
مع تصاعد وتيرة القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، يدور في الأذهان سؤال كبير حول قدرة إيران على الاستمرار في هذه الحرب، وإمكانية عودتها لطاولة المفاوضات، وخياراتها في مواجهة تل أبيب خصوصاً في حال قامت الأخيرة بالتصعيد أو في حال اشتراك الولايات المتحدة في الحرب.
وللإجابة على هذا السؤال، تواصل “عربي بوست” مع عدد من المصادر الإيرانية المطلعة للكشف عما حدث في إيران منذ انطلاق الهجوم الإسرائيلي مروراً بحالة الارتباك والخلاف الدائر حول طبيعة الرد الإيراني، وأخيراً طبيعة الخيارات أمام طهران في حال استمرار الحرب.
في الساعات الأولى من صباح يوم 13 يونيو/حزيران 2025، شنّت إسرائيل هجوماً جوياً واسع النطاق على أهداف عسكرية ونووية متعددة داخل إيران. واستهدفت الغارات الإسرائيلية، التي أطلقت عليها تل أبيب اسم “الأسد الصاعد”، كبار القادة العسكريين، وعلماء نوويين في إيران، وبنية تحتية عسكرية، ومنشآت لتخزين الصواريخ الباليستية الإيرانية.
كانت إيران قبل الهجوم الإسرائيلي تتحضّر للذهاب إلى الجولة السادسة من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وبحسب المصادر التي تحدّثت لـ”عربي بوست”، استقبل القادة الإيرانيون التهديدات الإسرائيلية التي سبقت الهجوم، وسحب واشنطن موظفي سفاراتها غير الأساسيين من عدة دول خليجية، بهدوء، معتقدين أنها محاولة من واشنطن للضغط على طهران للموافقة على المقترح الأمريكي الذي سبق أن قدّمه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، ورئيس الوفد المفاوض الأمريكي.
وبعد الهجوم متعدد الطبقات، ارتبكت طهران، وظلّت القيادات العسكرية والسياسية لساعات غير قادرة على التواصل مع بعضها البعض، بحسب المصادر التي تحدّثت لـ”عربي بوست”. وبحلول الليل، قررت طهران “الانتقام”، على حد وصف مصدر عسكري من الحرس الثوري الإيراني تحدّث لـ”عربي بوست”، والتخلي عن الصبر الاستراتيجي، وقامت بالهجوم على تل أبيب.
وحتى يومنا هذا، ما زال البلدان يتبادلان الضربات، التي اتسع نطاقها لتشمل البنية التحتية الاقتصادية لكلٍّ من طهران وتل أبيب، ومصافي النفط، ومراكز الطاقة. ويتوعّد المسؤولون الإسرائيليون بحرق طهران واستمرار الهجوم المتبادل لأسابيع. لذلك، في هذا التقرير، سنحاول من خلال المصادر الإيرانية المطلعة، التعرّف على خيارات طهران في هذه الحرب، وما هي خططها للمستقبل القريب.
“الأولوية كانت حماية خامنئي”
يصف مسؤول عسكري في الحرس الثوري الإيراني، لـ”عربي بوست”، الدقائق التي تلت الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنها كانت “كابوساً لم تفق منه طهران حتى الآن”، ويقول: “ارتبك الجميع، وحتى بعد مرور ساعة على انتهاء الهجوم الإسرائيلي، لم نكن نعرف جيداً من الذي قُتل ومن الذي عاش. كان الجميع في منازلهم تقريباً” (إشارة إلى القادة العسكريين). “كان للغدر وقع شديد علينا جميعاً”.
وفي السياق نفسه، يقول مصدر من مكتب خامنئي، ومقرّب من مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى الإيراني الذي يدير مكتب والده بشكل غير علني، لـ”عربي بوست”: “في أثناء الهجوم، اعتقد كثير من القادة أن إسرائيل ستغتال خامنئي كما فعلت مع حسن نصرالله، وكانت الأولوية حماية خامنئي بأي شكل من الأشكال”.
وبحسب المصدر ذاته، تم تغيير جميع الأشخاص المكلفين بحماية المرشد الأعلى وعائلته، ونقله إلى مكان غير معلوم إلا لعدد قليل من الأفراد الموثوق بهم. ولم يُفصح المصدر عن المزيد من الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية المرشد الأعلى لإيران، لكنه أشار إلى أنه تم وضع عدد من أفراد حمايته تحت الاحتجاز المؤقت لحين التأكد من ولائهم كإجراء احترازي.
ساعتان من الصراع الداخلي
برّرت إسرائيل الهجمات على إيران بأنها ضربات ضرورية استباقية لحماية إسرائيل من التهديد النووي الإيراني، خاصة بعد التقارير الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أعربت فيها عن قلقها إزاء توسّع البرنامج النووي الإيراني.
لكن داخل إيران، ألقى بعض القادة العسكريين والسياسيين المحافظين والمتشددين باللوم على حكومة پزشكيان والمعتدلين والإصلاحيين، لقبولهم التفاوض مع الولايات المتحدة، واعتبروا أن هذا التفاوض كان مجرد خطة لخداع طهران لتقوم إسرائيل بضربها بشكل مفاجئ.
يقول مصدر سياسي أصولي، مقرّب من دوائر صنع القرار في إيران ومعارض للتفاوض مع الولايات المتحدة، لـ”عربي بوست”: “ترامب أراد إقناع المؤيدين للتفاوض معه في إيران بأن المفاوضات ستحميهم من الهجمات الإسرائيلية، وفي وقت لن تكون فيه طهران مستعدة لأي هجوم عسكري، بل كان الفريق المفاوض يستعد للذهاب إلى طاولة المفاوضات، هاجمتنا إسرائيل، ونجحت خطة ترامب ونتنياهو”.

ويؤكد المصدر ذاته قناعاته هذه، قائلاً: “قبول التفاوض مع ترامب كان خطأً فادحاً، وهو السبب فيما وصلنا إليه الآن. قلنا مراراً وتكراراً: لا يمكن الوثوق بواشنطن، وخاصة ترامب، ولكنهم رفضوا (في إشارة إلى حكومة پزشكيان)”.
وأشار المتحدث إلى أنه بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي على إيران في أول يوم، كان هناك صراع داخلي عصيب بين العديد من القادة العسكريين والسياسيين. وقال المصدر ذاته لـ”عربي بوست”: “في الاجتماع العاجل الذي دعا إليه خامنئي، حضر العديد من القادة العسكريين والسياسيين وبزشكيان وعباس عراقجي، لمناقشة ما حدث، ووضع خطط للتصرف سريعاً، ولكن الأمر امتد لساعتين من تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم كل طرف على الآخر”.
ويشرح المصدر ذاته، والمطلع على هذا الاجتماع، سبب الصراع المذكور، فيقول لـ”عربي بوست”: “كان پزشكيان وعراقجي يرون أن على طهران التفكير ملياً قبل الرد على الهجوم الإسرائيلي، وكانوا يعتقدون أن ما فعلته إسرائيل محاولة للضغط على إيران لإفشال المفاوضات، ولابد على طهران إحباط تلك الخطط الإسرائيلية”.
وأضاف المصدر ذاته قائلاً: “بينما رأى عدد من القادة العسكريين والسياسيين المحافظين أنه لا بد من حصر الخسائر بشكل مبدئي في أقصر وقت، لتجهيز رد انتقامي شديد على إسرائيل”.
وبحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ”عربي بوست”، انتهى الاجتماع بطلب خامنئي تقارير مبدئية عن آثار الهجوم الإسرائيلي، وخطط الحرس الثوري والجيش الإيراني للرد على إسرائيل. وبعد عدة ساعات، واجتماع منفرد بين خامنئي وقائد كبير في الحرس الثوري لم توافق المصادر على الإفصاح عن اسمه، تم اتخاذ قرار بـ”الانتقام من تل أبيب”.
ويقول المصدر العسكري من الحرس الثوري الإيراني إن من ضمن أسباب تأخر الرد الإيراني في نفس اليوم هو الأضرار التي لحقت بمنشآت وصوامع تخزين الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى محاولات إصلاح منظومة الدفاع الجوي في وقت قياسي.
بعد الرد الانتقامي.. بماذا تفكر القيادة الإيرانية؟
تتبادل طهران وتل أبيب الهجمات المميتة، وقد شهدت طهران في اليومين الماضيين هجمات إسرائيلية عنيفة على مطارات عسكرية، ومصانع البتروكيماويات، ومصانع إلكترونيات يُستخدم جزء من إنتاجها في صناعة الصواريخ الإيرانية، واستهداف خطوط المياه، واستهداف المباني السكنية في العاصمة طهران، واستخدام سيارات متفجرة في استهداف قادة عسكريين من الصف الثاني في الحرس الثوري والجيش، بحسب المصادر التي تحدثت لـ”عربي بوست”.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لـ”عربي بوست”: “قامت إسرائيل باغتيال رئيس استخبارات الحرس الثوري ونائبه عن طريق استخدام سيارة مفخخة، وعلى الرغم من تغيير كافة الخطط الأمنية لحماية القادة العسكريين، إلا أن حجم تواجد عملاء الموساد داخل إيران أكثر مما نتوقع”.
وعلى ذكر عملاء الموساد المتواجدين داخل طهران والذين ساعدوا تل أبيب في هجومها الكبير في 13 يونيو/حزيران على إيران، يقول المسؤول الأمني الإيراني لـ”عربي بوست”: “التحقيقات الأولية تشير إلى وجود عدد ليس بالقليل من الإيرانيين الذين يعملون لصالح الموساد منذ سنوات، وعدد ممن تم إلقاء القبض عليهم في اليومين الماضيين لديه أقارب من الدرجة الثانية أو الثالثة يعملون في الحرس الثوري”.
ومع احتمالية استمرار الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران لعدة أيام أو أسابيع أخرى، تواجه طهران معضلة استراتيجية لا يوجد لها مخرج سهل في نظر القادة الإيرانيين حتى الآن، خاصة مع تسبب الهجمات الإسرائيلية في وقوع خسائر مادية وبشرية، واتجاه إسرائيلي لزيادة استهداف المدنيين الإيرانيين.
يقول الباحث السياسي والأكاديمي مجتبى مجيد، المقرّب من دوائر صنع القرار في طهران، لـ”عربي بوست”: “لا شك أن الهجوم الإسرائيلي فاجأ القيادة الإيرانية وأربكها، وكانت لحظة اختيار القرار بين رد تقليدي كما حدث في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول، ورد واسع النطاق، لحظات صعبة على القيادات الإيرانية. الرد التقليدي، أو الصبر الاستراتيجي كما يُطلق عليه، كان سيضع إيران في خطر مصير حزب الله”.
ويقصد مجيد بالرد التقليدي، الهجمات المحدودة والمُقيدة التي قامت بها إيران ضد إسرائيل في شهري أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول عام 2024.
ويضيف حميدي قائلاً لـ”عربي بوست”: “لكن هذه المرة لن تنجو إيران إلا من خلال رد ساحق، لاستعادة قوتها وتوازنها أمام إسرائيل، ولكن هل ستستمر طهران في تبادل الهجمات الموسعة مع إسرائيل؟ هذا هو السؤال الأهم”.
في السياق نفسه، يرى المصدر العسكري من الحرس الثوري الإيراني أن إيران لديها القدرة على إدارة الصراع مع إسرائيل لفترة طويلة من الوقت، ولكن الأمر سيكون صعباً، فيقول لـ”عربي بوست”: “تستطيع إيران الصمود إذا اختارت هذا المسار. لدينا مخزونات كافية من الصواريخ والمسيّرات، وسيزيد إنتاجها، وسيتم إصلاح المنشآت النووية المتضررة من الهجمات الإسرائيلية، ولكن لا يرغب كثيرون في إيران في اتباع هذا المسار، لأنه سيزيد من الضغوط على البلاد، ويستنزف مواردها، وسنجد أنفسنا أمام ضغوطات داخلية واجتماعية سيكون من الصعب احتواؤها في مثل هذه الأوقات”.
أما الخيار الثاني الذي أشارت إليه المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ”عربي بوست” في هذا التقرير، فينطوي على فكرة قبول التسوية ووقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، يقول المصدر السياسي من المعسكر الأصولي لـ”عربي بوست”: “مسار التسوية غير مرحّب به الآن لدى القيادة الإيرانية، لأنه سيعرض خامنئي لانتقاد شديد من قبل الدوائر المحافظة التي ترى أن على إيران استكمال صراعها إلى النهاية مع إسرائيل”.
وأضاف المصدر ذاته قائلاً: “هناك أنصار لهذا المسار بالتأكيد، وعلى رأسهم الرئيس بزشكيان، ولكن الجميع يعلم أن اختيار مثل هذا الاتجاه حالياً سيزيد من الصراع السياسي الداخلي في طهران، وسيؤدي إلى المزيد من الانقسامات الداخلية”.
وعلى الجانب الآخر، يرى مسؤول حكومي معتدل ومقرّب من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه إذا عُرض على إيران عرض للتسوية وإنهاء الصراع يرضي القيادة الإيرانية، فسيكون من الأفضل قبوله، فيقول لـ”عربي بوست”: “هناك من يرى في هذا الصراع فائدة من الممكن استغلالها”.
وأضاف: “أرسل ترامب رسالة إلى طهران يعرض فيها استكمال المفاوضات مقابل إرغام إسرائيل على تخفيف حدّة الهجمات إلى حين التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، وكانت هذه فرصة رائعة لجلوس إيران على طاولة المفاوضات بموقف أقوى، وكانت تستطيع طهران انتزاع المزيد من التنازلات من الجانب الأمريكي بعد العدوان الإسرائيلي على بلادنا، لكن القيادة الإيرانية العليا والقيادات العسكرية رفضوا هذا العرض”.
وأضاف المصدر ذاته قائلاً: “أرى أن هذا الرفض سيستمر لبعض الوقت، ولكن في مرحلة ما، سيلجأ الجميع في إيران إلى التسوية السلمية والتوصل إلى وقف إطلاق النار. عندما تزيد إسرائيل من استهدافها للبنية التحتية الاقتصادية الإيرانية والنووية، وتزيد من استهدافها للمدنيين، ويبدأ الإيرانيون في التذمر، لن يكون هناك حل أمام الجميع سوى التهدئة، خاصة بعد أن أثبتت إيران أنها قادرة على الوقوف في وجه إسرائيل”.

التهديد النووي وتوسع الحرب
وتحدثت المصادر الإيرانية أيضاً عن خيارات التهديد النووي المطروحة أمام طهران في حال توسع الحرب. يقول المصدر السياسي المقرب من دوائر صنع القرار في طهران لـ”عربي بوست”: “هناك سيناريو أشد قتامة تستعد له إيران، وهو توسع الحرب وانضمام الولايات المتحدة لدعم إسرائيل، حينها سيكون من الضروري التفكير في الخيارات النووية المتاحة لنا”.
وبحسب المصدر، فإن طهران تضع في توقعاتها احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية ضد طهران، ويقول مجتبى مجيد لـ”عربي بوست”: “كان نتنياهو يقوم بإقناع ترامب بأن الأمور مهيأة لواشنطن لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض، بعد أن تقوم إسرائيل باستهداف العديد من البنى التحتية العسكرية في إيران، ومن المرجّح أن يوافق ترامب، خاصة إذا رفضت طهران عروضه المحتملة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وتجادل المصادر التي تحدثت لـ”عربي بوست” بأن في حالة توسع الحرب وانضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل ضد إيران، فسيكون من الضروري اللجوء إلى الخيارات النووية لصد العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
ويقول مجتبى مجيد، المحلل السياسي المقرب من القيادة الإيرانية، لـ”عربي بوست”: “يفكر القادة الإيرانيون في إجراء تجربة نووية أو أكثر لتحقيق الردع النووي ضد إسرائيل وأمريكا. حتى لو لم تنضم واشنطن إلى إسرائيل واستمرت الأخيرة في حربها ضد إيران، سيكون من الضروري ردعها نووياً في وقت من الأوقات، كما تضغط الكثير من الدوائر المحيطة بالنظام على خامنئي لخروج إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وعدم التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً”.
ويعلق مجيد علي مسألة الردع النووي قائلاً “تلقى الفكرة صدى لدى الكثير من الأوساط السياسية في إيران خاصة الأصولية، ولما لا فنحن نمتلك كميات من اليورانيوم المخصب ومعرفة نووية، ويمكن اللجوء إلى الردع النووي في حال تعرضنا للتهديد الخطير”.
لكن من المرجح أن تُكثف إسرائيل ضرباتها ضد المنشآت النووية الإيرانية مستهدفة منشآت تخزين أجهزة الطرد المركزي ومعامل الأبحاث النووية لتعطيل إيران عن اللجوء إلى الخيارات النووية التي تحدثت عنها المصادر.
وفي هذا الصدد، يقول خبير عسكري مقرب من الحرس الثوري الايراني، لـ”عربي بوست”، “المشكلة أن الخيارات كلها صعبة، فإذا كثفت إسرائيل ضرباتها ضد المنشآت النووية سنحتاج إلى وقت لإعادة ترميمها والوقت سيكلفنا المزيد من الخسائر المادية والبشرية، كما أن اللجوء إلى إجراء تجربة أو تجربتين نووية لردع إسرائيل وامريكا سيؤدي إلى المزيد من الإدانات الدولية لطهران، وقلق الجيران العرب، وفقدان دعمهم”.
وأضاف المصدر ذاته قائلاً “كما أن خيار التسوية صعب تقبله بين الأوساط السياسية والعسكرية، وصعب علي خامنئي إقناع قاعدة دعمه به، أما بالنسبة للصمود والاستمرار في مسار التصعيد هذا أيضاً مكلف وسيأتي عند وقتا ما ولن تستطيع إيران تحمل تكاليفه”.
ولكن يُرجح الخبير العسكري المقرب من الحرس الثوري، أن تستمر طهران في صراعها الحالي مع إسرائيل لفترة من الوقت، ومن الممكن أن تقبل في نهاية المطاف بتسوية مُرضية، فيقول لـ”عربي بوست”، “في الأيام المقبلة ستزيد طهران من وطأة الهجمات على إسرائيل، وستركز على استهداف البنية التحتية الاقتصادية لإسرائيل، في لإثبات أن طهران تتمتع أيضاً بقدرات عسكرية كامنة، ولتحقيق الردع وفي مرحلة لاحقة إذا تم تقديم عرض مُرضي لإيران من الممكن أن تفكر به بعد أن تكون قد استعادت توازنها أمام إسرائيل”.
أخبار ذات صلة.
