
أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، يوم السبت، تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الجاري، بدلاً من موعده المحدد سلفاً في الثالث من يوليو/تموز المقبل، على خلفية الحرب الحاصلة في المنطقة بين إسرائيل وإيران وتداعياتها "شديدة الخطورة على دولها".
وصرح مدبولي، في مؤتمر صحافي على هامش تفقده بعض المشروعات بمحافظة البحيرة، بأن كل القراءات تشير إلى استمرار التصعيد بين الدولتين لأسابيع مقبلة، ومن هنا، جاء قرار إرجاء افتتاح المتحف المصري الكبير "حتى ينال الزخم العالمي المطلوب"، إذ إن الظروف الراهنة لم تعد مناسبة لإقامة تلك الفعالية بالشكل اللائق الذي ترغب الدولة فيه.
وبلغت التكلفة التقديرية لإنشاء المتحف المصري الكبير تحت إشراف الهيئة الهندسية للجيش نحو 6.1 مليارات دولار، وهي ممولة بقروض دولية أهمها من الهيئة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، ومساهمات وتبرعات محلية ودولية. وكان من المقرر امتداد فعاليات الافتتاح على مدار عدة أيام، في حضور عدد كبير من رؤساء وملوك الدول والشخصيات العامة والمشاهير.
وأشار مدبولي إلى أن الحكومة تضع جميع السيناريوهات المحتملة للتعامل مع تداعيات التصعيد الإسرائيلي – الإيراني، بما في ذلك تداعيات التصعيد على قطاع الطاقة، وتأثيره على جزء كبير من إمدادات الغاز الطبيعي التي تأتي إلى مصر وتساهم في تشغيل محطات الكهرباء.
وأضاف أنه تواصل مع وزراء البترول والكهرباء والمالية ومحافظ البنك المركزي لاستعراض خطط استيعاب الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف، والاحتياطيات الحالية من الغاز اللازم لتشغيل محطات التوليد، إثر زيادة سفن التغويز داخل البلاد من سفينة واحدة إلى ثلاث سفن.
وتابع مدبولي أن السفن الثلاث ستضخ نحو 2250 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً في الشبكة المصرية، ومن ثم تلافي حدوث أي مشكلة في حال انقطاع الإمدادات من "بعض الدول المحيطة"، في إشارة إلى إسرائيل.
وذكر أن الحكومة حريصة على عدم اللجوء مجدداً إلى خطة تخفيف الأحمال (قطع الكهرباء بالتناوب) في فصل الصيف، ولكنها تطالب في الوقت نفسه المواطن بترشيد الاستهلاك لتحقيق ذلك الهدف، لأن "الجميع في مركب واحد"، وبالتالي، يجب الحرص الشديد في استهلاك الكهرباء.
واستطرد مدبولي بأن موقف مصر واضح تماماً من إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، لا سيما أن التصعيد والصراع الثنائي بين البلدين "مرشحان لأن يطاولا دولاً أخرى في المنطقة".
وكانت إسرائيل قد جددت عدوانها على إيران بعد هجوم واسع شنته فجر الجمعة، واستهدف مواقع نووية ومقار عسكرية إيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين في إيران. وشنت طهران، في المقابل، هجوماً صاروخياً على دولة الاحتلال رداً على العدوان الواسع الذي نفذته الأخيرة.
وعلى ضوء التوترات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، أصدرت وزارة الطاقة الإسرائيلية، أمس، أمراً بإغلاق مؤقت لحقل ليفياثان للغاز الطبيعي البحري الأكبر في البلاد، بعدما أوقفت شركة "إنرجيان" (Energean Plc) إنتاجها من الغاز، وهو ما أدى إلى تعطل إمداد شبكة الغاز المصرية بنحو 850 مليون قدم مكعبة.
وأوقفت مصر إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية بسبب الأعمال العسكرية التي نشبت في المنطقة وتوقف إمدادات الغاز من الشرق (إسرائيل). وأعلنت وزارة البترول رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار حفاظاً على استقرار شبكة الغاز وعدم اللجوء إلى تخفيف أحمال شبكة الكهرباء.
وبداية من عام 2022، تراجع إنتاج الغاز المحلي في مصر من جراء الاعتماد بشكل متزايد على الغاز الإسرائيلي لتغطية جزء من حاجاتها المحلية، خصوصاً في قطاع الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وفي محاولة لتأمين بدائل على المدى المتوسط، وقعت الحكومة المصرية عدداً من الاتفاقيات مع شركات طاقة وتجارة عالمية لاستيراد ما لا يقل عن 150 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، في أكبر صفقة من نوعها في تاريخ مصر، وذلك بقيمة تزيد على ثمانية مليارات دولار بالأسعار الحالية.

أخبار ذات صلة.
