
عربي
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحر أسقطت ثماني طائرات غير مأهولة،أطلقت من إيران، باستخدام منظومة "باراك ماغين" والصاروخ الاعتراضي "لارد"، للمرة الأولى على الإطلاق. ونفذت عمليات الاعتراض سفينة حربية من سلسلة ساعر 6، التي أُعدت في مهمّتها الأصلية لحماية منصات الغاز وممرات الشحن. فما الذي نعرفه عن هذه السفن ومنظومات الاعتراض المجهزة بها؟
الأسطول الثالث: أربع سفن "ساعر 6"
"ساعر 6" المذكورة مجهزّة برادارات متقدّمة ومنظومات دفاعية مختلفة، وفي ديسمبر/كانون الثاني 2023، انتهى المسار التجريبي للسفينة الرابعة والأخيرة من سلستها، بعدما امتد هذا المسار لأكثر من عامين. وتعد سفن ساعر 6 أكبر وأقوى بكثير من السفن الحربية من فئة ساعر 5. وفي حين أن السفينة أكبر حجماً، إلا أنها تظهر على الرادار أصغر حجماً، وذلك بفضل التطوّر في تكنولوجيا التخفي التي تتمتع بها. كل سفينة من السفن الأربع تزن حوالي 2000 طن ومجهزة بـ20 نظاماً، 18 منها إسرائيلية الصنع. وتتضمن الأنظمة نسخة معدلة من نظام "القبة الحديدية" المعروف باسم C-Dome، بالإضافة إلى أنظمة الصواريخ Gabriel V وLRAD التي يمكن أن تسقط صواريخ كروز وصواريخ باليستية.
في خلال الفترة نفسها، أي بعد انتهاء المسار التجريبي، نشرت إسرائيل الأسطول الثالث في مياه البحر الأحمر بهدف تحقيق الحماية من التهديدات القادمة من الجنوب والشرق، فضلاً عن نشر 1000 جندي بحري. ويضم الأسطول الثالث أربعة سفن من نوع ساعر 6 التي صنّعتها شركة ThyssenKrupp Marine Systems - TKMS الألمانية بعد صفقة وقّعتها مع إسرائيل بلغت قيمتها 450 مليون يورو. وبدأت قدرات هذه السفن بالتكشف في الأسبوع الأخير عندما شنّت إسرائيل عدواناً على اليمن باستخدامها.
ما هي منظومة "باراك ماغين"؟
"باراك ماغين" أو البرق الدفاعي هو الوصف الذي يطلق على منظومة الدفاع الجوي "باراك إم إكس"، وهي منظومة من انتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية. بحسب معلومات نشرتها صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية اليوم الاثنين، تُنصب المنظومة التي بيعت لدول مختلفة، من بينها أذربيجان، مقابل 1.2 مليار دولار، على أظهر سفن "ساعر 6" لدعم الرادارات بهدف الكشف والرصد والاعتراض ضد الطائرات الحربية، المروحيات، المسيّرات، الصواريخ المجنحة، صواريخ أرض- جو، وصواريخ أرض- أرض.
تستند المنظومة وفقاً للصحيفة على مركز سيطرة ذكي أثبت نجاعته خلال التجارب؛ حيث يسمح بالدمج بين الصواريخ الاعتراضية المختلفة وهي؛ أولاً الصاروخ الاعتراضي باراك MRAD للمدى القصير يُطلق عمودياً بسرعة عالية جداً، ويلائم التعامل مع التهديدات في مديات حتّى 35 كلم ويحمل رأساً موجهاً ومحركاً أحادي النبض. ثانياً: الصاروخ الاعتراضي "باراك لارد" يُستخدم للمدى المتوسط ويطلق عمودياً بسرعة عالية وهو معد للتعامل مع التهديدات حتى مدى 70 كلم، ويحمل هو الآخر رأساً موجهاً ومحركاً ثنائي النبض. ثالثاً: الصاروخ الاعتراضي باراك ER ويستخدم للمديات الطويلة، ويطلق عمودياً ومزوّد بمحرك مُسرّع ومحرك صاروخي ثنائي النبض فضلاً عن رأس موجه متطور. ويستخدم هذا الصاروخ الاعتراضي لاحباط التهديدات بمديات حتّى 150 كلم. وجميع المحركات المزوّدة بها هذه الصواريخ الاعتراضية هي من تصنيع شركة "تومر" الحكومية الإسرائيلية.
تستند المنظومة وفقاً للصحيفة على مركز سيطرة ذكي أثبت نجاعته خلال التجارب؛ حيث يسمح بالدمج بين الصواريخ الاعتراضية المختلفة وهي؛ أولاً الصاروخ الاعتراضي باراك MRAD للمدى القصير يُطلق عمودياً بسرعة عالية جداً، ويلائم التعامل مع التهديدات في مديات حتّى 35 كلم ويحمل رأساً موجهاً ومحركاً أحادي النبض. ثانياً: الصاروخ الاعتراضي "باراك لارد" يُستخدم للمدى المتوسط ويطلق عمودياً بسرعة عالية وهو معد للتعامل مع التهديدات حتى مدى 70 كلم، ويحمل هو الآخر رأساً موجهاً ومحركاً ثنائي النبض. ثالثاً: الصاروخ الاعتراضي باراك ER ويستخدم للمديات الطويلة، ويطلق عمودياً ومزوّد بمحرك مُسرّع ومحرك صاروخي ثنائي النبض فضلاً عن رأس موجه متطور. ويستخدم هذا الصاروخ الاعتراضي لاحباط التهديدات بمديات حتّى 150 كلم. وجميع المحركات المزوّدة بها هذه الصواريخ الاعتراضية هي من تصنيع شركة "تومر" الحكومية الإسرائيلية.
طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي
إذا كان ما تقدّم هو لمحة عن منظومات الاعتراض المستخدمة في البحر، فإن لإسرائيل كما بات معروفاً منظومات دفاع جوي متعددة الطبقات تحمي بها أجوائها؛ حيث إن مفهوم الدفاع الجوي الذي بلورته إسرائيل على مدى عقود هو متعدّد الطبقات، ويشمل مجموعة من الأنظمة التي تتعامل مع التهديدات المختلفة، وتتسم كل منها في أنماط مختلفة من حيث سرعة الطيران ووقت الطيران والحجم والكتلة والقدرة على المناورة، وهي طبقاً لتقرير نشرته Israel forbes العام المنصرم تأتي على النحو التالي:
أولاً: منظومة "حيتس 3" أو السهم 3، وتعرف بكونها الطبقة العليا والأبعد. صممت لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي على ارتفاع عشرات الكيلومترات وعلى مسافة مئات الكيلومترات من إسرائيل. سجّلت هذه الطبقة أول اعتراض عملياتي لها خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وذلك عندما اعترضت بنجاح صاروخاً أطلقه الحوثيون من اليمن، على مسافة نحو 1600 كيلومتر من إيلات. ما يميّز هذه المنظومة هو أنها الوحيدة التي يصيب فيها الصاروخ التهديد إصابة مباشرة (حديد ضد حديد) وليس عبر إحداث إنفجار بالقرب من التهديد لإسقاطه.
ثانياً: منظومة "حتيس 2" وهي الطبقة التي تتعامل مع التهديدات الباليستية التي تطلق من مدى مئات إلى نحو 1500 كيلومتر. وفي العام 2017، نجحت هذه المنظومة أوّل مرة عندما اعترضت صاروخاً مضاداً للطائرات من نوع "إس-200" أطلق من سورية، كما اعترضت بنجاح صواريخ عدّة خلال الحرب المتواصلة وفي مقدمتها الصواريخ اليمينة.
ثالثاً: منظومة "مقلاع داود" (وتعرف أيضاً باسم العصا السحرية) وتعد هذه المنظومة الطبقة الثالثة من حيث الترتيب ووظيفتها التعامل مع الصواريخ الثقيلة وبعيدة المدى 150-200 كيلومتر، وكذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية المتوسطة. حققت هذه المنظومة نجاحها العملياتي الأوّل في مايو/أيار عام 2023 عندما أطلقت المقاومة من غزة صاروخاً على تل أبيب. ومنذ اندلاع الحرب المتواصلة على القطاع، دأب جيش الاحتلال على استخدام هذه المنظومة ضد صواريخ أطلقتها حماس وحزب الله.
رابعاً: منظومة "القبة الحديدية"، وتعد هذه المنظومة الطبقة الرابعة من حيث ترتيب طبقات الدفاع الجوي وهي معدّة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى على ارتفاعات منخفضة، وقد اعترضت هذه المنظومة آلاف الصواريخ في الحرب الحالية وقبلها.
خامساً: منظومة الليزر وتعد هذه المنظومة الطبقة الخامسة والأدنى وتستخدم لاعتراض تهديدات صغيرة مثل صواريخ قصيرة المدى، كالقذائف الصاروخية والطائرات المسيرة، إلى جانب أنظمة التشويش الإلكترونية للسيطرة على الطائرات المضادة للسفن.
تعمل هذه المنظومات بشكل متكامل في محاولة لتعزيز النجاح في الاعتراض، وخصوصاً منظومتي "حيتس 3"، و"حيتس 2"؛ ففي حال لم تنجح الأولى في اعتراض صاروخ باليستي خارج الغلاف الجوي، تحاول الثانية اعتراضه خلال الوقت المتبقي لسقوطه وإصابته هدفه.
وإلى جانب هذه المنظومات، نشرت الولايات المتحدة في إسرائيلن منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بمديات تبدأ من 1000 كم وصولاً إلى 5000 كم. وهي كما يُشير إسمها "منظومة دفاع جوي صاروخي للمناطق شاهقة الإرتفاع"؛ إذ أُعدت لتتعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه، وقد طوّرتها شركة Lockheed Mart التابعة للجيش الاميركي، وفي حين أن صواريخ هذه المنظومة غير مجهزة برؤس متفجّرة، تعتمد بشكل رئيس على تدمير الصواريخ الباليستية من خلال الاصطدام المباشر بغية تقليل الأضرار الجانبية لعملية التصدّي.
فضلاً عمّا سبق، تتمتع منظومة ثاد برادار قوي لاكتشاف الصواريخ والطائرات من جميع الأنواع وتعقّبها على مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، بالإضافة إلى قدرته على كشف التهديد وإطلاق التحذير قبل 13 إلى 15 دقيقة من الوصول إلى الهدف، حيث يمكن للرادار تعقّب الهدف على مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، ويسمح بإطلاق صاروخ اعتراضي لمسافة 200 كيلومتر وعلى ارتفاع يصل إلى 150 كيلومتراً.
ثانياً: منظومة "حتيس 2" وهي الطبقة التي تتعامل مع التهديدات الباليستية التي تطلق من مدى مئات إلى نحو 1500 كيلومتر. وفي العام 2017، نجحت هذه المنظومة أوّل مرة عندما اعترضت صاروخاً مضاداً للطائرات من نوع "إس-200" أطلق من سورية، كما اعترضت بنجاح صواريخ عدّة خلال الحرب المتواصلة وفي مقدمتها الصواريخ اليمينة.
ثالثاً: منظومة "مقلاع داود" (وتعرف أيضاً باسم العصا السحرية) وتعد هذه المنظومة الطبقة الثالثة من حيث الترتيب ووظيفتها التعامل مع الصواريخ الثقيلة وبعيدة المدى 150-200 كيلومتر، وكذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية المتوسطة. حققت هذه المنظومة نجاحها العملياتي الأوّل في مايو/أيار عام 2023 عندما أطلقت المقاومة من غزة صاروخاً على تل أبيب. ومنذ اندلاع الحرب المتواصلة على القطاع، دأب جيش الاحتلال على استخدام هذه المنظومة ضد صواريخ أطلقتها حماس وحزب الله.
رابعاً: منظومة "القبة الحديدية"، وتعد هذه المنظومة الطبقة الرابعة من حيث ترتيب طبقات الدفاع الجوي وهي معدّة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى على ارتفاعات منخفضة، وقد اعترضت هذه المنظومة آلاف الصواريخ في الحرب الحالية وقبلها.
خامساً: منظومة الليزر وتعد هذه المنظومة الطبقة الخامسة والأدنى وتستخدم لاعتراض تهديدات صغيرة مثل صواريخ قصيرة المدى، كالقذائف الصاروخية والطائرات المسيرة، إلى جانب أنظمة التشويش الإلكترونية للسيطرة على الطائرات المضادة للسفن.
تعمل هذه المنظومات بشكل متكامل في محاولة لتعزيز النجاح في الاعتراض، وخصوصاً منظومتي "حيتس 3"، و"حيتس 2"؛ ففي حال لم تنجح الأولى في اعتراض صاروخ باليستي خارج الغلاف الجوي، تحاول الثانية اعتراضه خلال الوقت المتبقي لسقوطه وإصابته هدفه.
وإلى جانب هذه المنظومات، نشرت الولايات المتحدة في إسرائيلن منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بمديات تبدأ من 1000 كم وصولاً إلى 5000 كم. وهي كما يُشير إسمها "منظومة دفاع جوي صاروخي للمناطق شاهقة الإرتفاع"؛ إذ أُعدت لتتعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه، وقد طوّرتها شركة Lockheed Mart التابعة للجيش الاميركي، وفي حين أن صواريخ هذه المنظومة غير مجهزة برؤس متفجّرة، تعتمد بشكل رئيس على تدمير الصواريخ الباليستية من خلال الاصطدام المباشر بغية تقليل الأضرار الجانبية لعملية التصدّي.
فضلاً عمّا سبق، تتمتع منظومة ثاد برادار قوي لاكتشاف الصواريخ والطائرات من جميع الأنواع وتعقّبها على مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، بالإضافة إلى قدرته على كشف التهديد وإطلاق التحذير قبل 13 إلى 15 دقيقة من الوصول إلى الهدف، حيث يمكن للرادار تعقّب الهدف على مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، ويسمح بإطلاق صاروخ اعتراضي لمسافة 200 كيلومتر وعلى ارتفاع يصل إلى 150 كيلومتراً.
ولئن كانت هذه المنظومات التي تدخل في مفهوم طبقات الدفاع الجوي مثالاً على التقدّم التكنولوجي والتطوّر الذي حققته إسرائيل على مدى سنوات طويلة، إلا أنه، باعتراف كبار المسؤولين العسكريين والخبراء، لا تحقق هذه المنظومات نجاحاً بنسبة 100%، وقد قدّمت المواجهة بين إيران وإسرائيل التي صعّدتها الأخيرة منذ أيام مثالاً حياً على ذلك، إذ نجحت الصواريخ الإيرانية في اختراق طبقات الدفاع الجوي وأحدثت دماراً لم يعهده الإسرائيليون في تاريخهم، خصوصاً حين نجحت في تدمير أبنية شاهقة فضلاً عن إحداث قُطْر تدميري في المدن المركزية مثل تل أبيب وحيفا وبيتح تكفا وغيرها، وضربت منشآت حساسة مثل منشأة البتروكيماويات في خليج حيفا، في مشاهد نقلتها شاشات التلفزة بالبث المباشر.
