زهراء الدحنون.. أقعدتها رصاصة في غزة وغيّب الاحتلال زوجها في سجونه
عربي
منذ 10 ساعات
مشاركة

وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً، تختصر حكاية المرأة الفلسطينية الشابة زهراء الدحنون ويلات العدوان؛ وهي التي أُصيبت برصاصة أقعدتها، فيما تواجه ظروفاً معيشية قاسية منذ اعتقال قوات الاحتلال زوجها مجدي الدحنون لتبقى وحيدة في مواجهة الألم والمعاناة.

وتعاني زهراء، إلى جانب الأوضاع المعيشية المأساوية التي فرضتها الحرب في قطاع غزة حيث المخاطر والتجويع، من غياب الرعاية الصحية وفقدان البروتوكولات العلاجية والأدوية أو حتى البدائل اللازمة للتخفيف من ألمها، ولو بالحدّ الأدنى. يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد تدمير المنظومة الصحية، من خلال استهداف ممنهج بدأه منذ الأيام الأولى من حربه المتواصلة على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتعيش زهراء برفقة أسرتها في خيمة من النايلون تنعدم فيها مختلف مستلزمات العيش الأساسية، فيما تعجز عن الحصول على الرعاية الصحية الخاصة بإصابتها، في غياب الخصوصية والنظافة والاهتمام. يترافق ذلك مع عدم حصولها على الغذاء اللازم، وخصوصاً في ظلّ الحصار المشدّد الذي يفرضه الاحتلال، مانعاً إدخال الإمدادات المنقذة للحياة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، من بينها تلك الغذائية، وكذلك الأدوية والمستلزمات الطبية.

وتخبر زهراء، البالغة من العمر 26 عاماً، والنازحة من مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، أنّها تعرّضت للإصابة التي جعلتها أسيرة الكرسي المتحرك في النزوح. وتوضح لـ"العربي الجديد" أنّها أُصيبت عندما كانت تنقل لوازم أسرتها برفقة شقيقتها، على الرغم من التزامها سلوك الممرّ الآمن المكتظّ بالناس. وتقول: "لحظة وصولنا، بدأ إطلاق النار. فاختبأنا إلى أن هدأ الوضع قليلاً، ثمّ رحنا نركض. حينها، أصابت رصاصة ظهري، فاعتقدت أنّني تعرّضت لانفجار أفقدني قدمَيّ، إذ لم أعد أشعر بهما".

تضيف زهرة بغصّة: "بدأت بالصراخ، فقال لي أحد المارة إنّني سأكون بخير. ونصحني بمحاولة الزحف للابتعاد عن المكان حيث أنا، خوفاً من التعرّض لإصابة أخرى، لكنّني لم أتمكّن من ذلك، إذ فقدت القدرة على الحركة، وشعرت بآلام شديدة في رقبتي". وتتابع: "بعد لحظات من استسلامي للألم والتخيّلات المرعبة بأنّني سأفارق الحياة وستنهش الكلاب جسدي مثلما حصل في حالات كثيرة، تمكّن شبّان من نقلي إلى المستشفى، ليبدأ فصل جديد من المعاناة القاسية وسط شلل تام في المنظومة الصحية".

وتوضح المرأة الفلسطينية الشابة أنّها نُقلت إلى المستشفى المعمداني (الأهلي العربي) بمدينة غزة شمالي القطاع، حيث التُقطت صورة أشعة لظهرها قبل أن تُحوَّل إلى مستشفى الخدمة العامة بالمدينة، فتبيّن أنّها أُصيبت بطلقة نارية أدّت إلى انفجار الطحال، فخضعت على الأثر لعملية استئصال، بالإضافة إلى خضوعها لعملية في ظهرها، وقد تلا ذلك علاج فيزيائي متواصل حتى اللحظة. لكنّ زهراء تؤكد أنّها تعاني بصورة كبيرة بسبب نفاد الأدوية الأساسية وبدائلها، في حين أنّ ما يتوفّر بكميات قليلة باهظ الثمن.

ولا تخفي زهراء أنّها تعاني من وضع نفسي سيّئ منذ إصابتها الصعبة، خصوصاً مع غياب زوجها، وأنّ ما تعيشه اليوم في خيمة النزوح يزيد من آلامها الجسدية والنفسية. وتشير إلى أنّها نزحت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مرّات عدّة، واضطرّت إلى التنقّل بين مخيمات ومدارس تحوّلت إلى مراكز نزوح ومراكز إيواء في شمال القطاع.

وبخصوص اعتقال قوات الاحتلال زوجها، تخبر زهراء أنّ ذلك حدث في الشهر الثالث من الحرب، وقد احتُجز برفقة شقيقه ووالدهما. وتلفت إلى أنّ ذلك الاعتقال أتى في عيد الميلاد الأول لطفلهما عماد الذي يبلغ من العمر اليوم نحو عامَين ونصف عام. وتقرّ بأنّ اعتقال زوجها سبّب لها صدمة، وصارت تواجه أعباء الحياة والغلاء الجنوني في أسعار المتطلبات الأساسية لطفلهما، إلى جانب وضع إصابتها الصعب.

وتواصلت رحلات النزوح الشاقة في ظلّ التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة للمناطق السكنية التي كانت تبلغها زهراء وعائلتها في كلّ مرّة، إلى أن استقرّت في مخيم غربي مدينة غزة، وسط انقطاع مختلف الخدمات الأساسية في شمال القطاع والمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقها في غياب زوجها ومع حالتها الصحي. وتحتاج المرأة الفلسطينية الشابة إلى تشخيص دقيق لحالتها، في ظلّ نقص حاد في المستلزمات الطبية ووسائل التشخيص، علماً أنّ الرصاصة التي أصابتها بالقرب من عمودها الفقري لم تُستأصَل بعد، الأمر الذي يزيد من مخاوفها وكذلك حاجتها الماسة إلى العلاج.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية