الحوثيون يرفعون الجاهزية والقوات الدولية تستنفر لتأمين الممرات
عربي
منذ 7 ساعات
مشاركة

ألقت المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران بظلالها العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية على العالم، خصوصاً على منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وفي طليعتها الأوضاع في اليمن وجواره الإقليمي، لا سيما مع تحسب لتوسّع انخراط جماعة الحوثيين في الحرب ضد إسرائيل، عبر أكثر من جبهة، بما في ذلك إمكانية أن يستخدم الحوثيون سلاح الممرات البحرية الحيوية لنقل الطاقة والتبادل التجاري.
مع العلم أن المواجهة بين الجماعة وتل أبيب بقيت، حتى أول من أمس السبت، في الليلة الثانية من تبادل الهجمات الإسرائيلية الإيرانية، بحدود المواجهة المستمرة منذ نهاية 2023 إسناداً لغزة، ورداً على القصف الأميركي لمواقع في اليمن. فقد تبنى الحوثيون استهداف تل أبيب بعدة صواريخ باليستية بالتنسيق مع إيران، وسط تقارير تحدثت عن محاولة إسرائيل اغتيال رئيس أركان قوات الحوثيين، محمد الغماري.

طيران متعدد الجنسيات فوق اليمن

وكشفت مصادر عسكرية يمنية في قيادة الجيش الوطني، التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لـ"العربي الجديد"، أنها "رفعت مستوى الجاهزية، وتعمل على تأمين السواحل، وتراقب الوضع بحذر شديد، بما في ذلك التحركات الجارية في البحر من قبل القوات الدولية لمراقبة تحركات جماعة الحوثيين". وأكدت المصادر نفسها أن "طيراناً متعدد الجنسيات يخترق يومياً الأجواء اليمنية، ويركز على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والسواحل اليمنية، من شرق البلاد إلى غربها". كما تشمل هذه المناطق تلك "الواقعة تحت سيطرة الجماعة على البحر الأحمر، أو الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للحكومة المعترف بها في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي".

حسين الآنسي: الطيران الحربي الأجنبي في الأجواء اليمنية لمراقبة أنشطة الحوثيين

من جانب آخر، أوضح الضابط في الجيش الوطني، حسين الآنسي، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الأجنبي الذي يدخل الأجواء اليمنية تكثف منذ يومين قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران". وأضاف أن ذلك "يأتي ضمن تحركات عسكرية متعددة الجنسيات، سواء التابعة لقواعد في اليمن أو دول القرن الأفريقي، أو تلك التي أصبحت تنشر قواتها في البحر، تحت ذريعة تأمين باب المندب، لضمان استمرار تدفق النفط عبر المضيق، وكذلك استمرار وقف الصراع في هذا الجزء الحيوي من العالم". وتركيز هذه التحركات العسكرية للطيران الحربي الأجنبي في الأجواء اليمنية، وفق الآنسي، منصب "على مراقبة واستطلاع تحركات وأنشطة الحوثيين والجماعات المتطرفة، بهدف منع إيران من توسيع نطاق الحرب، ما يُثير قلق الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب إسرائيل".

وأضاف أنه بحسب المعلومات الاستخباراتية المتوافرة للجيش الوطني، "رفع الحوثيون مستوى التأهب العسكري، بما في ذلك جاهزية أسلحتهم وقدراتهم، وعلى رأسها أنظمة الدفاع الجوي، تحسباً لهجوم مفاجئ قد يطاولهم ضمن الضربة التي تنفذها إسرائيل ضد إيران". ويجري ذلك "وسط رفع الجاهزية في محيط باب المندب، ومراقبة دائمة لهذا الممر البحري والبحار اليمنية، استناداً إلى معلومات ملاحية حصل عليها الجيش اليمني بفضل التنسيق مع القوات الدولية المنتشرة في المنطقة".

مخاوف من انفجار عسكري كبير

في غضون ذلك، قال مصدر سياسي يمني، ودبلوماسيان أحدهما يمني والآخر غربي، لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة "على شفا انفجار عسكري كبير، وسط مخاوف إقليمية ودولية من أن أي توسع في الحرب بين إسرائيل وإيران قد يُخرج الأوضاع عن السيطرة". كما هناك احتمال "عودة الصراع إلى البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، إذا ما قررت إيران، ومعها الحوثيون، استخدام الممرات البحرية الحيوية في هذا الصراع، خصوصاً بعد التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، وإمكانية توجيه الحوثيين لاستهداف مضيق باب المندب". وبحسب المصادر، فإن هذه المخاوف دفعت العديد من الدول الغربية والإقليمية، منذ البداية، إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، ورفع درجة الجاهزية في قواعدها باليمن ودول القرن الأفريقي. كما عززت الأساطيل والسفن الحربية في البحر الأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي، حيث تُراقب كل تحركات الحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى.

دبلوماسي أوروبي: دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عززت قواعدها في الشرق الأوسط

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن "الدول الكبرى، والاتحاد الأوروبي، يدركون أن جماعة الحوثيين تمثل آخر أذرع إيران النشطة في المنطقة، وإن طهران تراهن عليهم في معركتها لتوسيع نطاق الحرب، وإعادة إشعال الصراع في هذه المنطقة الحساسة، والزج باليمن من جديد في دوامة العنف". لذلك، تسعى دول غربية وإقليمية، وفق الدبلوماسي الأوروبي، إلى الحيلولة "دون انزلاق الأوضاع عسكرياً في مضيقي هرمز وباب المندب، من خلال انتشار عسكري متعدد الجنسيات، وعبر قوات دولية مشتركة، بهدف تأمين خطوط التجارة ونقل الطاقة، والتصدي لأي محاولات إيرانية مباشرة أو غير مباشرة عبر الحوثيين. وأشار إلى أن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عززت قواعدها في الشرق الأوسط، خصوصاً في القرن الأفريقي، وأرسلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة خلال اليومين الماضيين.

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام بريطانية، أول من أمس، مثل "بي بي سي" و"ذا غارديان"، بأن المملكة المتحدة أرسلت تعزيزات وقوات إضافية إلى الشرق الأوسط، تحسباً لأي تطورات في الصراع بين إيران وإسرائيل. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للصحافيين، أول من أمس، قبل توجهه إلى اجتماع دول مجموعة السبع في كندا، إن بلاده بدأت بنقل "أصول إلى المنطقة، منها طائرات مقاتلة، وذلك لتقديم الدعم في حالات الطوارئ في المنطقة". كذلك أوضح متحدث باسم ستارمر، أن طواقم الطائرات بدأت استعداداتها للانتشار صباح الجمعة الماضي، عندما اتضح أن الوضع في المنطقة يتدهور. وأضاف أنه جرى نشر المزيد من طائرات التزود بالوقود من قواعد بريطانية، موضحاً أن إرسال الطائرات المقاتلة سيتواصل.

الحوثيون مستمرون بالهجمات

وسط تبادل الهجمات الإسرائيلية الإيرانية، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصور صباح أمس الأحد، تنفيذ "عملية عسكرية استهدفت أهدافاً حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب)". وأوضح أن "العملية نُفذت بعدد من الصواريخ الباليستية الفرط صوتية نوع فلسطين2، خلال الـ24 ساعة الماضية"، مشيراً إلى أنها "تناسقت مع العمليات التي ينفذها الجيش والحرس الثوري الإيراني، وحققت أهدافها بنجاح". كما جدد سريع "العهد والوعد مع أبناء غزة ومقاتليها حتى وقف العدوان (الإسرائيلي) ورفع الحصار عنها". وفي وقت سابق، أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تأييده الكامل للرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، متوعداً في كلمة متلفزة، أول من أمس، تل أبيب بـ"حرب مفتوحة".

لم ينف الحوثيون أو يؤكدوا اغتيال محمد الغماري

على الجهة المقابلة، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أول من أمس، تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق عقب إطلاق صواريخ من إيران واليمن. وفي خضم المواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب، مساء أول من أمس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً محاولاً اغتيال قيادي حوثي كبير. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "سلاح الجو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية في اليمن استهدفت مسؤولاً في مليشيا الحوثي ويتم فحص نتائجها". كذلك نقل موقع أكسيوس الأميركي، عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "العملية استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين، محمد الغماري". لكن لم يصدر الحوثيون أي تعليق رسمي لتأكيد أو نفي مقتل الغماري. وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إن انفجاراً دوى في منطقة حدة، جنوبي صنعاء، استهدف اجتماعاً سرياً لقيادات عسكرية في جماعة الحوثيين على رأسها الغماري، مشيرة إلى أن الجماعة سارعت إلى فرض طوق أمني حول منطقة الانفجار، في ظل تكتم شديد على المعلومات. ويعد الغماري الشخصية الثانية في الجماعة، ويشغل منصبه منذ 2016.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية