
افتتحت معظم الأسواق الخليجية، جلسة اليوم الأحد، على تراجع ملحوظ، في أعقاب الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية رئيسية داخل إيران، ما أجّج المخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة. وبينما سيطرت مشاعر الحذر على المستثمرين، تباينت استجابات المؤشرات الخليجية ما بين تراجعات أولية وتعافٍ نسبي في منتصف الجلسة، مع سعي الأسواق إلى تقييم الأثر المحتمل على الطاقة والاستثمارات.
وشهد المؤشر العام للسوق المالية السعودية (تاسي) تذبذبات حادة في تداولات صباح الأحد، إذ افتتح المؤشر على مكاسب واضحة لامست مستوى 10,720 نقطة عند الساعة 07:15، قبل أن يبدأ في الهبوط التدريجي متأثراً بموجات بيع متتالية حتى بلغ أدنى مستوياته قرابة 10,625 نقطة عند الساعة 07:35. هذا التراجع يعكس القلق الواضح لدى المستثمرين من تداعيات الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في ظل الترقب الحذر لرد طهران المحتمل، إلّا أن المؤشر استعاد بعض توازنه لاحقاً، مغلقاً الفجوة السلبية تدريجياً، ليستقر قرب 10,655 نقطة بحلول الساعة 08:15، مدعوماً بتحسّن نسبي في أسهم القطاعات المصرفية والبتروكيماوية.
وبحسب بيانات منصة تداول، فإن عدد الأسهم المرتفعة بلغ 203 مقابل 39 سهماً متراجعاً، ما يشير إلى تعافٍ جزئي في عمق السوق. وبلغت القيمة المتداولة أكثر من 1.5 مليار ريال سعودي. وتُظهر هذه التحركات أن المستثمرين يتعاملون مع المعطيات المتغيرة لحظة بلحظة، في سوق مفتوحة على كل الاحتمالات الجيوسياسية والاقتصادية، كما يعكس هذا الأداء ترقب المستثمرين لأي تطورات في أسعار النفط أو مستوى الرد الإيراني على الضربة الأميركية، مع احتفاظ السوق بحالة من الحذر رغم بعض التحسن اللحظي.
بورصة قطر تتماسك
وسجلت بورصة قطر أداء مستقراً في منتصف جلسة اليوم الأحد، رغم أجواء التوتر المتزايدة في المنطقة عقب الضربة الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. ووفقاً لبيانات السوق المحدثة حتى الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، ارتفع المؤشر العام بنسبة طفيفة بلغت 0.06% ليصل إلى 10,267.56 نقطة، بزيادة بلغت 6.42 نقاط عن مستوى إغلاق الجلسة السابقة، وتظهر بيانات التداول أن المستثمرين يواصلون نشاطهم بوتيرة متوازنة، إذ بلغ حجم التداول حتى اللحظة 129.89 مليون سهم، بقيمة إجمالية تجاوزت 230.76 مليون ريال قطري، من خلال أكثر من 8,110 صفقات.
وشهدت الجلسة ارتفاع أسعار أسهم 38 شركة، مقابل تراجع أسهم 12 شركة، فيما استقرت أسهم 5 شركات دون تغيير. ورغم المخاوف من اتّساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة، فإن السوق القطرية لم تسجل حتى الآن أي رد فعل حاد، ما يشير إلى حالة من الترقب الحذر في أوساط المستثمرين، بانتظار اتضاح المسار الدبلوماسي أو العسكري للأيام المقبلة.
انخفاض المؤشر العماني
وسجلت بورصة سلطنة عُمان تراجعاً طفيفاً في مستهلّ تعاملات اليوم الأحد، إذ انخفض المؤشر العام للسوق بنسبة 0.26% ليصل إلى مستوى 2,639.64 نقطة، وذلك وفق البيانات الرسمية المحدثة حتى الساعة 11:35 صباحاً بالتوقيت المحلي. ووفقاً لملخص السوق الصادر عن البورصة، بلغ حجم التداول نحو 3.63 ملايين ريال عماني، فيما جرى تداول أكثر من 1.48 مليون سهم عبر 1,127 صفقة، وسجلت 27 شركة انخفاضاً في أسعارها، في مقابل 11 شركة فقط ارتفعت، بينما استقرت أسعار 20 شركة دون تغيير.
وتُظهر هذه البيانات أن السوق تتعامل بحذر شديد مع التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في المنطقة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انعكاسات محتملة على أسعار النفط، التي تُعد محركاً رئيسياً للاقتصاد العُماني، ومن المتوقع أن تواصل السوق تفاعلها الحذر مع المستجدات خلال جلسات الأسبوع، وسط مراقبة عن كثب لأي تطورات جيوسياسية إضافية.
تراجع مؤشر سوق دبي
افتتح مؤشر سوق دبي المالي تعاملات اليوم على تراجع ملحوظ، إذ أظهر الرسم البياني هبوطاً واضحاً بدءاً من الساعات الأولى للتداول حتى الساعة 11:00 صباحاً. ورغم هذا التراجع في المؤشر، تصدرت شركة إعمار العقارية قائمة الشركات الأكثر تداولاً من حيث القيمة، بحجم تداول بلغ 29.5 مليون سهم وبقيمة تجاوزت 366 مليون درهم، مع ارتفاع طفيف في السهم بنسبة 1.224% ليصل إلى 12.40 درهماً، كما سجل سهم بنك الإمارات دبي الوطني تداولاً بقيمة 75.5 مليون درهم، يليه سهم بنك دبي الإسلامي بقيمة تجاوزت 72 مليون درهم، وحققت أسهم شركات ديوا، وطلبات، وسالك تداولات نشطة تجاوزت مجتمعة 211 مليون درهم. ومن المتوقع أن تستمر حالة الحذر والضبابية في التأثير على أداء السوق خلال جلسات الأسبوع، في ظل ترقب المستثمرين لأي تطورات إقليمية إضافية قد تؤثر على حركة رؤوس الأموال والأسواق المالية في الخليج.
مكاسب في الكويت
وأظهرت مؤشرات السوق الكويتية صعوداً ملحوظاً في مستهلّ جلسة اليوم الأحد، رغم تصاعد المخاوف الجيوسياسية عقب الضربات الأميركية على منشآت نووية في إيران، ووفق البيانات الصادرة عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، ارتفع مؤشر السوق الأول بنسبة 0.47% ليصل إلى 8,656.97 نقطة، مدعوماً بمكاسب قوية في القطاعات القيادية، كما قفز مؤشر السوق "رئيسي 50" بنسبة 1.48% ليصل إلى 6,890.39 نقطة، في حين سجل السوق الرئيسي ارتفاعاً بنسبة 1.25% عند مستوى 6,946.45 نقطة، وبلغ مؤشر السوق العام 7,999.10 نقطة، محققاً مكاسب بنسبة 0.60%، ما يعكس حالة من الثقة النسبية لدى المستثمرين رغم المخاطر المحيطة.
وشهدت الجلسة تداولات نشطة، إذ بلغ حجم التداول أكثر من 167.7 مليون سهم بقيمة تجاوزت 48.6 مليون دينار كويتي من خلال 6,253 صفقة، ما يشير إلى توجّه شرائي واضح من المستثمرين في الشركات الكبرى والمتوسطة، وتعكس هذه المؤشرات الأولية قدرة السوق الكويتية على امتصاص جزء من الصدمة الإقليمية، وسط ترقب المستثمرين لتطورات المشهد الأمني في المنطقة وتداعياته على أسعار النفط والسياسات النقدية القادمة.
