعدما وجّه الاتحاد الليبي لكرة القدم اتهاماً إلى الناديَين برفض التعاون معه في كشف الحقائق والتجاوزات التي وقعت خلال المواجهة، ليرد الطرفان المعنيان بالأحداث، وهو ما فتح الباب أمام الإشاعات وزاد من غموض القضية.
وجاءت البداية، السبت عبر الاتحاد الليبي الذي نشر بياناً على حسابه الرسمي في منصة فيسبوك، أشار من خلاله إلى أنّه سيتخذ قرارات العقوبات استناداً على تقارير الرسميين الذين تولوا مهمة إدارة المباراة وتنظيمها، وهذا في غياب قنوات التواصل مع الأطراف المعنية: "وعلى خلفية ما رافق مباراة الأهلي طرابلس والاتحاد من تداعيات، يوضح الاتحاد أنه بادر بتشكيل لجنة تقصي حقائق حرصاً على جمع كل المعلومات والمعطيات، وإعطاء الفرصة للأطراف لتقديم دفوعاتها في إطار مهني وعادل، إلّا أن رفض التعاون مع هذه اللجنة وعدم التجاوب معها والتقارب في المصالح، أجبر مجلس الإدارة على اتخاذ القرار من الجهة المختصة، اتخاذ القرار، ما استدعى إحالة التقارير الرسمية كافّة المقدمة من مراقبي المباراة والحكّام والأجهزة الأمنية، ووفقاً لما تنص عليه اللوائح".
كما وجّه تحذيراً شديد اللهجة للأندية التي تنشر، حسب للاتحاد، خطابات تؤجج من حدة الخلاف وتضع عقبات أمام السير الحسن للمنافسات " ويوجه الاتحاد بجميع الأندية احترام مسؤولياتها والابتعاد عن كل ما من شأنه عرقلة سير المنافسات أو زعزعة الوفاء، مذكراً بأن استكمال الموسم الرياضي في موعده المحدّد أولوية قصوى، وأن الاتحاد لن يتحمل أي تأخير أو تعطيل غير مبرّر، ما قد يؤدي للأسف إلى الاعتذار عن المشاركات القارية والدولية للموسم المقبل".
وبادرت الأندية إلى الرد على بيان اتحاد الكرة، منتقدة ما وصفته بالأسلوب الملتوي في طرحه، فيما تضمّن بيان نادي الاتحاد مطالبة صريحة بإنصافه، نظراً لما تعرض له هو وجماهيره خلال مباراة "الديربي"، وجاء في نص البيان ما يلي" تتابع إدارة نادي الاتحاد الرياضي الثقافي الاجتماعي عن كثب البيانات الصادرة عن عدد من الجهات الرياضية، بما في ذلك الاتحاد الليبي لكرة القدم، والتي يُلاحظ استخدامها وسيلةً للضغط على لجنة تنظيم المسابقات. وإذ نؤكد رفضنا التام لهذا النهج، فإننا نعلن بوضوح أننا لن نظلّ مكتوفي الأيدي أو في موضع من المنتظر طويلاً، خاصة في ظل ما تعرض له نادينا من اعتداءات وانتهاكات واضحة، كما نؤكد تمسُّكنا الكامل بحقوق نادينا تجاه ما حدث في المباراة، بدءاً من قيام الفريق المستضيف ومن كان على دكة بدلائه بالدخول إلى أرضية الملعب، وافتعال الفوضى، والاعتداء على حكم المباراة عقب تسجيل فريقنا لهدف مشروع، إضافة إلى اقتحام الجماهير لأرضية الملعب، والاعتداء على لاعبي نادي الاتحاد، والتسبب في حرق الحافلة، والعبث بمحتويات الملعب".
من جهته، وصف نادي الأهلي بيان اتحاد الكرة بأنه يفتقر للاحترافية ويزخر بالمغالطات، معتبراً أن ما ورد فيه لا يعكس حقيقة ما جرى خلال مباراة القمة "في الوقت الذي كنّا ننتظر فيه، بكل مسؤولية، صدور قرار لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم بخصوص مباراتنا المؤجلة، خرج علينا اتحاد الكرة ببيان لا يمتّ للمهنية ولا للشفافية بصلة، مليء بالمغالطات الصريحة، ومحاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، عبر توجيه الاتهامات الجوفاء للأندية وللرأي العام، متناسياً أن الشرارة الأولى لما يحدث كانت نتيجة قرار فردي مريب اتّخذ في الخفاء وفي ساعة متأخرة من الليل، وخارج أوقات العمل الرسمية، وفي يوم عطلة رسمية. نعيد تذكيركم، حتّى لا تدّعوا الجهل، بأننا التزمنا بالقوانين واللوائح كافّة، ولم نلجأ إلى الخطابات المبتذلة رغم امتلاكنا من الأدلة والوثائق الدامغة ما يثبت صحة موقفنا وقضيتنا في كل ما طالبنا به. فلو كنتم حريصين فعلاً، كما تدّعون، على إتمام المسابقة في موعدها، لتركتم لجانكم تقوم بواجبها دون تدخل أو تسويف، لتصدر قراراً واضحاً بشأن المباراة وملابساتها".
ورفض نادي الأهلي خوض أيّ مباراة قبل الفصل في القرارات المتعلقة بالمباراة الأخيرة، ما يضاعف الضغط على اتحاد الكرة ولجنة تنظيم المسابقات، "وعليه؛ نبلغكم بشكل قاطع أننا لن نخوض أي مباراة قادمة قبل حسم مصير هذه المباراة نهائياً، وبما يضمن حقوقنا كاملة، ويصون مبدأ عدالة المنافسة، خصوصاً فيما يتعلق بتراتبية الجولات، وتطبيق العقوبات وفقاً للوائح القانونية".
يُذكر أن حكم المباراة البرتغالي قرّر عدم استكمال المواجهة، بسبب التجاوزات العديدة التي وقعت على أرضية الملعب، بدءاً من الشجار الذي اندلع عقب تسجيل الاتحاد هدفه الأول، ثم طرد لاعب الأهلي، حمدو الهوني، مروراً باقتحام عدد من المشجعين لأرضية الميدان بعد توقف المباراة، دون تقديم توضيحات رسمية حول إمكانية استئنافها من عدمه، وقد انتقلت حالة الفوضى إلى خارج أسوار الملعب، إذ أُحرقت حافلة نادي الاتحاد، كما أقدم أحد المشجعين على إطلاق الرصاص الحي باتجاه مجموعة من الأنصار.
