
أعلنت الحكومة البريطانية، الجمعة 20 يونيو/حزيران 2025، عن خطط لحظر منظمة “حركة فلسطين” Palestine Action المناصرة لفلسطين وتصنيفها جماعة إرهابية، وذلك بعدما اقتحم اثنان من نشطاء الحركة قاعدة للقوات الجوية الملكية البريطانية في وسط إنجلترا، وألحقا أضراراً بطائرتين تستخدمان في التزود بالوقود والنقل.
وأكدت مصادر في الحكومة البريطانية أن وزيرة الداخلية، إيفات كوبر، تخطط لحظر الحركة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وأنها تُعدّ بياناً وزارياً مكتوباً سيُعرض على البرلمان يوم الاثنين المقبل. وسيُسنّ بعد ذلك من خلال تشريع جديد. وفي حال إقراره، سيكون الانضمام إلى المجموعة غير قانوني.
ووفقاً للقانون البريطاني لمكافحة الإرهاب، سيصبح الانتماء إلى “حركة فلسطين” أو الترويج لها أو رفع شعاراتها أو أعلامها، أمراً يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. كما يُتيح الحظر للسلطات مصادرة أصول الجماعة وأموالها، ويقيد قدرتها على العمل في المملكة المتحدة، بحسب ما ذكره موقع عرب لندن.
ماذا حدث؟
اقتحم اثنان من نشطاء “حركة فلسطين”، الجمعة، قاعدة برايز نورتون الجوية البريطانية في أوكسفوردشير في وسط إنجلترا، ورشّا طلاء أحمر على محركات طائرتين من طراز فوياجر، وأحدثا المزيد من الأضرار باستخدام عتلات.
وقالت الحركة في بيان: “رغم التنديد علناً بالحكومة الإسرائيلية، تواصل بريطانيا إرسال شحنات عسكرية وطائرات استطلاع في أجواء غزة وتزويد الطائرات المقاتلة الأمريكية/الإسرائيلية بالوقود”.
وأضافت الحركة: “بريطانيا ليست متواطئة فحسب، وإنما هي شريك فعال في الإبادة الجماعية في غزة وجرائم الحرب في أنحاء الشرق الأوسط”.
وذكرت الحركة أن الناشطين رشّا أيضاً الطلاء على المدرج وتركا علم فلسطين هناك.
وندّد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بالواقعة ووصفها بأنها “عمل تخريبي مشين”. وقال متحدث باسم ستارمر إن الحكومة تراجع تدابير الأمن في جميع المواقع الدفاعية البريطانية.
وأمر وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، بإجراء تحقيق ومراجعة إجراءات الأمن بشكل عام في القواعد العسكرية في البلاد.
وقال هيلي على منصة إكس: “تخريب طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني أمر غير مقبول على الإطلاق… منزعج للغاية من ذلك وأمرت بإجراء تحقيق ومراجعة الأمن بشكل عام في قواعدنا”.
ماذا قالت الحركة عن قرار الحظر المتوقع؟
بعد ظهور تقارير عن الحظر الوشيك، كتبت “حركة فلسطين” على منصة إكس: “نحن نمثل كل شخص يدافع عن التحرير الفلسطيني. إذا أرادوا حظرنا، فعليهم حظرنا جميعاً”.
وأضافت أنه من “المشين” أن تحظر الحكومة “مجموعة عمل مباشر سلمية”.
We represent every individual who opposes the Israeli war machine.
— Palestine Action (@Pal_action) June 20, 2025
We represent every person that believes Palestinians are worth more than the tools used to kill them.
We represent every person who stands for Palestinian liberation.
If they want to ban us, they ban us all. pic.twitter.com/bEO9zYVwlx
وتُعدّ قاعدة برايز نورتون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مركزاً للنقل الجوي الاستراتيجي البريطاني والتزود بالوقود، بما في ذلك الرحلات الجوية إلى قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص. وقد أجرت القوات الجوية طلعات استطلاعية فوق غزة انطلاقاً من القاعدة القبرصية.
ما هي منظمة “حركة فلسطين” وما هي أهدافها؟
- “حركة فلسطين” هي حركة داعمة لفلسطين في بريطانيا، تأسست عام 2020 على يد هدى عموري، وهي ابنة فلسطيني، وريتشارد برنارد، وهو ناشط يساري.
- تلتزم الحركة بإنهاء المشاركة العالمية في نظام الإبادة الجماعية والفصل العنصري الإسرائيلي، وفق موقعها الإلكتروني.
- تستهدف الحركة، باستخدام أساليب تخريبية، الشركات الداعمة للمجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي، وتسعى إلى منعها من الاستفادة من قمع الفلسطينيين.
- دأبت الحركة على استهداف شركات الدفاع وغيرها من الشركات البريطانية المرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
- تتخذ الحركة إجراءات مباشرة استراتيجية ومستدامة ومركّزة ضد أهداف رئيسية، بهدف تعظيم التشويش على الركائز الأساسية للمجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي.
WE ARE ALL PALESTINE ACTION! pic.twitter.com/2JQLacA8Oh
— Calla (@CallaWalsh) June 20, 2025
ما هي أبرز نشاطات الحركة منذ بدء الحرب على غزة؟
- ديسمبر/كانون الأول 2023: تمكنت الحركة من إقناع شركة “آي أو أسوشيتس” بقطع علاقاتها مع شركة “إلبيت سيستمز” بعد سلسلة من المظاهرات أمام مقراتها.
- مارس/آذار 2024: نجحت حملات “حركة فلسطين” ضد تجارة الأسلحة الإسرائيلية في إغلاق مصنع Elite KL التابع لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية، أبرز الشركات التي تزود جيش الاحتلال بالأسلحة خلال الحرب على غزة.
- وكانت الشركة قد قامت في السابق بتصنيع أنظمة التبريد وإدارة الطاقة للمركبات العسكرية، ولكن تم بيعها بعد أن أعلنت أنها تواجه انخفاض الأرباح وزيادة تكاليف الأمن نتيجة لجهود “حركة فلسطين”.
- أكتوبر/تشرين الأول 2024: بعد حملة استمرت عاماً ضد مقرات البنك، شنتها “حركة فلسطين” وجماعات محلية، باع بنك باركليز البريطاني جميع أسهمه في شركة “إلبيت سيستمز”، حيث كان البنك يمتلك أكثر من 16,000 سهم في شركة الأسلحة الإسرائيلية.
- أبريل/نيسان 2025: أعلنت شركة “دين جروب إنترناشونال”، المُصنّعة للمكونات المعدنية، ومقرها مانشستر، في رسالةٍ إلكترونيةٍ إلى “حركة فلسطين” قطع جميع علاقاتها مع شركة “إنسترو بريسيشن” التابعة لشركة “إلبيت سيستمز” في المملكة المتحدة، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من استهداف الحركة للمجموعة “دين” في حملةٍ مباشرةٍ كشفت عن تواطؤها في إنتاج الأسلحة الإسرائيلية.
أخبار ذات صلة.
